"المؤسسة العامة للحبوب": قطعنا شوطاً كبيراً في صياغة مخطط الخزن الاستراتيجي للأغذية في السعودية

  • 2021-09-19
  • 11:37

"المؤسسة العامة للحبوب": قطعنا شوطاً كبيراً في صياغة مخطط الخزن الاستراتيجي للأغذية في السعودية

الفارس: المملكة حلّت في المرتبة 8 في وفرة الغذاء خلال العام 2020

كشف محافظ "المؤسسة العامة للحبوب" السعودية أحمد الفارس أن المؤسسة قطعت شوطاً كبيراً في صياغة المخطط الاستراتيجي للخزن الاستراتيجي للأغذية في المملكة، موضحاً أنها تمثلت في 3 إنجازات وهي تحديد المواد الغذائية للخزن الاستراتيجي، وتحديد أحجام الخزن الاستراتيجي للسلع المستهدفة، وتحديد نوع التخزين ومواقعه وظروف التشغيل.

وأضاف الفارس في مقابلة مع صحيفة "الاقتصادية" أنه يجري حالياً تحديد إطار مشاركة القطاع الخاص، وتحديد آليات الرقابة، ووضع استراتيجية للتوزيع وإعادة التدوير، مشيراً إلى أن المشروع هو جزء من مبادرة تطوير نظام الإنذار المبكر وحالات الطوارئ، وإدارة الخزن الاستراتيجي للأغذية، حيث تستهدف تدعيم الأمن الغذائي، ومواجهة آثار الأزمات العالمية على أسواق الغذاء، لافتاً النظر إلى أن المبادرة تتبنى صياغة مخطط استراتيجي للخزن الاستراتيجي للأغذية في المملكة، وإنشاء نظام للإنذار المبكر وحالات الطوارئ، وإنشاء مشاريع البنية التحتية التي تخدم منظومة الخزن الاستراتيجي للأغذية.

وأشار إلى أنه تمّ الانتهاء من مشروع إنشاء صوامع ينبع برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز في بداية الشهر الحالي بطاقة تخزينية بلغت 120 ألف طن لينضم الى موانئ "جدة الإسلامي"، "الملك عبدالعزيز" في الدمام"، و"جازان" المستقبلة لبواخر القمح، مؤكداً أنه جار العمل على البدء في إنشاء مشروع صوامع "ميناء ضباء" بطاقة تخزينية 120 ألف طن.

ولفت النظر إلى توافر كل السلع الغذائية في السعودية، مبيناً أنه بدعم من الحكومة أثبتت منظومة الغذاء محلياً قوتها ومتانتها أثناء جائحة كورونا، حيث لم تشهد أسواق المملكة أي ندرة أو نقص في أي سلعة غذائية وذلك بفضل تضافر جهود جميع الجهات المعنية في المملكة بشكل عام.

المملكة حلّت في المرتبة 8 عالمياً في وفرة الغذاء

وأوضح أن المملكة تحقق نسب اكتفاء ذاتي مرتفعة في عديد من المنتجات الغذائية أبرزها الحليب الطازج، البيض، التمور، الذرة البيضاء، البطاطا، الطماطم، الخضراوات، لحوم الدواجن والأسماك، مشيراً إلى أن السعودية حلّت في المرتبة 8 عالمياً في وفرة الغذاء خلال العام 2020، بعد أن كانت في المرتبة الـ46 في 2019، وفق المؤشرات العالمية والمتخصصة في هذا المجال، وذلك تتويجاً لجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة ولجنة وفرة السلع الغذائية.

تشكيل فريق لرصد مستويات الخزن الاستراتيجي

وذكر أنه تمّ تشكيل فريق لرصد مستويات الخزن الاستراتيجي واستقرار الإمدادات للسلع الضرورية من ممثلين عن 11 جهة، موضحاً أنه يقوم برصد مستويات المخزونات الاستراتيجية للسلع الغذائية الأساسية، وإجراء متابعة يومية لتطورات أسواق السلع الغذائية محلياً وعالمياً، ورصد التغيرات في أسعار السلع الغذائية، وصياغة واقتراح ومراجعة الإجراءات المقترح العمل بها وحصة الفرد من السعرات الحرارية وفق منظمة الصحة العالمية بحسب المجموعات الغذائية.

مستويات جيدة من الطاقات التخزينية للحبوب

وحول الخزن الاستراتيجي من القمح حتى الآن، قال الفارس إن المملكة حققت مستويات جيدة من الطاقات التخزينية للحبوب خلال الأعوام الأخيرة لتعدّ واحدة من أكبر مخازن الغذاء الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث تمت زيادة الطاقات التخزينية لصوامع تخزين الحبوب من 2.5 مليون طن بداية 2015 إلى نحو 3.4 ملايين طن حالياً بإضافة نحو 900 ألف طن طاقات جديدة تمثل زيادة 37 في المئة وبتكاليف إجمالية بلغت أكثر من 2.5 مليار ريال.

وأضاف أن تلك الطاقات التخزينية تتوزع على كل مناطق المملكة، بما فيها 4 موانئ بحرية، وكان آخرها إنشاء فرع متكامل في "ميناء ينبع التجاري" ليضاف إلى فروع "المؤسسة العامة للحبوب" في موانئ "جدة الإسلامي"، "الملك عبدالعزيز في الدمام"، و"جازان"، مشيراً إلى أنه يجري حالياً العمل على البدء في تشييد مشروع صوامع الغلال في "ميناء ضباء".

"البرنامج الوطني للحدّ من الفقد والهدر"

وحول "البرنامج الوطني للحدّ من الفقد والهدر"، قال إنه إحدى مبادرات "برنامج التحول الوطني" الذي أسند للمؤسسة وهو أيضاً أحد برامج استراتيجية الأمن الغذائي، موضحاً  أنه يتكون من 4 مراحل، الأولى دراسة الفقد والهدر الغذائي في المملكة وتحديد خط الأساس لمؤشر الفقد والهدر المسح الميداني، بينما الثانية إطلاق برنامج وطني توعوي تدريبي للحدّ من الفقد والهدر الغذائي، والثالثة دراسة قدرات إعادة تدوير المخلفات والاستفادة من الفقد والهدر الغذائي، وأخيراً إطلاق المرصد الوطني للفقد والهدر الغذائي في السعودية.

وبحسب الفارس، فإن المؤسسة انتهت من المرحلة الأولى لدراسة الفقد والهدر الغذائي في المملكة وتحديد خط الأساس لمؤشر الفقد والهدر الغذائي في المملكة التي استغرقت نحو عام كامل، مشيراً إلى أن الدراسة شملت مناطق المملكة الـ13 وشملت 35 مدينة ومحافظة، وقام بها أكثر من 600 باحث وباحثة، وغطت 33 موقعاً من مواقع سلاسل الإمداد وتمت وفق المنهجيات العلمية العالمية المعتمدة في هذا المجال وفي مقدمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حيث تمّ جمع نحو 53 ألف عينة تمّ اعتماد نحو 31 ألفاً منها.

وأوضح أن الدراسة خلصت إلى أن خط الأساس لمؤشر الفقد والهدر في المملكة عند 33.1 في المئة أي نحو 4 ملايين طن سنوياً يتم هدرها وفقدها من الغذاء في المملكة، وبلغت نسبة الفقد 14.2 في المئة وهو المرتبط بالفقد الغذائي أثناء سلاسل الإنتاج والحصاد والمناولة والتجهيز والتوزيع، فيما بلغت نسبة الهدر الغذائي والمرتبطة بالاستهلاك فقط 18.9 في المئة.

ولفت النظر إلى أن القيمة الإجمالية للفقد والهدر في المملكة بلغت نحو 13 مليار ريال على مستوى الـ19 سلعة التي شملتها الدراسة وبتعميم الدراسة على حجم الإنفاق الاستهلاكي للسلع الغذائية كافة، وتصل قيمة الهدر الغذائي في المملكة نحو 40 مليار ريال سنوياً.

وتطرق الفارس إلى أن نتائج الدراسة تتفق مع الدراسات العالمية في هذا المجال، فوفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أن ما يقرب من 30 في المئة من الطعام الذي ينتج كغذاء للبشر حول العالم يتعرض للفقد أو الهدر كل عام، وتعادل هذه النسبة 1.3 مليار طن من الغذاء، وتبلغ التكلفة الإنتاجية لذلك نحو تريليون دولار والتكلفة البيئية نحو 700 مليون دولار والتكلفة الاجتماعية نحو 900 مليون دولار.

وأضاف أنه كما تمّ البدء في المرحلة الثانية من البرنامج وهي إطلاق الهوية الجديدة للبرنامج والبدء في الحملة التوعوية للحدّ من الفقد والهدر في الغذاء التي تستمر لعامين.

وقال إنه تمّ بالتزامن مع الحملة التوعوية الكبرى توقيع مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الوطنية بهدف إنشاء المركز الوطني للحدّ من الفقد والهدر الغذائي في المملكة والمنظومة التقنية، وتنفيذ المسح الميداني الثاني لقياس نسبة الفقد والهدر في الغذاء خلال العام المقبل، بالإضافة إلى إعداد الدراسات والتقارير والمسوحات الميدانية.