"زوريخ" لا تتوقع تأثيراً ملموساً للتلقيح على احتساب المخاطر

  • 2021-06-03
  • 21:00

"زوريخ" لا تتوقع تأثيراً ملموساً للتلقيح على احتساب المخاطر

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

أكد الرئيس التنفيذي لدى "زيورخ" في الشرق الأوسط والتر جوب أن الأثر الاقتصادي لجائحة كوفيد-19 "ساهم في إبراز عدد من الابتكارات في أنظمة الأعمال وتنسيق العمل وإنتاجية القوى العاملة. ومن أهم النتائج التي كشفتها أبحاثنا هي أن الثورة الرقمية منحت الموظفين والمؤسسات فرصاً عديدة للتكيف والازدهار أثناء الجائحة".

وأضاف جوب أنه "ما زلنا نتابع تطور قطاع التأمين في المنطقة وما يطرأ عليه استجابة للتحديات والفرص الأخيرة"، مشدّداً على "التزامنا في زيورخ بتزويد عملائنا بأفضل المنتجات والخدمات العالمية على المستوى المحلي في منطقة الشرق الأوسط".

التأمين وكوفيد-19 في الإمارات

كلام بوب جاء تعليقاً على تقرير لشركة زيورخ إنترناشونال لايف في الشرق الأوسط بعنوان "رسم ملامح مستقبل أفضل للعمل" شمل 17 سوقاً تعمل فيها الشركة في خمس قارات، بما فيها الإمارات وتمحور حول خمسة مواضيع هي: كيف تعيد جائحة كوفيد-19 صياغة المشهد وجهود تعزيز المهارات في قطاع التأمين، وتوفير خطط التقاعد، وتوجهات التأمين والحماية، وأثر لقاح كوفيد-19 ومفهوم "واجب الرعاية".

بين التقرير أن معظم شركات التأمين الكبرى في الإمارات تتعاقد مع طرف ثالث كمزود لخدمات تعزيز المهارات وإعادة التدريب لمجموعة من الموظفين عند الحاجة، وتوقع أن يسود نهج أوسع وأكثر انتظاماً في المستقبل في هذا الصدد. ومن المؤشرات على ذلك، متابعة نهج التفكير المستقبلي الذي تتبعه بعض المؤسسات مثل مركز دبي المالي العالمي الذي يعمل على رفع وتعزيز مهارات الموظفين ورعاية تطورهم بشكل استباقي. وأشار في السياق نفسه إلى دعم المصرف المركزي للشركات في القطاع لتوظيف المواطنين لتطويرهم ورفع مستوى مهاراتهم ضمن قوة العمل المحلية، خصوصاً فرق العمل المختصة في مجال التأمين والأكتواريين.

خطط التقاعد والتغييرات في مستحقات نهاية الخدمة

عن خطط التقاعد، بيّن التقرير أنه في الوقت الراهن، يحصل الموظفون في الإمارات على مستحقات نهاية الخدمة كمبلغ إجمالي لمرة واحدة عوضاً عن المزايا المالية الأخرى، ويتم احتساب مبلغ التسوية النهائي بمعادلة يحتسب فيها الراتب الأساسي الأخير ونوع العقد وعدد سنوات الخدمة في الوظيفة وفقاً لقانون العمل الإماراتي.

وفي هذا السياق، تطرق التقرير إلى مبادرة مركز دبي المالي العالمي "صناديق مدخرات الموظفين في مكان العمل"، والتي تدفع من خلالها جهات العمل مبلغاً شهرياً يوضع في صندوق ائتماني تحت مسؤولية جهة قانونية مستقلة بمثابة كبير الأمناء، ويدار تحت إشراف جهة تنظيمية مالية. وبعد إجراء أبحاث مستفيضة وعملية دقيقة للاختيار، اختار المركز شركتي زيوريخ وركبليس سولوشنز (ميدل ايست) ليمتد، لتكون الجهة الإدارية للخطة وتدير شؤون الانضمام والمساهمات والسحوبات وغيرها.

ولتحقيق مستويات فريدة من المرونة، يوضع إجمالي المبالغ المدفوعة بهذه الطريقة في استثمارات منخفضة التكلفة وطويلة الأمد لتنمية ثروات الموظفين، فيما تسمح للموظفين كذلك بالمزيد من التحكم بمدخراتهم على المدى الطويل من خلال مساهماتهم الاختيارية في الصندوق.

وذكر التقرير أن خطة صناديق مدخرات الموظفين في مكان العمل تجربة مبتكرة ستؤدي إلى تغييرات أوسع في مستحقات نهاية الخدمة في السوق الإماراتية، وذلك عبر قطاعات وصناعات متنوعة عدة في المستقبل. 

توقعات بنمو الطلب على تأمينات الحياة

وفي ما يخص توجهات التأمين والحماية، أشار التقرير إلى أن معدل استخدام التأمين على الحياة في دولة الإمارات يبلغ 0.5 في المئة حالياً، مرجحاً نمو فئة التأمين على الحياة، ولاسيما في ظل جائحة كوفيد-19 التي عززت الوعي بالمخاطر المالية والصحية لدى المستهلكين وأدت إلى ارتفاع الطلب على خدمات التأمين على الحياة والمنتجات ذات الصلة.

إلا أنه في المقابل، وعلى الرغم من ارتفاع الطلب، فبحسب التقرير، أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل ملموس على قدرات التوزيع في قطاع الوساطة الذي يعتمد على التواصل وجهاً لوجه، وما لم يكن ممكناً خلال الشهور الـ 15 الأخيرة، مما أدى إلى تجدد التركيز على إمكانات التواصل مع المستهلكين مباشرة عبر الوسائل الرقمية.

ولفت التقرير إلى أنه من الناحية الاقتصادية الكلية، تتوقع الإمارات معدلات اعتيادية من النمو بما يدعم ازدياد الطلب على التأمين في فئات الأفراد والمجموعات.

كوفيد-19 والتأمين الصحي

وعن تأثير كوفيد-19، لا يتوقع التقرير حدوث تغييرات جذرية في حسابات المخاطر أو الأسعار. ومن غير المحتمل تقديم عقود تفضيلية للتأمين الصحي للأفراد على أساس التلقيح ضد فيروس كورونا، إذ من غير الممكن تسعير تلك المخاطر من دون وجود بيانات علمية طويلة الأمد حول الأثر والأقدمية، وهناك حاجة لدراسة الأنواع المختلفة من اللقاحات ونسب فاعليتها.

وأضاف أنه من الناحية العملية، يتوقع من الجميع في دولة الإمارات أن يكونوا قد تلقوا اللقاح خلال العام المقبل، وبالتالي فمن غير المحتمل ظهور اختلافات جذرية في الأسعار، كذلك إن نسبة الوفيات من عدد المصابين منخفضة للغاية في الدولة، مما يعني أن التلقيح لن يسبب تغييراً ملموساً في حساب المخاطر. 

وختم التقرير بالإشارة إلى أن الشركات التي تعتني بموظفيها ستستفيد على المدى الطويل من استمرارية الموظفين ومشاركتهم الفاعلة ومستوى سعادتهم، وذلك في معرض تناوله مسؤولية أصحاب العمل عن واجب الرعاية تجاه موظفيهم في عدد من كبرى الشركات الدولية التي تعمل في الإمارات.