رئيس "البحرين الإسلامي": استراتيجية جديدة لتعزيز النمو

  • 2023-08-07
  • 12:34

رئيس "البحرين الإسلامي": استراتيجية جديدة لتعزيز النمو

  • المنامة- "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
كشف الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي (BisB) ياسر الشريفي في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" عن البدء في الإعداد للاستراتيجية الجديدة للبنك (2024-2026)، مشيراً إلى أنها تركز على محاور عدة رئيسية منها: تبسيط المعاملات المالية الخاصة بالزبائن، واستكمال الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار باعتبارها أحد محركات النمو، والاستمرار بالارتقاء بجودة الخدمات، العمل على تطوير منتجات وخدمات البنك بما يلبي احتياجات الزبائن بصورة أعمق سواء من الأفراد أو الشركات. 

ويقول ياسر الشريفي إن الأولويات والأهداف الرئيسية للبنك، تتمثل بمواصلة مسيرة الابتكار، مع التركيز على الاستمرار بجهود "بحرنة" الوظائف والاستثمار في الكوادر البحرينية، بما يحقق أهداف البنك، ليكون المصرف الإسلامي الرائد في السوق. 

 

"لا حدود للاستثمار في التحول الرقمي"


التحول الرقمي 


يستحوذ التحول الرقمي والابتكار وتطوير المنصات التابعة للبنك على جزء مهم من التوجهات الاستراتيجية المستمرة لبنك البحرين الإسلامي من خلال تعزيز الرقمنة، والخدمات الالكترونية، وخدمات التكنولوجيا المالية. وهنا، يقول الشريفي إن "لا حدود للاستثمار" في التحول الرقمي، إذ يخصص البنك جزءاً مهماً من ميزانيته السنوية لهذا الاستثمار، موضحاً أن الاستثمار يشكل نسبة مئوية  تعدّ من الأعلى على مستوى القطاع في البحرين ضمن الميزانية، لافتاً في الوقت نفسه، إلى وجود دعم مطلق من مجلس الإدارة لهذا التوجه بالنظر إلى دور الاستثمار في قيادة النمو ومواكبة متطلبات الزبائن.  

ويوضح الشريفي أن تطبيق "الإسلامي الرقمي – الخاص بالشركات" يحظى باهتمام خاص في هذه المرحلة، حيث يجري إضافة مجموعة من الخدمات المهمة للشركات، كان آخرها توفير خدمة فتح وإدارة حسابات الشركات قيد التأسيس إلكترونياً، من دون الحاجة لزيارة أيّ من فروع البنك. وكان البنك بدأ بتدشين هذه الشريحة من الخدمات مع فتح المجال أمام جميع الشركات والمؤسسات في البحرين من دون استثناء لفتح الحسابات إلكترونياً عبر التطبيق نفسه. ويضيف أن الاهتمام بتلك المنصة، يتزامن مع العمل على تطوير وتحسين المنصة الخاصة بخدمات الأفراد والتي لاقت إقبالاً وازدهاراً من قبل الزبائن.  

 

سبق لـ ياسر الشريفي أن عمل في بنك البحرين الوطني

ما يعطي دفعة للتكامل بين المصرفين


دور "البحرين الوطني"


أعطى تولي ياسر الشريفي مهام الرئاسة التنفيذية لبنك البحرين الإسلامي، إشارة مهمة على توجهات بنك البحرين الوطني باعتباره مساهماً رئيسياً في البنك، خصوصاً وأن الشريفي كان قضى السنوات السابقة من مسيرته المهنية في "البحرين الوطني"، وبالإضافة إلى التأكيد على الثقة بقيادته، فإن هذا التعيين أكد أيضاً الحرص على متابعة حيثية وأكثر التصاقاً بالبنك المستحوذ عليه. وحول تعميق الاستفادة بين المصرفين، يقول الشريفي:" إن العنصر المهم الذي يمكن دراسته في المستقبل، ربما يكمن في كيفية الاستفادة من الاستثمارات المشتركة في قطاع التكنولوجيا من دون المس باستقلالية الكيانين ولاسيما المنتجات والمعاملات المصرفية الإسلامية.     
وفي السياق نفسه، يعود الشريفي إلى مرحلة الاستحواذ ليؤكد أنها جاءت نابعة من القناعة بأهمية الصيرفة الإسلامية وفرص النمو فيها، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود حرص على الفصل التام بين المؤسستين والمحافظة على كيان كل منهما، بما ينسجم مع متطلبات مصرف البحرين المركزي، ويضمن عدم التداخل في معاملات المصرفين بالنسبة للزبائن. 
ويضيف أن الاستحواذ وفّر الاستقرار للبنك، ودعم رأس مال وتصنيفاته من قبل الوكالات المتخصصة، كما إنه عزز تنافسية البنك في توفير الخدمات للشركات الكبرى ولاسيما للشركات التي تتطلب توفير الخدمات المصرفية التقليدية وتلك الإسلامية.            

منذ دخول البحرين الوطني مساهماً يشهد الأداء المالي تحسناً 

 

أداء مالي إيجابي 

 
منذ مرحلة التحولات الاستراتيجية تلك التي دخلها بنك البحرين الإسلامي، يشهد أداؤه المالي تحسناً ملحوظاً مدفوعاً بشكل أساسي بالتوجه الاستراتيجي القائم على العودة لأساسيات العمل المصرفي، والتركيز على الخدمات المصرفية البحتة، والابتعاد عن التوجه الاستثماري. وقد كان لهذه التوجهات أثرها الإيجابي على الأداء خصوصاً خلال العام الماضي، حيث حقق البنك أرباحاً صافية بقيمة 12.6 مليون دينار بزيادة نحو 105 في المئة مقارنة مع نهاية العام 2021. وبلغ العائد السنوي لربحية السهم نحو 101.3 فلس بزيادة 74 في المئة. 

وجاءت هذه النتائج مدعومة بشكل أساسي بنمو الدخل إلى نحو 62 مليون دينار بزيادة نحو 11.1 في المئة وتراجع المخصصات إلى نحو 11.45 مليون دينار بانخفاض نحو 40 في المئة، وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، فقد تقرر الاستمرار في سياسة التحفظ المالي وتعزيز الميزانية، عبر عدم توزيع أرباح نقدية للمساهمين. وفي هذا السياق يعبر الشريفي عن ثقته بأداء البنك خلال العام الحالي، مشيراً إلى أنه وفي الوقت الذي يشهد الاقتصاد العالمي تحديات عدة، تبقى الظروف في منطقة الخليج وفي البحرين مختلفة.  

 

استهداف الشركات القيادية والصغيرة والمتوسطة كفرص للنمو

  

فرص واعدة للنمو 

     
أما في ما يتعلق بفرص النمو المستقبلية، يقول الشريفي إن المنطقة ككل، تتمتع بنمو اقتصادي واضح ولاسيما في ظل التحولات الاقتصادية الحاصلة، مشيراً إلى أن مملكة البحرين بشكل خاص تحظى بدعم خليجي إلى جانب الالتزام الحكومي بخطة التعافي الاقتصادي، معتبراً أن هذه المعطيات تشكل عوامل دعم لنمو الصناعة المصرفية على مستوى الأفراد، خصوصاً وأن مستويات التضخم في المنطقة بقيت عند مستويات أقل من تلك المسجلة على صعيد الاقتصاد العالمي. 
هذه النظرة التفاؤلية، يراها الشريفي تنطبق أيضاً على قطاع الشركات. فمن جهة، بلغت الشركات الصغيرة والمتوسطة مرحلة التعافي بعد طي صفحة الجائحة، في حين أن البنك حريص على دعم الشركات الكبرى العاملة في القطاعات الحيوية كالبنية التحتية والالمنيوم والنفط وسواها، موضحاً أن البنك يبقى على مقربة من هذه الشركات والعمل على توفير الخدمات لها. 

 

من هذه المعطيات العامة، يخلُص الشريفي إلى تحديد المستهدفات المالية للبنك، من خلال تحقيق نمو في حجم الأصول يفوق أو يوازي على الأقل على نسب نمو الاقتصاد المحلي، مع التطلع لتعزيز الحصص السوقية على صعيد الأفراد والشركات. 

 

ياسر الشريفي كفاءة من مدرسة "البحرين الوطني"

 

 

اكتسب تعيين ياسر الشريفي على رأس القيادة التنفيذية لبنك البحرين الإسلامي أهمية على مستويات عدة، إذ عكس القرار توجه بنك البحرين الوطني بالتعويل على أحد عناصر قيادته التنفيذية ممن شغلوا مهاماً قيادية معه، لتعميق الاستفادة من فرص النمو في الصناعة المصرفية الإسلامية، كذلك، فإن مثل هذا التعيين، يؤكد كفاءة الشريفي والثقة التي يحظى بها لقيادة البنك مع الحرص على الفصل التام بين المؤسستين.

وسبق لرئيس مجلس إدارة البنك عصام عبدالله فخرو التأكيد على أنه مع تعيين ياسر الشريفي في مهام الرئيس التنفيذي، يدخل البنك في مرحلة جديدة، نظراً إلى كونه من خيرة القياديين الشباب في البحرين، ويمتلك سجلاً حافلاً بالنجاحات والخبرات العملية في قطاع الخدمات المصرفية.

يذكر أن ياسر الشريفي يتمتع بخبرة تزيد على 25 عاماً في قطاع الخدمات المصرفية، اكتسبها من العمل في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. وسبق لـ "الشريفي" أن تولى مهاماً قيادية في كل من بنك البحرين الوطني وشركة الراجحي القابضة، بالإضافة إلى عضويته في مجالس إدارة العديد من المؤسسات الرائدة، فضلاً عن كونه عضواً في منظمة الرؤساء الشباب (YPO)، وهو حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة "ماساتشوستس" في "أمهرست".