قمة التعافي السياحي: التعاون بهدف تحقيق التعافي والاستدامة في القطاع

  • 2021-05-27
  • 10:00

قمة التعافي السياحي: التعاون بهدف تحقيق التعافي والاستدامة في القطاع

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

افتتح وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب "قمة التعافي السياحي" التي انعقدت في الرياض تحت رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حضور قادة السياحة العالمية الذين يمثلون القطاعين العام والخاص في الرياض.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الخطيب نجتمع اليوم بهدف مناقشة الحلول التي تقود التعافي والنظر في نوعية السياحة التي نحتاجها في المستقبل لوضع مبادئها وتطويرها ولمشاركة قطاع سياحة أكثر سطوعاً وإشراقاً ولدعم التعاون الذي يمكنه تحقيق ذلك.

وأضاف الخطيب: أعتقد أننا نلتقي في لحظة تمثل تفاؤلاً حيوياً وأساسياً لمستقبل قطاع السياحة لأننا جميعاً نعرف الأثر الهائل لكوفيد – 19 على قطاع السياحة عالمياً، حيث انخفض عدد المسافرين العالميين بنسبة 74 في المئة في العام 2020، كما انخفضت نسبة مساهمة السياحة بالناتج الإجمالي العالمي بأكثر من النصف، في حين أن هناك أكثر من 60 مليون وظيفة مهددة، هذا فضلاً عن تأثيراته على الأرواح التي فقدت والحياة وعلى تغيير العالم، مشيراً إلى أنه من المحن تأتي المنح فمن خلال هذه الأمور رأينا بدائل جديدة في عالم تغيرت فيه المحركات الأساسية لأهدافنا، لذلك عندما ننظر إلى المستقبل علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة صعبة ليست فقط عن كيفية تعافينا ولكن عن ما هو مستقبل السياحة الذي نتأمله وكيف يمكننا أن نحوله إلى واقع؟.

 أهمية تحقيق الاستدامة في القطاع ولاسيما بيئياً

وتحدث الخطيب عن تجربة السعودية السياحية فقال: تقدم السعودية نموذجاً ووجهةً جديدة، بدأنا في العام 2019 بخطة جريئة، وكوجهة جديدة فإن أولويتنا هي حماية طبيعتنا الثرية وتراثنا الثقافي الغني وأن ندعم الاستدامة بمعايير جديدة. وأضاف الخطيب "إن مشاريعنا الجديدة سوف تضم مقومات طبيعية وعوامل جذب ثقافية بطريقة تلتزم بأعلى المعايير البيئية والأهم من ذلك أنها ستكون أماكن جاذبة للزوار للاستمتاع بها والعيش فيها. أملنا أن نكون مثالاً يحتذى وندرك أن تعافي السياحة يجب أن يكون قائماً على مبادئ حيوية أساسية هي أولاً، أن السياحة يجب أن تكون مستدامة مع ضرورة المحافظة على ثقافتنا وتراثنا الوطني والطبيعي. ثانياً، إن السياحة يجب أن تكون شاملة حيث يتشارك الجميع في الازدهار الذي تقدمه هذه الصناعة المتطورة والشاملة. ثالثاً، إننا سوف نقوم بتحقيق الفوائد المرجوة من السياحة فقط إذا تعاونا دولاً بقطاعاتها العامة والخاصة وأن السعودية تعمل بالفعل بهذه المبادئ، لافتاً الانتباه إلى انه من خلال "رئاستنا لمجموعة العشرين استضفنا فاعلية مرموقة جمعت بين القطاعين العام والخاص في السياحة كما قمنا بالتنسيق في الأمانة للإستجابة الأساسية لأزمة كوفيد-19 بهدف توفير قطاع أكثر شمولية واستدامة في المستقبل، كما إننا نطبّق هذه المبادئ داخلياً، ففي مشروع نيوم نحن نقوم بتطوير أول مدينة في العالم تضم شوارع دون انبعاثات كروبونية ومن دون سيارات، كما إن مشروع تطوير البحر الأحمر سوف يكون أكبر وجهة في العالم يتمتع بطاقة نظيفة بالكامل، لافتاً إلى أن هذه المبادرات الوطنية سوف تحمي أكثر من 30 في المئة من أراضي السعودية وتعزز وتدعم تراثنا الطبيعي والوطني. وأشار الخطيب إلى قيام المملكة بزراعة أكثر من 10 ملايين شجرة وهو مثال كبير للتعاون الهائل من خلال هذه الأطر العملية التي تدمج العمل الوطني والتقدم بالسياحة من خلال مبادئ وتوجهات مختلفة تقدم لنا قطاع سياحة أكثر شمولية واستدامة، وشدد الخطيب على أنه من خلال التعاون سوف نكون قادرين اليوم على تحقيق بعض هذه الأفكار.

100 دولار لإنشاء الصندوق الدولي للسياحة

وأعلن الخطيب عن أن السعودية تعهدت وبالشراكة مع البنك الدولي بتقديم 100 مليون دولار لإنشاء الصندوق الدولي للسياحة الشاملة الذي سيكون أول صندوق عالمي مكرّس خصيصاً لدعم النمو السياحي العالمي، والذي يهدف إلى دعم القدرات البشرية والمؤسسية وبنائها والاستفادة القصوى من القطاع السياحي. ولفت الخطيب إلى أن الصندوق سيشكل خطوة مهمة تجاه مستقبل أكثر استدامة للقطاع كما لخلق استجابة وتوجه مسؤول بشكل أكبر تجاه السياحة والارتقاء بالقطاع السياحي مع الحفاظ على البيئة واحترام الثقافة المحلية، كما إنه سيكون فرصة ليتبادل قادة السياحة الخبرات والأفكار بهدف اتخاذ اجراءات ملموسة لإعادة بناء قطاع السياحة العالمية ليكون أكثر مرونة واستدامة وشمولية من ذي قبل.