"أدنوك" و"طاقة" تطوران مشروعاً لخفض الانبعاثات الكربونية بـ3.16 مليارات دولار

  • 2021-12-22
  • 09:54

"أدنوك" و"طاقة" تطوران مشروعاً لخفض الانبعاثات الكربونية بـ3.16 مليارات دولار

أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" عن تطوير مشروع استراتيجي بتكلفة 13.22 مليار درهم (3.6 مليارات دولار) يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية لعمليات حقول "أدنوك" البحرية.

وسيشهد المشروع المبتكر الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة، تطوير وتشغيل نظام لنقل تيار كهربائي مباشر عالي الجهد تحت سطح البحر لإمداد عمليات إنتاج حقول "أدنوك" البحرية بطاقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة من خلال ربطها بشبكة كهرباء أبوظبي البرية التابعة لشركة "طاقة".

شركة جديدة

وسيتم تمويل هذا المشروع من خلال شركة تمّ إنشاؤها خصيصاً لهذا الغرض ويملكها بشكل مشترك كل من "أدنوك" و"طاقة" بحصة بنسبة 30 في المئة لكل منهما، وائتلاف يضم كلاً من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" وشركة "كيوشو" للطاقة الكهربائية اليابانية، وشركة الكهرباء الفرنسية "إي دي إف" بحصة 40 في المئة.

تطوير وتشغيل شبكة نقل الكهرباء

وسيقوم الائتلاف بتطوير وتشغيل شبكة نقل الكهرباء المتطورة بالشراكة مع "أدنوك" و"طاقة"، على أن تتم إعادة المشروع بالكامل إلى "أدنوك" بعد 35 عاماً من التشغيل، ويخضع المشروع لاستكمال الإجراءات اللازمة والحصول على موافقات الهيئات التنظيمية المعنية.

ترسيخ مكانة "أدنوك" و"طاقة"

وسيسهم المشروع في ترسيخ مكانة "أدنوك" و"طاقة" وتعزيز جهودهما في مجال الاستدامة، بالإضافة إلى دعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، حيث سيساهم المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية لعمليات "أدنوك" البحرية بأكثر من 30 في المئة عبر استبدال مولدات الكهرباء الحالية التي تعتمد على توربينات الغاز بمصادر أكثر استدامة لتوليد الطاقة الكهربائية.

رفع الكفاءة التشغيلية

كما سيؤدي هذا المشروع إلى رفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز موثوقية نظام إمداد الطاقة بالإضافة إلى إمكانية خفض تكاليف الطاقة الكهربائية، وستبلغ الطاقة الإجمالية المركّبة لنظام نقل الكهرباء 3.2 جيغاواط، وسيتضمن وصلتيْ نقل تحت سطح البحر ومحطتي تحويل مستقلتين للتيار المباشر عالي الجهد، مربوطة جميعها بشبكة الكهرباء البرية التابعة لـ"طاقة"، والتي تديرها شركة أبوظبي للنقل والتحكّم "ترانسكو" التابعة لـ"طاقة"، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء والتشييد في العام 2022 على أن يبدأ التشغيل التجاري للمشروع العام 2025.

تحقيق إيرادات إضافية

 ويتيح المشروع أيضاً لـ "أدنوك" الاستفادة بصورة أكثر فعالية من الغاز المستعمل حالياً في توربينات الغاز التي تقوم بتوليد الكهرباء لتشغيل المنشآت البحرية واستخدامه في مجالات أخرى عالية القيمة، بما يتيح تحقيق إيرادات إضافية.  وكان قد تم طرح مناقصة بخصوص هذا المشروع المبتكر في نيسان/أبريل 2020، حيث شهدت اهتماماً كبيراً للغاية من الشركات العالمية، وتم اختيار ائتلاف الشركات المنفذّة للمشروع عقب عملية مناقصة اتسمت بالتنافسية الشديدة.

المزروعي: المشروع سيساعد "أدنوك" في الحد من الانبعاثات الكربونية

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في "أدنوك" ياسر سعيد المزروعي إن التعاون مع شركة "طاقة" في مشروع مبتكر يستقطب شركاء عالميين في قطاع الطاقة العالمي ويساعد "أدنوك" في تحقيق إنجاز مهم جديد في مسيرتها المتواصلة للحدّ من الانبعاثات الكربونية.

وأضاف المزروعي أنه في ما تسعى "أدنوك" لمواكبة التحول في قطاع الطاقة وضمان استمرارية أعمالها، سيستبدل هذا المشروع المتطور والمتميز مولدات الطاقة الكهربائية في الحقول البحرية بمصادر طاقة كهربائية أكثر استدامة وصديقة للبيئة، مما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بصورة كبيرة، بالإضافة إلى توفير التكاليف وتعزيز كفاءة العمليات.

وأوضح أن هذا المشروع الأول من نوعه يعزّز جهود "أدنوك" المتواصلة لتطوير حلول عملية ومجدية من الناحية التجارية وتسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وفي الوقت ذاته تستقطب استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة، مما يعزز مكانة دولة الإمارات وأبوظبي مركزاً عالمياً وموثوقاً للاستثمار، مشيراً إلى أنه ستتم إعادة توجيه أكثر من 50 في المئة من القيمة الإجمالية للمشروع إلى الاقتصاد المحلي عبر برنامج "أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة"، مما يؤكد التزام "أدنوك" و"طاقة" بمواصلة جهودهما لتعزيز الاستثمار المستدام وخلق قيمة لدولة الإمارات وأبوظبي ودفع عجلة النمو والتطور للاقتصاد المحلي.

ثابت: المشروع يظهر مواصلة الإمارات لعب دورها القيادي في مسيرة التحول نحو الطاقة

 من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة "طاقة" جاسم حسين ثابت إن "طاقة" تعتبر شركة المرافق الرائدة المنخفضة الكربون في أبوظبي وإحدى أكبر خمس شركات مرافق متكاملة في منطقة أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية، معبّراً عن  سعادته بعقد شراكة جديدة مع شركة "أدنوك" من خلال هذا المشروع المهم، الذي سيساهم في إزالة الكربون في قطاع الطاقة في إمارة أبوظبي وبطريقة فعالة.

وأضاف ثابت أن هذا المشروع هو الأول من نوعه ويظهر مواصلة دولة الإمارات لعب دورها القيادي الرائد وتبنيها للابتكار في المسيرة العالمية نحو التحول في الطاقة، وذلك من خلال توحيد جهود اللاعبين الأساسيين في قطاع الطاقة لتعزيز الاستدامة وتحقيق أقصى استفادة في استخدام مزيج الطاقة في أبوظبي، الذي يتميز بالتنوع والكفاءة العالية، لافتاً النظر إلى أن عملية إزالة الكربون توفر الفرص للتعاون والنمو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وهو الأمر الذي تسعى إليه "طاقة" من خلال تحالفاتها وشراكاتها الاستراتيجية في السوق.

تشيونج: "كيبكو" ستسعى لإنجاز هذا المشروع بنجاح

وبدوره، قال الرئيس التنفيذي للشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" سيونج إيل تشيونج إنه فيما أصبح مشروع "براكة للطاقة النووية" رمزاً للصداقة الطويلة والتعاون المشترك بين دولة الإمارات وكوريا، ستسعى "كيبكو" لإنجاز هذا المشروع بنجاح والمساهمة في مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.

إكيبي: سنعمل لدفع جهود شركات الطاقة للحدّ من انبعاثات الكربون عالمياً

 من ناحيته، قال الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "كيوشو للطاقة الكهربائية" كازوهيرو إكيبي إن مجموعة "كيودن" تتشرف باختيارها كشريك تجاري ومساهم في تنفيذ هذا المشروع الذي يساعد في تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في منشآت إنتاج النفط في أدنوك بنسبة تزيد على 30 في المئة.

وأضاف إكيبي:" أن مجموعة "كيودن" أعلنت أخيراً عن خطة عمل للحياد الكربوني، مؤكداً العمل للمساهمة في دفع جهود شركات الطاقة التي تمتلك مشاريع وخطط عملية للحدّ من انبعاثات الكربون على مستوى العالم، آملاً أن تساهم المجموعة في نجاح هذا المشروع عبر الاستفادة من المعارف والخبرات التي اكتسبتها في مجال قطاع الطاقة الكهربائية في اليابان وخارجها".

ليفي: المشروع يساهم بشكل كبير في الحدّ من الانبعاثات الكربونية من عمليات "أدنوك"

أما رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الفرنسية "إي دي إف" جان برنارد ليفي فعبّر عن سعادته بترسية "أدنوك" و"طاقة" عقد المشروع على ائتلاف ناجح يضم "إي دي إف" والاستفادة من خبرتها في مجال شبكات نقل الطاقة الكهربائية.

وأكّد أن فريق العمل في إي دي إف فخور بالمشاركة في هذا المشروع المبتكر الذي يساهم بشكل كبير في الحدّ من الانبعاثات الكربونية من عمليات "أدنوك".

يذكر أن هذا المشروع يأتي في أعقاب المشروع العالمي للطاقة النظيفة الذي تمّ الإعلان عنه أخيراً بين "أدنوك" و"مبادلة" و"طاقة"، والذي يستهدف توليد طاقة إجمالية لا تقل عن 50 جيجاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2030، والشراكة البارزة في مجال الطاقة النظيفة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، والتي ستشهد قيام مياه وكهرباء الإمارات بإمداد ما يصل إلى 100 في المئة من عمليات إنتاج حقول أدنوك البرية وأكثر من 90 في المئة من عمليات إنتاج حقول "أدنوك" البحرية باحتياجات شبكتها الكهربائية من خلال الكهرباء المُنتَجة من مصادر الطاقة النووية والشمسية النظيفة.