التجزئة في الإمارات: مؤشرات إيجابية وظهور "عصر الفيجيتال"

  • 2021-06-16
  • 12:40

التجزئة في الإمارات: مؤشرات إيجابية وظهور "عصر الفيجيتال"

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

أظهرت أول نسخة من تقرير "ماجد الفطيم" الربع سنوي عن سلوكيات وأنماط الاستهلاك وعادات الإنفاق في قطاع تجارة التجزئة في الإمارات والتوقعات المستقبلية بشأنه والصادر بعنوان "حالة قطاع تجارة التجزئة في دولة الإمارات"، وجود مؤشرات متفائلة في شأن تعافي قطاع تجارة التجزئة في الدولة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.

وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية، بيّن التقرير أن الأعمال التجارية التي يقوم عليها قطاع تجارة التجزئة في الإمارات أثبتت قدرتها على الصمود إذ انخفضت بنسبة 12 في المئة فقط مقارنة بنحو 22 في المئة لباقي القطاعات الأخرى في الدولة.

وسلّط التقرير الضوء على الدور التنموي الذي لعبته منصات التجارة الإلكترونية لتعزيز إستجابة قطاع التجزئة لتحديات الجائحة، وأظهرت البيانات زيادة في الإنفاق بحلول شباط/فبراير 2021 عبر منصات التجارة الإلكترونية بنسبة 30 في المئة على أساس سنوي. وتشير التقديرات، بحسب التقرير، إلى أن نحو ربع مبيعات الأجهزة الإلكترونية في الدولة، وما بين 7 إلى 9 في المئة من مشتريات الأزياء، وما يصل إلى 8 في المئة من مبيعات المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية تتم الآن عبر الإنترنت.

الأسرع نمواً في الخليج

وأشار التقرير إلى وجود مؤشرات واضحة على عودة التفاؤل إلى السوق الاستهلاكية المحلية حيث من المتوقع أن تسجل الإمارات هذا العام أسرع معدلات نمو على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وعلى الرغم من الآثار المستمرة للجائحة، أكد التقرير عودة الثقة لدى المستهلكين في ما يخص الإنفاق وبدأ يتخذ منحى تصاعدياً. وأكدت على ذلك بيانات شركة "ماجد الفطيم" إذ سجلت زيادة بنسبة 17 في المئة في الإنفاق الاستهلاكي خلال الفترة من شباط/فبراير إلى آذار/مارس 2021، وأظهرت مبيعات التجزئة في مراكز التسوق التابعة لها زيادة بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي في آذار/مارس.

مرحلة جديدة ومتفائلة

الرئيس التنفيذي لشركة "ماجد الفطيم القابضة" آلان بجاني قال: "شهدنا العام 2020 تحولات سريعة في أنماط الاستهلاك والتسوق ونشوء حاجة ملحّة إلى إيجاد حلول مبتكرة جديدة تستفيد من أدوات التجارة الإلكترونية لمواكبة تلك المتغيرات. ويواكب هذا التقرير وما ورد فيه من نتائج إيجابية، الحملات التوعوية التي تقودها الجهات الصحية في الدولة لتحفيز أفراد المجتمع على تلقي اللقاح، الأمر الذي يسهم عملياً في تعزيز مشاعر الثقة والتفاؤل. كذلك يوفر التقرير بيانات تمكن الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي والتجاري من اتخاذ قرارات اقتصادية مستنيرة، تساهم بدورها في دعم اقتصاد الدولة".

وأضاف بجاني أنه "وبحسب بيانات التقرير فإننا مقبلون على مرحلة جديدة ومتفائلة خصوصاً في ما يخص قطاع تجارة التجزئة في الإمارات وقدرته على تحقيق التعافي سريعاً وبنسب مرتفعة. وقد أشارت إلى ذلك البيانات الواعدة التي رصدها التقرير للأشهر القليلة الأولى من العام 2021 والتي تواصل ترسيخ النظرة المستقبلية الإيجابية تجاه الانتعاش الاقتصادي، وذلك بالتوازي مع جهود الجميع للاستعداد لعالم ما بعد الجائحة".

انتعاش التجزئة من انتعاش السياحة

في ما يخص عودة قطاع السياحة في الإمارات وارتباطه الوثيق باستعادة أنشطة التسوق وقطاع تجارة التجزئة، فقد شهد الإنفاق السياحي خلال الربع الأول من العام 2021 زيادة ملحوظة في فئات الأزياء والأكسسوارات بنسبة 91 في المئة، والساعات والمجوهرات بنسبة 207 في المئة، والأجهزة الإلكترونية بنسبة 90 في المئة مقارنةً ببيانات الربع الأول من العام 2019. وأشار التقرير إلى أن عناصر الرقمنة والإنفاق الحريص والاستدامة والصحة تلعب دوراً رئيسياً في سلوك المستهلك وأنماط الشراء.

وترسخت أنماط التسوق الرقمية إلى جانب أنماط التسوق التقليدية، مما أدى إلى ظهور مصطلح "عصر الفيجيتال" أو "التقليدي الرقمي" والذي يعبّر عملياً عن أنماط التسوق الحالية لدى جيل الألفية وجيل الألفية السابقة اللذين تغير نمط إنفاقهما وأصبح أكثر حكمة ويتسم بالحرص على التوفير في ما يخص مشتريات المستلزمات اليومية الضرورية، لتوفير ما يكفي من مدخرات لشراء منتجات أخرى يتم التخطيط لها وتناسب أذواقهم وتفضيلاتهم.

ميل لشراء منتجات صديقة للبيئة

وذكر التقرير أن البيانات أشارت كذلك إلى أن عنصر "الاستدامة" قد أصبح من محاور التركيز الرئيسية لدى المستهلكين في الإمارات حيث عبّر أكثر من ثلثي أفراد المجتمع وبنسبة 66 في المئة منهم عن اهتمامهم بالبيئة، ومن المرجح أن يميل نصفهم إلى شراء منتجات صديقة للبيئة.