"آرثر دي ليتل" تصدر تقريراً عن قطاع الطاقة للعام 2022

  • 2022-05-19
  • 10:19

"آرثر دي ليتل" تصدر تقريراً عن قطاع الطاقة للعام 2022

أصدرت شركة "آرثر دي ليتل" للاستشارات الإدارية تقريراً عن قطاع الطاقة للعام 2022، وسلطت فيه الضوء على الاتجاهات الرئيسة التي تشكل ملامح قطاع الطاقة والموارد حالياً، في الوقت الذي يشهد فيه القطاع فترة تحول حاسمة مدفوعة بطموحات كبيرة من جانب الدول حول العالم للوصول إلى الحياد الكربوني (صفر انبعاثات كربونية).

وأشارت الشركة في تقريرها الذي يحمل عنوان "التحول -  التغيير الشامل يبدأ الآن" إلى أن العقد المقبل سيشهد بعضاً من أكثر السنوات إثارة وتحولاً في تاريخ قطاع الطاقة والموارد.

ولفتت النظر إلى الاتجاهات الثلاثة الواردة في التقرير والتي تضمّنت:

- تشكل جهود ومبادرات إزالة الكربون الاتجاه الشامل والأهم لجميع القطاعات ولعالمنا بشكل عام. ويظهر مسبقاً التأثير الكبير لمثل هذه المبادرات على التفكير الاستراتيجي والقرارات الاستثمارية المستقبلية للشركات في جميع القطاعات.

- اللامركزية والتي تعني الاعتماد على حلول محلية لتقديم الخدمات بدلاً من الاعتماد على بنية تحتية وطنية أو إقليمية أوسع. وتتمثل مهمة الشركات المتخصصة بشبكات الطاقة في إنشاء بنية تحتية تواكب متطلبات مستقبل قطاع الطاقة ويمكنها استيعاب تقنيات مثل التوليد الموزع (المتقطع) واللامركزي.

- تُعدّ الرقمنة أو الحاجة إلى رقمنة العمليات لتعزيز مستويات الكفاءة والإنتاجية، وبالتالي الحد من التكاليف، وزيادة تدفق الإيرادات، من خلال التنويع في منتجات وخدمات جديدة، بالإضافة إلى تحسين تجارب العملاء، خطوات ذات أهمية استراتيجية متزايدة للشركات والجهات العاملة في قطاع الطاقة والموارد، فضلاً عن كونها ركائز أساسية في مسيرة تحولها.

وأجرت الشركة كجزء من تحليلاتها لواقع وآفاق قطاع الطاقة والموارد مراجعة تفصيلية للاستثمارات التي تقوم بها الشركات التقليدية في العديد من المجالات المختلفة، بما في ذلك عمليات التنقيب والاستخراج والتكرير والتوزيع في قطاع النفط والغاز، وتوليد الطاقة، والشبكات، والبنية التحتية، وخدمات العملاء، والحلول، والنفايات، والمياه، والمعادن، والتعدين.

وذكرت أن المعطيات كافة تشير إلى أنه من الواضح أن قطاع الطاقة والموارد سيحتاج إلى المرور بمرحلة من التغيير غير المسبوق، إذا ما أراد التكيّف مع عالمٍ خالٍ من الكربون ويعتمد على اللامركزية والرقمنة على نحو متزايد، مضيفةً أن  الأبحاث والاتجاهات والرؤى الواردة في التقرير توفّر مجموعة من الأدوات لتحفيز الشركات العاملة في قطاع الطاقة والموارد على البدء بالتفكير في مستقبلها واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن لها تحقيق نجاحات مستدامة، إلى جانب تسليط الضوء على حاجة الشركات والحكومات لتقييم العمليات اليومية والقرارات الاستراتيجية الطويلة المدى.

وتابعت قائلةً إن النهج التي يتخذه اليوم قطاع الطاقة والموارد استعداداً للتحوّل، سيحدد قدرته على الاستدامة، أو يمكن أن يؤثر سلباً على مزاياه التنافسية على مدار العقد المقبل، لافتة الانتباه إلى الاتجاهات الرئيسة التي تركز على إحداث التحول لمساعدة الشركات على البدء في التفكير بشكل مختلف وبطريقة غالباً ما تتعارض مع نماذج عملها التقليدية.

وتطرّقت الشركة إلى أحد المجالات المهمة في قطاع الطاقة والمتمثل في اقتصاد الهيدروجين الذي من المتوقع أن تناهز قيمته 700 مليار دولار بحلول العام 2050، مع توقعات أن يستحوذ الهيدروجين الأخضر على حصة الأسد في هذا الاقتصاد الجديد.

وأشارت إلى أنه بالنسبة الى منطقة الشرق الأوسط، فقد خطت بعض الحكومات خطوات متقدمة لدعم الانتقال نحو مستقبل أكثر اخضراراً في القطاعات التي يصعب فيها التخلص نهائياً من الكربون، لافتةً النظر إلى أنه في الآونة الأخيرة، وحّدت دولة الإمارات جهودها مع هولندا لتعزيز أبحاثها وجهودها في مجال الطاقة الهيدروجينية، موضحةً أن هذه الشراكات تساهم في تحفيز التحوّل نحو طاقة الهيدروجين، وتحقيق مستهدفات البلدين المتوائمة مع اتفاقية باريس للتغير المناخي.

وأضافت أن السعودية وقعت مذكرة تفاهم مع ألمانيا لتشكيل تحالف استراتيجي في مجال تطوير الهيدروجين الأخضر، يستهدف تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال توليد وقود الهيدروجين النظيف، ومعالجته، واستخدامه، ونقله، وتسويقه بشكلٍ مشترك، مضيفةً أن هذه الشراكة ستساعد في تعزيز مكانة المملكة كمنتج عالمي للهيدروجين الأخضر.

وقدمت الشركة في تقريرها مجموعة من الرؤى التي تم جمعها من الشركات على مدار العام الماضي، كما تعرض مجموعة من الأبحاث التي أجرتها  في مجال ممارسات الطاقة العالمية. وتوفر هذه الرؤى والأبحاث مجتمعة نظرة عامة حول التقدم الذي يتم إحرازه على صعيد التحول نحو مستقبل خال من الكربون، والتحديات التي ما زالت تنتظر الشركات العاملة في قطاعي الطاقة والمرافق، والتأثيرات المتوقعة عليها عبر سلسلة القيمة بأكملها. بالإضافة إلى ذلك، يعرض التقرير وجهات نظر قيّمة من جانب مجموعة من خبراء القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي وتجاربهم في شركات رائدة مثل مجموعة أدنوك وشركة "بيئة تنظيف"، إضافة إلى تسليط الضوء على مجموعة من الأمثلة والمساهمات العالمية.

مرحبا: ليس هناك استراتيجية واحدة تناسب الجميع

وفي هذا السياق، قال الشريك ومسؤول قطاع الطاقة في "آرثر دي ليتل" الشرق الأوسط والهند عدنان مرحبا إنه بكل تأكيد ليس هناك استراتيجية واحدة تناسب الجميع، مشيراً إلى أنه بالنسبة الى بعض الشركات الرائدة في مجال الطاقة، ستتطلب الرحلة المقبلة منهم إجراء تقييم شامل لأصولهم العالمية والإقليمية لتحديد الأصول المعرضة للخطر، ومحاولة الخروج منها وفقاً لذلك.

وأضاف مرحبا أنه بالنسبة لشركات أخرى، سيكون التركيز على التنويع، وتعزيز وجودها في السوق من خلال تعزيز كفاءاتها وقدراتها الحالية واكتساب قدرات جديدة، أو إنشاء شراكات لتقاسم المخاطر والتي تمكنها من استغلال الفرص الجديدة، مشيراً إلى أنه بالنسبة لمعظم الشركات، فإن تعزيز الكفاءات التشغيلية من خلال تبني الرقمنة، والحدّ من انبعاثات الكربون لتلبية الطلب المتزايد من جانب المستثمرين والمساهمين هو السبيل الوحيد للمضي قدماً والتكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة والتحولات المستمرة في السوق.

ستيلا: الهيدروجين سيساهم بدور محوري في تنويع اقتصادات دول الخليج

وبدوره، قال الشريك في قطاع الطاقة والمرافق في "آرثر دي ليتل" الشرق الأوسط والهند كارلو ستيلا إنه من المقرر أن يساهم الهيدروجين بدور محوري في تنويع اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي نظراً لما يوفره من إمكانات كبيرة يمكن أن تستفيد منها دول المنطقة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للطاقة الخضراء وذلك بالتوازي مع التحولات المتسرعة التي نشهدها على صعيد التحول في مصادر الطاقة تماشياً مع الجهود العالمية المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف ستيلا أن التطور المتزايد لحالات الاستخدام المتقدمة يساهم في جعل الهيدروجين الأخضر إجراءً رئيساً لإزالة الكربون وخلق اقتصاد دائري لصالح جميع أصحاب المصلحة المنخرطين في سلسلة القيمة.