الإمارات: تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات "براكة" للطاقة النووية

  • 2021-08-27
  • 16:12

الإمارات: تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات "براكة" للطاقة النووية

استكملت شركة "نواة للطاقة" التابعة لـ"مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بأبوظبي.

وتواصل محطات "براكة" ترسيخ مسيرة التميز لدولة الإمارات في هذا القطاع، من خلال هذا الإنجاز الذي تحقق بعد عام من بداية تشغيل المحطة الأولى و5 أشهر من تشغيلها بشكل تجاري، وهو ما يؤكد التقدم الكبير في إنجاز محطات "براكة" الأربع على نحو آمن وفي الوقت المحدد، بهدف المساهمة في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة.

ومن خلال هذا الإنجاز، أصبحت محطات "براكة" أول مشروع للطاقة النووية في المنطقة يضم محطات متعددة قيد التشغيل، مما يعزز النمو الاقتصادي للدولة عبر توفير المزيد من الطاقة الكهربائية الوفيرة والموثوقة والصديقة للبيئة، كما يبرز هذا الإنجاز الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الدولة في تنفيذ مشاريع عملاقة عبر تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي يلتزم بالمتطلبات التنظيمية المحلية والمعايير العالمية كافة، فضلاً عن مهارات وقدرات وخبرات فرق العمل في "براكة" والتي تقودها الكفاءات الإماراتية.

وتم إجراء هذه الاختبارات تحت الإشراف المستمر من قبل "الهيئة الاتحادية للرقابة النووية"، الجهة المستقلة التي تتولى تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات، وتأتي بعد استكمال الرابطة العالمية للمشغلين النوويين استكمال مراجعة ما قبل بدء التشغيل للمحطة الثانية والتي سبقت صدور رخصة التشغيل، وهو ما يؤكد التزام المحطة الثانية بأفضل الممارسات المعمول بها في قطاع الطاقة النووية العالمي.

وكانت شركة "نواة للطاقة" التابعة للائتلاف المشترك بين "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" والشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو"، قد أكملت برنامجاً شاملاً للاختبارات قبل نجاحها في بدء تشغيل مفاعل المحطة الثانية في "براكة".

وتُعدّ مرحلة بداية التشغيل احدى أهم المراحل في مسيرة المحطة الثانية حيث إن مفاعل المحطة يولّد الحرارة للمرة الأولى من خلال الانشطار النووي، وتستخدم هذه الحرارة لتوليد البخار وتدوير التوربينات لإنتاج الكهرباء، حيث أجرى فريق تشغيل المفاعلات النووية المؤهل والمعتمد في "نواة" سلسلة من اختبارات السلامة لضمان سير بداية التشغيل على الوجه الأمثل مستفيداً من التجربة المماثلة السابقة في المحطة الأولى.

وخلال الأشهر المقبلة، سيتم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات، وسيبدأ فريق التشغيل بعملية رفع مستوى طاقة مفاعل المحطة بالتدريج وهو ما يُعرف بـ"اختبار الطاقة التصاعدي" بالتزامن مع المراقبة المستمرة لهذه العملية لغاية الوصول إلى الحد الأقصى من طاقة المفاعل الإنتاجية، مع الالتزام بجميع المتطلبات التنظيمية وأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمن.

ومن خلال تزويد مئات الآلاف من الشركات والمنازل بالكهرباء الوفيرة والصديقة للبيئة التي تنتجها محطات "براكة"، تنفرد "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" بقيادة أكبر الجهود في المنطقة لخفض البصمة الكربونية، حيث تعد المحطة الأولى في "براكة" أكبر مصدر منفرد للكهرباء في دولة الإمارات.

وعند تشغيلها بالكامل، ستنتج محطات "براكة" الأربع ما يصل إلى 5.6 جيغاواط من الكهرباء، وستحد من أكثر من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يعادل إزالة 3.2 ملايين سيارة من طرقات الدولة سنوياً، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن شحن 7.3 مليارات هاتف متحرك يومياً.

محمد الحمادي: إنجاز آخر تحقق اليوم للبرنامج النووي السلمي الإماراتي

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" محمد إبراهيم الحمادي إن إنجازاً آخر تحقق اليوم للبرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار مسيرة المؤسسة الهادفة لتوفير الطاقة الكهربائية الوفيرة والصديقة للبيئة على مدار الساعة، مشيراً إلى أن محطات "براكة" تدعم النمو والازدهار في الدولة بشكل مستدام.

وأضاف الحمادي أنه مع بداية تشغيل المحطة الثانية في "براكة" أصبحت المؤسسة في منتصف الطريق نحو تحقيق هدفها المتمثل في توفير ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وتعزيز النمو المستدام وبالتوازي مع دعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها الخاصة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي.

ولفت النظر إلى أنه وبدعم وتوجيهات القيادة الإماراتية، أصبحت محطات "براكة" مثالاً للتميّز في إنجاز برامج الطاقة النووية في العالم، ونموذجاً يحتذى به من قبل الدول الراغبة في إضافة الطاقة النووية إلى محفظة مصادر الطاقة لديها، ولاسيما أن 7 من الدول الـ10 الأولى في العالم الأكثر استدامة تستخدم الطاقة النووية، والتي لا يقتصر دورها على توفير الكهرباء الصديقة للبيئة بل تسهم في تعزيز أمن الطاقة.

علي الحمادي: ملتزمون بضمان التميّز التشغيلي لكل محطات "براكة"

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "نواة للطاقة" علي الحمادي أن الاستعدادات ستتواصل على نحو آمن وثابت من أجل ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية وصولاً إلى التشغيل التجاري لثانية محطات "براكة".

وأشار الحمادي إلى التزام "نواة" بضمان التميز التشغيلي لكل محطات "براكة"، شاكراً الشركاء في الدولة وفي جميع أنحاء العالم على دعمهم المستمر لتحقيق هذه الإنجازات وفق أعلى معايير الأداء التشغيلي.