"المركز": مؤشرات الأسواق الخليجية إيجابية في شهر نوفمبر

  • 2023-12-04
  • 13:24

"المركز": مؤشرات الأسواق الخليجية إيجابية في شهر نوفمبر

ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز" المركب لدول مجلس التعاون الخليجي 5 % في نوفمبر

  • الكويت – "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

أوضح المركز المالي الكويتي "المركز"، في تقريره الشهري عن أداء أسواق الأسهم الخليجية لشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أن مؤشرات أسواق الأسهم العالمية والخليجية شهدت ارتفاعاً نتيجة توجه محتمل للاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى وقف سياسة رفع أسعار الفائدة، والمتغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. 

 

إيجابيات الأسواق تتزامن مع تلميحات الفيدرالي لوقف رفع أسعار الفائدة  

 

أداء سوق الكويت 

وذكر التقرير أن أداء أسواق الكويت كان إيجابياً خلال الشهر مع تفاؤل المستثمرين إزاء تراجع حدة التصعيد الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، أدى تراجع أسعار النفط إلى جانب توقعات صندوق النقد الدولي بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي لدولة الكويت في العام 2023 إلى ضعف الأداء مقارنة ببقية أسواق الخليج الأخرى، باستثناء سوق البحرين. 
وسجل المؤشر العام في الكويت ارتفاعاً خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة 1.9 في المئة، مدفوعاً بقوة أداء جميع مؤشرات القطاعات عدا قطاعي التأمين والخدمات الاستهلاكية. وجاء قطاع المواد الأساسية وقطاع الطاقة في صدارة الرابحين بارتفاع بلغ 6.5 في المئة و4.7 في المئة على التوالي. وسجل قطاع البنوك مكاسب بنسبة 1.2 في المئة، وبالأخص سهم بيت التمويل الكويتي الذي حقق مكاسب بلغت 2.2 في المئة، مدفوعاً بتوقعات انتعاش سوق الائتمان والإعلان عن إطلاق "تم"، وهو مصرف رقمي إسلامي يستهدف شريحة الشباب. 
وقلصت أسهم مجموعة أرزان المالية، وشركة الاستثمارات الوطنية، ومجموعة الامتياز الاستثمارية، خسائر أكتوبر، بزيادة في تشرين الثاني/نوفمبر بلغت 20.3 في المئة و19.9 في المئة و10.4 في المئة على التوالي بعد زخم من المستثمرين. ومن بين أسهم السوق الأول، واصل سهم شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (HEISCO) الأداء الإيجابي بمكاسب 10.9 في المئة على خلفية إبرام الشركة عقود جديدة.

ارتفع "مؤشر ستاندرد آند بورز المركب لدول مجلس التعاون الخليجي" 5 في المئة 


أداء الأسواق الخليجية

وتناول تقرير "المركز" أداء الأسواق الخليجية، فبعد تراجع التوتر الجيوسياسي واستبعاد رفع سعر الفائدة، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز المركب لدول مجلس التعاون الخليجي (S&P GCC Composite) بنسبة 5 في المئة، في دفعة للأسهم المصرفية بوجه خاص. وكان الرابح الأكبر خلال الشهر سوق قطر وسوق السعودية، بنسبة 5.4 في المئة و4.6 في المئة  على التوالي. وكانت الأسهم المصرفية القطرية المحرك الرئيسي للأداء الإيجابي، خصوصاً مع ارتفاع أسهم مصرف الريان ومصرف قطر الإسلامي وبنك قطر الوطني بنسبة 18.4 في المئة و9.2 في المئة  و5.4 في المئة على التوالي خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر. 
سهم مصرف الراجحي ارتفع 13.9 في المئة
وكان أداء السوق السعودي مدفوعاً بأداء سهمين مصرفيين رئيسيين؛ مصرف الراجحي (13.9 في المئة ) ومصرف الإنماء (8.8 في المئة)، كما ارتفع مؤشرا سوق دبي وسوق أبوظبي بنسبة 3 في المئة و2.3 في المئة على التوالي. وخلال تشرين الثاني/نوفمبر، قلصت الأسهم العقارية في دبي خسائرها في أكتوبر، مع ارتفاع سهم إعمار العقارية وسهم الدار العقارية بـ13.5 في المئة و10.0 في المئة على التوالي. ومن بين الأسهم القيادية في أسواق الخليج، كان سهم مصرف الراجحي الأقوى أداءً على خلفية نتائج أعمال ممتازة في الربع الثالث من العام 2023. 

ضبط بيانات التضخم، وترجيح عدم رفع الاحتياطي الفائدة أثر إيجابياً على الأسواق 


أداء الأسواق العالمية والأميركية 

ولفت "المركز" النظر  في تقريره إلى أن أداء الأسواق العالمية والأميركية كان بدوره قوياً خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر نتيجة ضبط بيانات التضخم وترجيح عدم رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة مجدداً، وتضاؤل تأثير الصراع الجيوسياسي الشرق أوسطي. وقد ارتفع مؤشر MSCI العالمي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بنسبة 9.2 في المئة و8.9 في المئة على التوالي في نوفمبر. وسجلت عشرة من القطاعات الأحد عشر الرئيسية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) أداء إيجابياً، تقودها أسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات. وتراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.2 في المئة  في أكتوبر من 3.7 في المئة  في شهر أيلول/سبتمبر. 

وقد وضع السوق في الحسبان التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من 2024، وارتفع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 7.9 في المئة  خلال الشهر على الرغم من ضعف أداء السوق الصينية. 

 

عجز موازنة الكويت 14% من الناتج المحلي بين 2023 و2026 


الموازنات الخليجية  

وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت وكالة ستاندرد آند بورز توقعات بأن يبلغ متوسط عجز الموازنة في الكويت 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2023 و2026، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع الإنفاق على الرغم من ارتفاع أسعار النفط نسبياً. ومن جهة أخرى، أعلنت دبي عن موازنة توسعية للغاية للعام 2024، مع ارتفاع حجم الإنفاق المخطط له بنسبة 17.2 في المئة عن مستوى موازنة 2023. ووفقاً لمنظمة "أوبك"، من المتوقع أن يظل نمو الاقتصاد غير النفطي الإماراتي قوياً في العام 2024 مدعوماً بزيادة ثقة الشركات والإصلاحات الحكومية والإنفاق العائلي.

 

إقبال على صكوك الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) بالإمارات

 

ونقل تقرير "المركز" عن "فيتش" تسجيلها لزيادة الإقبال على صكوك الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) في دولة الإمارات، بينما تنعقد قمة المناخ (كوب 28) في الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر، لتشكل خلال الربع الثالث من 2023 نحو 12 في المئة  من إجمالي الصكوك المتداولة، مع توقعات بارتفاع النسبة إلى ما بين 17 و20 في المئة على المدى المتوسط.

وفي الولايات المتحدة، تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.3 في المئة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن اقترب من أعلى مستوياته عند 5 في المئة في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وأدى توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن سياسة رفع أسعار الفائدة، علاوة على عدم التفاؤل إزاء السياسات العامة، إلى تراجع العائدات مع تسعير السوق لتخفيضات أسعار الفائدة في النصف الثاني من 2024. 

 

النفط استقر عند 83 دولاراً للبرميل، مسجلاً خسارة شهرية 5.2% 

 

وفي تغطيته لسوق النفط، ذكر تقرير "المركز" أن السعر استقر عند 83 دولاراً للبرميل، مسجلاً خسارة شهرية بلغت 5.2 في المئة، وتراجعت أسعار النفط على الرغم من هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط نسبياً، بسبب المخاوف بشأن تراجع حجم الطلب العالمي على النفط. وتباطأ نشاط التصنيع في الصين خلال الشهر، كما يتضح من تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي لشهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى 49.4 من 49.7 في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وبالإضافة إلى ذلك، أدت المخاوف بشأن زيادة المعروض من النفط من الدول غير الأعضاء في أوبك إلى تراجع أسعار النفط، وبلغ إنتاج الولايات المتحدة الأسبوعي من النفط الخام أعلى مستوى له على الإطلاق خلال الشهرين الماضيين (13.2 مليون برميل يومياً)، وأغلق سعر الذهب فوق 2000 دولار للأونصة. وأغلق على مكاسب شهرية بنسبة 2.7 في المئة  في نوفمبر وسط مخاوف المستثمرين من احتمال توسع نطاق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 21.6 في المئة خلال الشهر مع إنتاج قياسي وارتفاع المخزون في الولايات المتحدة.

تعافي سوق العقارات في الكويت بعد قرار البنك المركزي تثبيت الفائدة

 

سوق العقارات

أما عن سوق العقارات، فيذكر تقرير "المركز" تعافي السوق الكويتي في الأشهر الأخيرة، بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة تماشياً مع سياسة الاحتياطي الفيدرالي. وشهدت مبيعات العقارات خلال أكتوبر ارتفاعاً وفقاً لإدارة التسجيل العقاري والتوثيق، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للعقود المبرمة بنسبة 48.2 في المئة على أساس سنوي، كما انتعشت السوق بتوجيهات مجلس الوزراء الكويتي لبدء الاستعدادات اللازمة لبناء مدينة سكنية في المنطقة الشمالية.

 

 3 عوامل تحدد اتجاهات الأسواق 

 

الأسواق العالمية

تعتمد النظرة للأسواق العالمية وأسواق السلع والدخل الثابت خلال شهر كانون الأول/ديسمبر على ثلاثة عوامل رئيسية: التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ونتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المقبل وبيانات التضخم. فسوف يؤدي أي تغيير في مسار الأحداث الجيوسياسية وأي تصعيد محتمل إلى تأثير سلبي في الأصول الخطرة، كما تنتظر الأسواق المزيد من المؤشرات عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ومع ذلك، من المرجح أن يستمر المناخ الإيجابي في الأسواق خلال العام الجديد بناءً على عوامل الاقتصاد الكلي الراهنة.