6 شركات عالمية تتنافس حول مشروع الغاز المسال في قطر

  • 2021-06-14
  • 13:46

6 شركات عالمية تتنافس حول مشروع الغاز المسال في قطر

تتنافس 6 شركات غربية كبرى في مجال الطاقة على المشاركة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر لمساعدتها على تدعيم وضعها باعتبارها دولة رائدة في هذا المجال، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في صناعة النفط والغاز.

وأشارت الوكالة إلى أن شركات "إكسون موبيل"، و"رويال داتش شل"، و"توتال إنرجيز"، و"كونوكو فيليبس" التي تشارك حالياً بالفعل في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر قدّمت عروضها وانضمت إليها شركتا "شيفرون" و"إيني" الإيطالية في 24 أيار/مايو الماضي، لافتة النظر إلى أن هذه العروض تبيّن استمرار اهتمام شركات الطاقة العملاقة بالاستثمار في مشاريع النفط والغاز التنافسية على الرغم من الضغوط المتنامية على القطاع من الحكومات والمستثمرين والناشطين لمعالجة الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكرت أنه على نقيض المشاريع القطرية الأولى في مجال الغاز المسال خلال تسعينات القرن الماضي وخلال العقد الأول من القرن الحالي والتي اعتمدت فيها الدوحة على الخبرات التقنية لشركات النفط العالمية وسيولتها النقدية العالية، فقد اتجهت شركة "قطر للبترول" نحو تطوير مشروع توسيع حقل الشمال وحدها والذي تبلغ استثماراته نحو 30 مليار دولار، مشيرةً إلى أن الشركة القطرية تسعى للشراكة مع شركات النفط الكبرى للمشاركة في المخاطرة المالية والمساعدة على بيع الكميات الإضافية التي ستنتجها من الغاز الطبيعي المسال.

زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال 40 في المئة

وفي هذا السياق، قال مصدر رفيع في إحدى الشركات المتقدمة إنه لا يعتقد بأن "قطر للبترول" تحتاج خبرة شركات النفط العالمية في قطاع المنبع أو إنشاءات المشروع في المرحلة الوسطى، مشيراً إلى أن ذلك سيسعدها أن ترى من يأخذ بعض الكميات من الغاز الطبيعي المسال منها.

وأضاف أن قطر تعتزم زيادة إنتاجها من الغاز المسال بنسبة 40 في المئة إلى 110 ملايين طن سنوياً في حلول 2026 بما يعزز مركزها باعتبارها أكبر مصدر لهذا الوقود في العالم.

وفي الوقت الذي أكد فيه متحدث باسم "إيني" لـ"رويترز" أن الشركة تشارك في عملية تقديم العروض، أشارت "إكسون موبيل" أنها لا تعلّق على الشائعات التي تتردد في السوق، موضحةً أنها تتطلع لنجاح متواصل في مشاريع مستقبلية مع "قطر للبترول" ودولة قطر، لافتةً النظر إلى أن شركات تابعة لها تعمل مع "قطر للبترول" في تحديد فرص المشاريع المشتركة على المستوى العالمي التي تعزّز وضع الطرفين.

من جهتها، امتنعت شركات "قطر للبترول" و"شل" و"شيفرون" و"توتال إنرجي" و"كونوكو" عن التعليق.

وقود رئيسي

إلى ذلك، ترى شركات رائدة في مجال الطاقة في الغاز الطبيعي وقوداً رئيسياً في إطار مساعي العالم لخفض الانبعاثات الكربونية ليحل محل الفحم الأكثر تلويثاً للبيئة وذلك على الرغم من أن "وكالة الطاقة الدولية" قالت في تقرير الشهر الماضي إنه يجب أن تتوقف الاستثمارات في مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة على الفور من أجل الوفاء بالأهداف التي تدعمها الأمم المتحدة للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.

وفي هذا المجال، يقول ناشطون إن التوسع في الغاز الطبيعي يعمل على تأخير الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة اللازمة لتحقيق الأهداف التي تدعمها الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي.

بقلة المعروض العالمي من الغاز الطبيعي

ومن جهة ثانية، زادت التوقعات بقلة المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال بشدة في الأشهر الأخيرة بعد أن أوقفت شركة "توتال" مشروع الغاز المسال في الموزامبيق الذي تبلغ استثماراته 20 مليار دولار بسبب ازدياد العنف، وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من التأجيلات لمشاريع الغاز الطبيعي المسال في أميركا الشمالية إذ عرقلت جائحة "كوفيد-19" الطلب في العام الماضي.

ومنذ العام 2012 زاد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال كل عام وبلغ مستويات قياسية مرتفعة كل عام منذ 2015 لأسباب أهمها الطلب سريع الزيادة في آسيا. وتوقع محللون أن ينمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال ما بين 3 و5 في المئة سنوياً ما بين 2021 و2025.

عوائد منخفضة

ويأتي الاهتمام من جانب الشركات بالتوسعة القطرية على الرغم من العوائد المنخفضة نسبياً حيث عرضت "قطر للبترول" على الشركات الدولية المتقدمة عوائد تتراوح ما بين 8 و10 في المئة على استثمارها انخفاضاً من عوائد تتراوح ما بين 15 و20 في المئة تحصل عليها "إكسون" و"توتال" و"شل" و"كونوكو" من المنشآت الأولى للغاز الطبيعي المسال وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر من 3 شركات مشاركة لـ"رويترز".

وقال مصدر إنه من الواضح أن قطر أصبحت أكثر تنافسية لكنها تظل مخاطرة منخفضة للغاية من منظور الموارد، فيما قال مصدران آخران إنه ليس من المتوقع أن تعلن نتائج المناقصة قبل شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

ولم يسبق قط الكشف عن عوائد المشروع القطري، كما امتنعت "قطر للبترول" والشركات الـ6 عن التعليق على أحكام العروض.

"قطر غاز 1"

وكانت "قطر للبترول" قد أعلنت في آذار/مارس الماضي إنها ستصبح المالك الوحيد لمشروع "قطر غاز1" للغاز المسال عندما ينتهي في العام المقبل أجل عقد مدته 25 عاماً مع مستثمرين دوليين من بينهم "إكسون" و"توتال إنرجيز" وذلك في مؤشر على ثقتها المتنامية.

وقالت مصادر مطلعة لـ"رويترز" الشهر الماضي إن قطر تجري أيضاً محادثات تهدف لإشراك شركات صينية في المشروع.

وقال مصدران إن "قطر للبترول" تعاقدت في الشهر الماضي مع بنوك دولية على إصدار سندات بمليارات الدولارات في نهاية يونيو حزيران للمساعدة على تطوير جزء من مشروع حقل الشمال.