المؤتمر الثاني للعربية - الصينية: "الحزام والطريق" فرصة ذهبية لتطوير العلاقات مع الصين

  • 2022-03-13
  • 11:34

المؤتمر الثاني للعربية - الصينية: "الحزام والطريق" فرصة ذهبية لتطوير العلاقات مع الصين

 

عقدت الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية مؤتمرها الثاني في بيروت في 5 الحالي في مقرّ الجمعية في بدارو،  بمشاركة شخصيات عربية ودولية وازنة عبر الحضور الافتراضي.

وتحدّث في المؤتمر سفير الصين في لبنان، سفير فلسطين في الصين، سفيرة لبنان في الصين ورئيس اتحاد الغرف التجارية العربية.

الجلسة الأولى:

استهل المؤتمر بجلسة أولى أدارها نائب رئيس الجمعية د. بيار الخوري وتحدث فيها السفير الصيني في لبنان تشان مينجيان مؤكداً عمق الصداقة التاريخية بين لبنان والصين التي تعود إلى تاريخ طريق الحرير قبل 2000 عام، مشيراً إلى أن العلاقات الدبلوماسية عزّزت التعاون والتواصل بين البلدين في كل المجالات، منذ العام 1971، ما عاد بالفائدة على الشعبين. وذكّر السفير مينجيان بتنظيم سلسلة فعاليات العام الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات اللبنانية الصينية بمشاركة الجمعية العربية الصينية، على المستويين الرسمي والشعبي، الأمر الذي جسّد النية الثنائية الحسنة لتوريث الصداقة التقليدية، واستكمال التعاون على مستوى أعلى.

ثم أشار سفير فلسطين في الصين عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين فريز المهداوي، إلى حاجة العالم العربي إلى الصين كصديق وكشريك استراتيجي. وذكّر بالثوابت السياسية الصينية تجاه القضايا العربية، وفي مقدمها حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم بحسب قرارات الأمم المتحدة، كما ذكّر بالمساعدات الصينية لفلسطين في أكثر من مجال. ولفت السفير المهداوي إلى أن العلاقات العربية الصينية تتعمق بازدياد. ودعا الصين، في هذه المناسبة، إلى أن تعمل على استقطاب المزيد من الطاقات العربية، كما دعا العرب إلى فهم عميق للثقافة الصينية العريقة.

ثم تحدث الأمين العام لاتحاد غرف التجارة العربية د. خالد حنفي، فأعرب عن ثقته بتعزيز العلاقات العربية الصينية، وأشار إلى أن 19 دولة عربية، إضافة إلى الجامعة العربية واتحاد غرف التجارة العربية، وقّعت وثيقة التعاون مع الصين، ضمن مشروع "الحزام والطريق" فالعرب شركاء طبيعيون، بحكم التاريخ والجغرافيا، في هذه المبادرة التي تشكّل منصة كبرى لإقامة علاقات استراتيجية بين الجانبين. ولاحظ د. حنفي أن التعاون بين العرب والصين يزداد ترسخاً وقوة وتنوعاً يوماً بعد يوم، وأشار إلى مساهمة الصين في مصر بمشاريع استراتيجية كبرى. وأبدى استعداد اتحاد الغرف العربية لإقامة مشاريع مشتركة مع الجمعية العربية الصينية من أجل تطوير العلاقات العربية الصينية إلى ما يتجاوز العمل التجاري البحت.

ثم تحدثت سفيرة لبنان في الصين السيدة ميليا جبور عن الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم اليوم، والتي تدعونا إلى المزيد من التعاون والتضامن، وذكّرت بعراقة العلاقة بين العرب والصين، المستمرة على الرغم من كل الظروف، وبأن تبادل الخبرات مع الصين مسألة ذات أهمية، وهنا يأتي دور الجمعية التي تتجاوز العلاقات التجارية، رغم أهميتها، إلى ترسيخ العلاقات الثقافية والحضارية، فالتواصل الشعبي هو الذي يعطي العلاقات الدولية بعداً إنسانياً. ودعت السفيرة جبور إلى التركيز على هذه المسألة، ففي"المعرفة سلام وفي الجهل ظلامية"، وأكدت أهمية مد الجسور من قبل لبنان والعالم العربي مع الصين، وبناء المزيد من التقارب والتعاون.

ثم ألقى رئيس الجمعية قاسم طفيلي كلمة شاملة استعرض في خلالها مجمل أهداف الجمعية ومنجزاتها ومبادراتها المستقبلية، وأعرب عن رغبة الجمعية في أن تكون جزءاً من هذا الركب الذاهب إلى المستقبل، مستقبل التنمية وازدهار الشعوب، وشدد على أهمية الإطار الذي وضعته الصين لبناء العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي ودفعها إلى مستويات أعلى، واعتبر أن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين تشكل فرصة ذهبية للعالم العربي ولبنان.

وأعلن طفيلي عن مبادرات حيوية في اتجاه تشكيل أطر لحشد الطاقات العربية من القطاعات كافة، في سبيل تعزيز العلاقات العربية الصينية، وكشف عن ان مبادرات في مجال الطاقة البديلة والتكنولوجيا والزراعة، تجري بالتنسيق مع الوزارات اللبنانية المعنية، وعلى ان الهم الرئيسي خلال الفترة المقبلة سوف يكون بالتركيز على انجاز اتفاقية الحجر الصحي الزراعي مع الصين بالتنسيق مع وزارة الزراعة وصولاً الى تحديد الأصناف المناسبة للسوق الصينية، وهو ما يمكن ان يساهم في فتح مجالات واسعة لتصريف المنتجات الزراعية والحيوانية وخلق فرص عمل للبنانيين.

وأشار طفيلي الى أن الجمعية هي في صدد تشكيل مجلس المستشارين في المجالات التنموية كافة، من ذوي الكفاءة والمؤهلات، مرحباً بكل من يرغب في المساهمة بخبرته. كذلك، فإن الجمعية سوف تشكل مجلس أمناء من شخصيات مهتمة وعاملة في الشأن العربي الصيني، بالإضافة الى السفراء السابقين العرب والصينيين، لمد المجلس برافد معرفي واجتماعي واقتصادي عربي صيني وتعزيز القيمة التنموية لرسالة الجمعية.

كما أفاد ان الجمعية قد باشرت التسجيل القانوني في الصين كجهة غير حكومية، وتزمع بالشراكة مع إحدى المؤسسات افتتاح مقر لها في القاهرة في خلال الشهر المقبل.

الجلسة الثانية:

تحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها الاديب والاعلامي أحمد بزون أصدقاء الجمعية من خارج لبنان، فكانت كلمات مختصرة لكل من: أبو بكر ما الصيني، المهندس حماد عبد الساتر، د. نهى تشوي ، المهندس إبراهيم الكوالمة، المهندس مازن حديب وغيرهم. وقد عبّر المتحدثون عن إيمانهم بأهمية الجمعية في توطيد العلاقات العربية الصينية، وأبدوا استعدادهم للانخراط في عمل الجمعية والمساهمة في تحقيق أهدافها، مشيدين بالإنجازات التي حققتها حتى الآن.

الجلسة الثالثة:

ثم ترأس د. محمود حيدر الجلسة الثالثة، وهي جلسة انتخاب هيئة إدارية جديدة، استهلها بكلمة عن أهمية الجمعية العربية الصينية، وأهمية العمل التنموي، مشدداً على أهمية العلاقة بالصين والتعاون معها، ومؤكداً ضرورة فهم واستيعاب الشخصية الصينية، لما تحتويه من عراقة إنسانية وثقافية، وانفتح في كلمته على آفاق العمل الاجتماعي ومفاهيمه الفكرية والفلسفية.

ثم فتح باب الترشيح للهيئة الإدارية التي تتألف من 14 عضواً، ففازت اللائحة المرشحة بالتزكية، وتضمنت الأسماء التالية (مع حفظ الألقاب): قاسم طفيلي، بيار الخوري، جميل حديب، علي مطر، ماري حبيب، جاد بوتاري، محمد بلوط، مايا أشقر، عبد قبرصلي، زهير قصير، سارة يونس، إيلي ملاح، أحمد بزون، ومختار سليمان (حيدر).