الخريف: هناك فرصة عظيمة للاستفادة من قطاع التعدين ليكون محركاً اقتصادياً رئيساً في دول المنطقة

  • 2022-01-12
  • 11:55

الخريف: هناك فرصة عظيمة للاستفادة من قطاع التعدين ليكون محركاً اقتصادياً رئيساً في دول المنطقة

انطلاق فعاليات "مؤتمر التعدين الدولي" في السعودية

انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات "مؤتمر التعدين الدولي" في السعودية برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تمثّل فرصة للحكومات والشركات والمستثمرين المعنيين بقطاع التعدين للبحث في القضايا والصعوبات التي واجهته في السنتين الماضيتين، والعمل على استشراف آفاقه ووضع ملامح جديدة له في ظل تفشي جائحة كورونا وتأثيرها السلبي على مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم.

تعطل سلاسل الإمداد والتوريد

وشكّل تعطل سلاسل الإمداد والتوريد العالمية والتقلبات الدورية في أسواق الموارد العالمية تحدّياً مستقبلياً للقطاع برمّته، فيما حقق بعض الشركات المختارة الفوائد السعرية لمعدن معيّن وواجه البعض الآخر مشكلات مع انخفاض سعر السلع الأساس، مع توقعات بأن تشكّل أسعار السلع الأساس المتقلّبة الخطر الأكبر الذي تواجهه هذه الشركات، بحسب ما ذكرت شبكة "كيه بي إم جي" في تقريرها حول "مخاطر التعدين العالمي لعام 2021".

التخطيط للمستقبل

وشددت الشبكة على ضرورة أن تخطط شركات التعدين للمستقبل في ظل عدم استقرار السوق بشكل متكرر، وفي الوقت الذي تُعزّز استخدامها للموارد الطبيعية النادرة، وتضغط لإيجاد حلول للتكاليف، كما شددت على ضرورة أن تسعى هذه الشركات أثناء ارتفاع أسعار السلع الأساس إلى العمل على وضع استراتيجيات لتخصيص رأس المال لضمان تحقيق عوائد رأسمالية أعلى في المستقبل، وأن تأخذ في الاعتبار ضرورة اتباع نهج متوازن، الأمر الذي يُعدّ أساسياً في هذا المجال.

تحدي تنامي الطلب على المعادن أصبح واضحاً

وفي هذا السياق، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف إن تحدّي تنامي الطلب العالمي على المعادن أصبح واضحاً نتيجة التوجهات في مجالات الصناعة المتقدمة، وطموحات الطاقة النظيفة والكربون الصفري، مشيراً إلى أن المملكة تهدف من خلال "مؤتمر التعدين الدولي" الذي انطلق تحت عنوان "مستقبل المعادن" إلى الإسهام في الاستجابة لاحتياجات قطاع التعدين المستقبلية من خلال جمع أصحاب المصلحة المتعددين، من حكومات، ومستثمرين، ومؤسسات مالية، ومقدمي خدمات، ومُصنعين، وتوفير منصة للتعاون بينهم لرسم خريطة طريق مستقبلية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات وللاقتصادات من خلال توسيع دائرة إسهام هذا القطاع المهم والواعد.

فرصة عظيمة في توفير المعادن

وأكد الخريف خلال افتتاحه فعاليات "مؤتمر التعدين الدولي" نيابةً عن الملك سلمان بن عبدالعزيز في "مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات" بالرياض أن هناك فرصة عظيمة للإسهام في توفير المعادن الحيوية والاستفادة من قطاع التعدين ليكون محركاً اقتصادياً رئيساً في دول المنطقة، خصوصاً وأنها تواجه التحديات نفسها من الحاجة إلى زيادة الاستكشاف، وتوفير البنية التحتية الملائمة، وجذب الاستثمارات النوعية، داعياً لاغتنام هذه الفرصة وللدفع من أجل تحقيق التنمية المستدامة للتعدين في المنطقة.

إبراز الإمكانات الكبيرة في مجال التعدين

وأوضح أن إطلاق المؤتمر يأتي استشعاراً من الحكومة السعودية بأهمية قطاع التعدين في العالم، وتأثيره على الانتعاش الاقتصادي، وأثره الكبير في مستقبل العديد من الصناعات التي تمثل أولوية كبيرة، وتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن، وذلك بالعمل على إبراز الإمكانات الكبيرة والواعدة في مجال التعدين والمعادن والصناعات التعدينية التي تنعم بها مناطق الشرق الأوسط، وغرب ووسط آسيا، وقارة أفريقيا، وتحتل المملكة موقعاً استراتيجياً بين هذه الدول مجتمعة.

تطوير قطاع التعدين

وأشار إلى أن المملكة تشهد تحوّلاً كبيراً على مختلف الأصعدة مع إطلاق "رؤية 2030" التي حرصت على توسيع القاعدة الاقتصادية، وتحقيق التنوع الاقتصادي، وركزت على تطوير قطاع التعدين من خلال أحد أكبر برامج تحقيق الرؤية وهو برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية "ندلب"، الذي يهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة، ومنصة لوجيستية عالمية، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية، مبيناً أن قيمة الثروات المعدنية في المملكة تقدر بأكثر من 1.3 تريليون دولار، تضم معادن الفوسفات والبوكسيت في الشمال الشرقي، والذهب والنحاس والرواسب الأرضية النادرة في الدرع العربي غرب المملكة.

نظام الاستثمار التعديني

ولفت النظر إلى أن المملكة عملت على إيجاد أنظمة وتشريعات تسهم في نمو قطاع التعدين وجذب الاستثمارات النوعية فيه، بدءاً بنظام الاستثمار التعديني الجديد الذي يتميز بالشفافية العالية، ويسهم في تعزيز وتنمية المجتمعات، وتقليل الآثار على البيئة وحمايتها، وتحفيز الصناعات المرتبطة بالمعادن، وصولاً إلى تحقيق بيئة محفزة تراعي احتياجات الاستثمارات التعدينية التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة، ونظرة استثمارية طويلة، وحاجتها لثبات الأنظمة والتشريعات، ووضوح السياسات المالية بما يضمن تقليل المخاطر لهذا النوع من الاستثمارات، ويكون قادراً على إحداث التأثير المطلوب منه.

تحقيق مستهدفات وزارة الصناعة والثروة المعدنية

وكشف أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية في سبيل تحقيق مستهدفاتها في قطاع التعدين، حيث حققت العديد من المكتسبات، أبرزها بدء العمل بنظام الاستثمار التعديني الجديد، وتدشين منصة "تعدين" الإلكترونية، لتوفير البيانات الجيولوجية، وتيسير إجراءات إصدار الرخص التعدينية وإطلاق قاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض، والبدء في تنفيذ مشروع المسح الجيولوجي العام، الذي يغطي 600 ألف كيلومتر مربع، وإطلاق مبادرة "الاستكشاف المسرّع"، لإجراء المسوح، وتقييم مواقع المعادن الاستراتيجية، واستكشاف وتطوير مناطق المعادن الواعدة، وتأسيس شركة لخدمات التعدين بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة للقطاع وتعزيز قدرته التنافسية، وتحقيق متطلبات الامتثال والاستدامة.

 

إقرأ:

السعودية تدشن رسمياً في مؤتمر التعدين الدولي فتح كنوزها المعدنية للاستثمارات العالمية

ارتفاع عدد الرخص التعدينية

وذكر وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أن عدد الرخص التعدينية، بلغت 1967 رخصة للاستطلاع، والكشف، والاستغلال لمختلف الخامات المعدنية 25 في المئة منها صدّر خلال العام 2021، مفيداً أن عدد المجمعات المحجوزة ومناطق الاحتياطي التعديني بلغت 431 موقعاً، مؤكداً أن الوزارة تعمل على العديد من المبادرات الأخرى كدعم الاستكشاف، وإنشاء مركزٍ للتميز في الصناعات التعدينية، وضعت مستهدفات طموحة لرفع إسهام قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي من 17 مليار دولار، إلى 64 مليار دولار بحلول العام 2030.

أعمال "مؤتمر التعدين الدولي"

ومن المنتظر أن يلعب "مؤتمر التعدين الدولي" دوراً مهماً في مناقشة جميع المشكلات والتحديات باعتباره منصة دولية لمناقشة كل ما له علاقة بقطاع التعدين إقليمياً وعالمياً وتنميته ومستقبله اعتماداً ‏على 3 محاور رئيسية، هي: رسم ملامح جديدة للقطاع، وتقديم مناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا باعتبارها أراضي ‏للفرص التعدينية، ومساهمة القطاع في التنمية المجتمعية.‏

أكثر من 2000 شخص

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 2000 شخص من 100 دولة، ويشارك فيه أكثر من 100 متحدث بارز من ‏جميع أنحاء العالم؛ ما يجعل منه حدثاً مهماً للمستكشفين وشركات التعدين والمستثمرين في القطاع؛ لبحث إمكانية تطوير مناطق جديدة للتعدين والتعرف على فرص ‏الاستكشاف والإنتاج والتصنيع في المناطق الواعدة.