محمد بن راشد يعتمد مسار الخط الأزرق لـ"مترو دبي"

  • 2023-11-27
  • 09:47

محمد بن راشد يعتمد مسار الخط الأزرق لـ"مترو دبي"

اعتمد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم مسار الخط الأزرق لـ"مترو دبي" بطول 30 كيلومتراً، وإجمالي 14 محطة، ليخدم العديد من المناطق الحيوية التي يتوقع أن يصل عدد سكانها لنحو مليون نسمة وفقاً لـ"خطة دبي الحضرية 2040".

 

للاطلاع:

"إطار دبي العالمي لوقود الطيران المستدام" بمواجهة التغيير المناخي ولخفض الانبعاثات

 

ووجّه محمد بن راشد بالبدء الفوري في تنفيذ المشروع، وفق أرقى المعايير والمواصفات العالمية، بما يلبي متطلبات النمو السكاني في المنطقة، على أن يتم إنجاز مشروع المسار الجديد في العام 2029، تزامناً مع الذكرى العشرين لافتتاح "مترو دبي".

وافتتح النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم المسار الأزرق لـ"مترو دبي" خلال حفل أقيم في منطقة مرسى خور دبي، في حضور الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ"طيران الإمارات" والمجموعة أحمد بن سعيد آل مكتوم، ورئيس "مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود" منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والمدير العام ورئيس مجلس المديرين في "هيئة الطرق والمواصلات" مطر الطاير وعدد من الوزراء ومديري الدوائر الحكومية في دبي والمسؤولين. 

واطلع مكتوم بن محمد بن راشد على جدارية ضخمة أبرزت أهم عناصر الخط الأزرق لـ"مترو دبي"، الذي يبلغ طوله 30 كيلومتراً، منها 15.5 كيلومتر تحت الأرض، و14.5 كيلومتر فوق مستوى الأرض.

ويضم المسار الجديد 14 محطة بينها 3 محطات انتقالية، هي الخور، و"سنتر بوينت"، و المدينة العالمية 1، ومحطة أيقونية في منطقة مرسى خور دبي، ويتوقع أن يصل عدد مستخدمي الخط الجديد 320 ألف راكب يومياً في العام 2040، ويعد الخط الأزرق أول معبر لمترو يمر فوق خور دبي، من خلال جسر يبلغ طوله 1300 متر.

 

المدينة الأفضل في العالم

 

ويحقق الخط الجديد الربط والتكامل بين الخطين الأحمر والأخضر لـ"مترو دبي"، ويسهم في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية "D33"، وأهداف "خطة دبي الحضرية 2040"، في جعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، من خلال توفير خيارات تنقل جماعي مستدامة ومرنة تسهم في تسهيل حركة السكان والزوار، والارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز تنافسية دبي العالمية مركزاً جاذباً للفعاليات العالمية، وتعزيز مفاهيم خطة دبي الحضرية مثل مدينة العشرين دقيقة، عبر توفير أكثر من 80 في المئة من الخدمات للسكان خلال عشرين دقيقة من التنقل، وتحقيق التنمية الموجهة بالنقل الجماعي "TOD".

كما يسهم المسار الجديد في توفير ربط مباشرٍ بين مطار دبي الدولي، و9 مناطق حيوية واقعة على طول الخط تشمل مردف والورقاء، والمدينة العالمية 1 و2، وواحة دبي للسيلكون، والمدينة الأكاديمية، ومنطقة راس الخور الصناعية، ومرسى خور دبي، ودبي فستيفال سيتي، حيث يتوقع أن يتراوح زمن الرحلة ما بين 10 و25 دقيقة.

 

عناصر الخط الأزرق

 

ويضم الخط الأزرق لـ"مترو دبي" 14 محطة، منها 3 محطات انتقالية هي محطة الخور على الخط الأخضر، ومحطة "سنتر بوينت" على الخط الأحمر، ومحطة مدينة دبي العالمية (1)، ومحطة أيقونية في منطقة مرسى خور دبي، ويبلغ عدد المحطات العلوية تسع محطات، وخمس محطات نفقية تحت مستوى الأرض.

ويتوقع أن يصل عدد مستخدمي الخط الأزرق العام 2030 إلى قرابة 200 ألف راكب يومياً، يرتفع إلى 320 ألف راكب يومياً العام 2040، وتقدر الطاقة الاستيعابية للخط الأزرق بنحو 56 ألف راكب في الساعة في الاتجاهين، بناءً على زمن تقاطر يصل إلى نحو الدقيقة ونصف الدقيقة.

وشاهد مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم مجسمات لتصاميم محطات الخط الأزرق، العلوية والنفقية، ووضع علامة الموقع على مجسم كبير يظهر المناطق التي يخدمها المشروع، ليُضيء موقع المحطة الأيقونية في منطقة مرسى خور دبي، وهي من تصميم الشركة الرائدة عالمياً سكيدموري، أوينغس وميريل (SOM)، وتتميز بتصميمها المبتكر، الذي يظهر رؤية دبي الجديدة، وبما يتناسق مع الطابع العمراني للأبراج السكنية والتجارية العصرية الرائدة، وتبلغ مساحة المحطة 8800 متر مربع، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 160 ألف راكب يومياً، ويتوقع أن يصل عدد مستخدميها لنحو 70 ألف راكب يومياً بحلول العام 2040.

 

كوادر وطنية شابة

 

كما التقى مكتوم بن محمد بن راشد بـ30 مهندساً شاباً من المواطنين والمواطنات، سيشاركون ضمن فريق العمل، الذي سيتولى تنفيذ مشروع الخط الأزرق لـ"مترو دبي"، ليكونوا امتداداً للكفاءات السابقة التي شاركت في تنفيذ مشاريع القطارات السابقة، ودعاهم أن يكونوا نموذجاً وقدوة في سرعة ودقة العمل وبما يسهم في تنفيذ المشروع الجديد وفق أفضل المعايير العالمية.

 

خامس المشاريع الاستراتيجية  

 

يُعدّ الخط الأزرق لـ"مترو دبي"، خامس المشاريع الاستراتيجية في مجال المواصلات العامة، التي شملت الخطين الأحمر والأخضر لـ"مترو دبي"، و"ترام دبي"، ومسار 2020 لـ"مترو دبي"، كما يعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في قطاع النقل خلال المرحلة المقبلة. وبتنفيذ الخط الأزرق يرتفع إجمالي أطوال السكك الحديدية في دبي، من 101 كيلومتر حالياً، إلى 131 كيلومتراً، منها 120 كيلومتراً لـ"مترو دبي"، و11 كيلومتراً لـ"ترام دبي". وسيرتفع عدد محطات المترو والترام، من 64 محطة إلى 78 محطة منها 67 محطة لـ"مترو دبي"، و11 محطة لـ"ترام دبي"، وسيزيد عدد القطارات من 140 قطاراَ إلى 168 قطاراً، منها 157 قطاراً للمترو و11 للترام.

 

العائد الاقتصادي

 

وأكدت الدراسات الأولية التي أجرتها الهيئة أن الاستثمار في البنية التحتية هو المحرك الرئيس لنمو اقتصاد أي مدينة في العالم، وأن المنافع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمشروع الخط الأزرق لمترو دبي، تدعم أهداف أجندة دبي الاقتصادية "D33"، حيث يتوقع أن تصل إلى 2.60 العام 2040: (2.60 درهم منافع مقابل كل درهم من التكاليف)، فيما يتوقع أن تصل المنافع الإجمالية للمشروع إلى أكثر من 56.5 مليار درهم حتى 2040، نتيجة لحجم التوفير في الوقت والوقود وخفض معدل وفيات الحوادث، وخفض معدل الانبعاثات الكربونية، حيث يتوقع أن يسهم الخط الأزرق في خفض الإزدحامات المرورية على محاور الطرق التي يخدمها بنسبة 20 في المئة، وزيادة قيمة الأراضي والعقارات حول محطات المشروع بنسبة تصل إلى 25 في المئة، كما يوفر الخط الأزرق ربطاً مباشراً بين مطار دبي الدولي، وتسع مناطق حيوية واقعة على طول الخط، ويربط كذلك خامس المراكز الحضرية وهو مركز واحة دبي للسيلكون، وبذلك تكون جميع المراكز الحضرية في دبي مربوطة بخطوط المترو.

 

العمود الفقري لنظام التنقُّل

 

ويأتي اعتماد مسار الخط الأزرق لـ"مترو دبي"، تتويجاً للنجاح الكبير الذي حققه "مترو دبي"، منذ افتتاحه في 9 أيلول/سبتمبر 2009، حيث أصبح العمود الفقري لنظام التنقل في دبي، والخيار الأول لتنقل السكان والزوار، ويستحوذ على قرابة 60 في المئة من إجمالي عدد مستخدمي وسائل المواصلات العامة التي تشمل إلى جانب المترو، حافلات المواصلات العامة، وترام دبي، ووسائل النقل البحري.

ونقل "مترو دبي" منذ تشغيله حتى تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2.2 مليار راكب، وبلغ المتوسط اليومي لعدد ركاب المترو العام الجاري، أكثر من 685 ألف راكب يومياً، كما سجل نجاحاً كبيراً في تحقيق أعلى معايير السلامة العالمية، والكفاءة التشغيلية في الالتزام بدقة مواعيد الرحلات التي بلغت 99.7 في المئة، وساهم في تعزيز القوة التنافسية لدبي في تنظيم الفعاليات الدولية، وأهمها الاستضافة الناجحة لمعرض "إكسبو 2020 دبي"، الذي شهد تنفيذ مسار 2020 لـ"مترو دبي"، بطول 15 كيلومتراً، وبسبع محطات، كما ساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية التنموية للإمارة، وفي تعزيز الأنشطة السياحية، ورفع قيمة العقارات القريبة من محطات المترو.

 

خيار استراتيجي

 

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم أن الاستثمار في مشاريع البنية التحتية هو خيار استراتيجي ضمن نهج تنموي شامل تتبناه دبي وتمضي في تحقيق أهدافه بأسلوب مبتكر يلبي متطلبات الحاضر ويراعي أعلى مستويات الجاهزية للمستقبل، مشيراً إلى أن  الأسس المستدامة التي يقوم عليها هذا النهج يترسخ بسواعد وعقول نخبة من الكوادر الوطنية التي أثبتت جدارتها بأن تكون في مقدمة ركب التطوير بأفكار خلاقة تواكب طموحات دبي الكبيرة في مضمار التنمية وسباق التميز نحو المركز الأول في شتى المجالات.

وأضاف أن الإنجازات الكبيرة لا تولد بالصدفة بل بالتخطيط الواعي والفكر المبدع والحرص على تحقيق أعلى مستويات الريادة لافتاً النظر إلى أن حجم الإنجاز يقاس دائماً بحجم تأثيره الإيجابي في المجتمع.

 

دبي والمشاريع النوعية

 

من جهته، قال النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم  إن دبي مستمرة في تنفيذ مشاريع نوعية تسهم في تعزيز مكانتها العالمية وتؤكد ريادتها في مجال تطوير البنى التحتية الرفيعة المستوى الداعمة لأهداف التنمية المستدامة للإمارة، مؤكداً الاستمرار برؤية وتوجيهات محمد بن راشد في تأكيد الركائز الراسخة لأفضل مدينة للحياة في العالم بعزيمة لا تعرف المستحيل وإصرار على تحقيق أعلى مراتب التميز.

ونوّه بجهود "هيئة الطرق والمواصلات" في دبي وما تقوم به من مشاريع ضخمة تدعم تطلعات دبي للمستقبل، مثنياً على إسهامات الكوادر الإماراتية المتميزة في مقدمة ركب التطوير ضمن شتى القطاعات الحيوية في دبي.

 

مليون نسمة

 

وقدم المدير العام ورئيس مجلس المديرين في "هيئة الطرق والمواصلات"  مطر الطاير شرحاً عن الخط الأزرق لـ"مترو دبي"، الذي يربط الخط الأخضر عند محطة الخور، بالخط الأحمر عند محطة سنتر بوينت، ويخدم مناطق سكنية وأكاديمية ومشاريع تطويرية، يقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة العام 2040، كما يخدم أحد المراكز الحضرية التي حددتها خطة دبي الحضرية، وهو مركز واحة دبي للسيلكون، الذي يعد حاضنة للابتكار والمعرفة ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي، والتقني واستقطاب الموهوبين والمبتكرين.

وقال الطاير إن الخط الأزرق يمتد باتجاهين، الأول يمتد من محطة الخور الانتقالية على الخط الأخضر، في منطقة الجداف، مروراً بدبي فستيفال سيتي، ومنطقة مرسى خور دبي، ومنطقة راس الخور، ومنها إلى مدينة دبي العالمية 1، التي تضم محطة انتقالية، ويستمر باتجاه المدينة العالمية 2 و3، ثم إلى واحة دبي للسيلكون، وصولاً إلى المدينة الأكاديمية، ويبلغ طول هذا الجزء 21 كيلومتراً، ويضم 10 محطات، بينما يمتد الاتجاه الثاني للخط الأزرق من محطة سنتر بوينت الانتقالية على الخط الأحمر في منطقة الراشدية مروراً بمناطق مردف والورقاء وصولاً إلى المحطة الانتقالية في المدينة العالمية 1، ويبلغ طوله 9 كيلومترات، ويضم أربع محطات، كما يتضمن المشروع إنشاء مرآب للقطارات في منطقة الروية الثالثة.

 

المحطة الأيقونية

 

وأضاف أن الخط الأزرق لـ"مترو دبي" ينفرد بعدد من السمات البارزة، فهو يضم أول جسر لـ"مترو دبي" فوق خور دبي، يبلغ طوله 1300 متر، ومحطة أيقونية في مرسى خور دبي، تتميز بتصميمها المعماري الفريد، وهي من تصميم الشركة (SOM) سكيدموري، أوينغس وميريل (Skidmore, Owings and Merrill)، وتعد أحد أكبر مكاتب الهندسة المعمارية في العالم، وهي التي صممت برج خليفة، والبرج الأولمبي في نيويورك، وبرج سيرز في شيكاغو، كما يضم أكبر محطة نفقية انتقالية لشبكة المترو، تزيد مساحتها على 44 ألف متر مربع، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 350 ألف راكب يومياً، وينفرد الخط الأزرق كذلك باعتباره أول مشروع نقل مطابق لمواصفات المباني الخضراء (الفئة البلاتينية)، ويضم أيضاً محطتين انتقاليتين تربطان خطي مترو دبي، الأولى محطة سنتر بوينت على الخط الأحمر، والثانية محطة الخور على الخط الأخضر.

 

50 ألف طالب جامعي

 

وأوضح الطاير أنه رُوعي في تحديد مسار الخط الأزرق لمترو دبي، تحقيق الاستدامة في المشروع بحيث يربط العديد من المناطق والمشاريع ذات الكثافة السكانية العالية الحالية والمستقبلية، ويقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة في 2040، حيث يخدم الخط الأزرق، ومرسى خور دبي، وفستيفال سيتي التي تعد من أهم المناطق التطويرية الواعدة، ومدينة دبي العالمية التي تضم السوق الصينية ووحدات سكنية كبيرة، يقطنها ويزورها أكثر من 200 ألف نسمة، كما يخدم مناطق سكنية مثل الراشدية والورقاء ومردف، وكذلك واحة دبي للسيليكون التي تعد أحد المراكز الحضرية في خطة دبي 2040، والمدينة الأكاديمية التي يتوقع أن يصل عدد طلابها العام 2029 إلى أكثر من 50 ألف طالب جامعي.

وختم الطاير بالقول إن تنفيذ مشروع الخط الأزرق سيكون وفقاً لأحدث التقنيات العالمية في أنظمة القطارات، وروعي في تصميم المحطات الاستغلال الأمثل للمساحات، وتقليل تكلفة التنفيذ والتشغيل والصيانة، وتحقيق التكامل مع وسائل النقل المختلفة مثل حافلات المواصلات العامة ومركبات الأجرة.