الأمين العام لـ "أوبك": لا يجب التخلي عن النفط كمصدر رئيسي للطاقة

  • 2024-02-14
  • 09:57

الأمين العام لـ "أوبك": لا يجب التخلي عن النفط كمصدر رئيسي للطاقة


أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص أن الالتزام بالمعايير البيئية والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة يجب ألا يتعارض مع التمسك بالنفط كأحد مصادر الطاقة الرئيسية في العالم.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية حملت عنوان "هل سيبقى اقتصاد العالم مرهونا بالنفط؟"، حاوره فيها دان مورفي، الإعلامي بشبكة "سي إن بي سي"، ضمن أعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي، خلال الفترة من 12 إلى 14 شباط/فبراير الحالي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".

ورأى الغيص أنه يجب التفكير والعمل على كيفية تحقيق التوازن بين الأمرين من خلال الاستمرار من الاستفادة من النفط، وبالوقت نفسه الالتزام بالمسؤولية إزاء حماية البيئة وتطبيق المواثيق الدولية التي نظمت استخدام مصادر الطاقة الأحفورية.

وقال الغيص إن تحقيق التوازن يتم من خلال الالتزام بما تنص عليه بنود اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ، التي تقول إن للدول الحق السياسي في استغلال مواردها الخاصة بمقتضى سياساتها البيئية والإنمائية وعليها مسؤولية كفالة ألا تسبب الأنشطة التي تقع داخل ولايتها أو تحت سيطرتها ضرراً لبيئة دول أو مناطق أخرى تقع خارج حدود ولايتها الوطنية.

وأثنى الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، وقال إنها "ألزمت نفسها بتلك المواثيق، علماً أنها من أهم الدول المنتجة والمصدرة للنفط".

وأضاف أن "مسيرة الإمارات الطموحة والريادية في التنمية والبناء الاقتصادي والعمل في الوقت نفسه على احترام البيئة والالتزام بمتطلبات اتفاقية تغير المناخ خير شاهد على إمكانية تحقيق هذا التوازن".

 

تحوّل أنظمة الطاقة قضية مهمة وتبعاتها مصيرية

 

وأكد الغيص أن تحول أنظمة الطاقة تمثل قضية مهمة وذات تبعات مصيرية وأنه يجب التعامل معها بواقعية وعدالة وشمولية، عبر الابتعاد عن نهج الحل الواحد، وتبني نهج يسهل من إيجاد حلول مختلفة شاملة ومسؤولة.

وتابع الغيص أن خبراء الطاقة والاقتصاد والبيئة دائماً ما يناقشون مصطلحات ومفاهيم تتعلق بقطاع الطاقة مثل أمن الطاقة، والطاقة المستدامة، ولكنهم ربما يغفلون عن قضية مهمة هي "فقر الطاقة"، مشيراً إلى أنه زار كثيراً من البلدان التي تقبع فيها عشرات القرى النائية التي لا يوجد فيها كهرباء الى يومنا هذا، ويتم فيها استخدام الخشب لتوليد الطاقة المطلوبة للطبخ.

 

ضرورة التكامل بين كل مصادر الطاقة

 

وذكر بأن الإجابة على سؤال "هل اقتصادنا المستقبلي سيظل معتمداً على النفط أم سيتحرر منه"؟، يجب أن تركز على فهم أهمية وضرورة المحافظة على التكامل بين كل مصادر الطاقة المطلوبة لدعم وتنمية الاقتصاد المحلي والعالمي.

وشدد على أن مسألة استبدال النفط بمصادر أخرى للطاقة والاستغناء عنه بشكل كلي ليس بالأمر الواقعي، كما إنه يبدد عنصراً مهماً يعتمد عليه حتى في صناعة المواد المستخدمة في صناعة مصادر الطاقة المتجددة، مستشهداً بصناعة بطاريات الليثيوم التي يدخل فيها كثير من المواد الخام المستخرجة من النفط.

 

ميثاق التعاون المشترك لتسهيل الحوار

 

وأشار الغيص إلى جهود منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، في إجراء مشاورات مع دولٍ عدة لديها رغبة بالانضمام إلى "ميثاق التعاون المشترك" الذي انضمت إليه جمهورية البرازيل أخيراً بما يدعم الجهود الجماعية البناءة في هذا الشأن.

وأوضح أن "ميثاق التعاون المشترك" يهدف إلى تسهيل عملية الحوار بين الدول المشاركة فيه والدول المنتجة والمستهلكة للنفط من أجل تعزيز استقرار أسواقه والتعاون في مجالات عدة منها التكنولوجيا، وذلك بما يصب في مصلحة جميع أطراف صناعة النفط.