السودان يعزز خططه الاقتصادية عبر برنامج "ثمرات" لدعم الأسر الفقيرة

  • 2021-06-02
  • 11:51

السودان يعزز خططه الاقتصادية عبر برنامج "ثمرات" لدعم الأسر الفقيرة

بدأ السودان بتطبيق برنامج "ثمرات" لدعم الأسر الفقيرة والممول دولياً لتخفيف آثار الإجراءات الاقتصادية القاسية التي طبقتها الحكومة الانتقالية لتصحيح مسار الاقتصاد، ويغطي البرنامج في مرحلته الأولى ولايات الخرطوم، وجنوب دارفور، والبحر الأحمر، وكسلا، التي اعتبرت الولايات الأكثر تأثراً في البلاد.

برنامج إصلاحي

وكانت الحكومة الانتقالية قد وضعت برنامجاً محلياً للإصلاحات يهدف إلى استقرار الاقتصاد وإزالة التشوهات وتحسين القدرة التنافسية وتعزيز الحوكمة، وتحقيق الحصول على تأشيرة تخفيف عبء الديون.

وتقضي خطة الإصلاح، إلغاء دعم الوقود والمحروقات لإفساح المجال للمزيد من الإنفاق الاجتماعي وتوسيع القاعدة الضريبية، من خلال ترشيد الإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى توحيد سعر صرف الجنيه السوداني من قبل البنك المركزي.  

زيادة الانفاق على الخدمات العامة

وفي هذا السياق، قالت وزارة المالية السودانية إن برنامج الإصلاح الاقتصادي متفق عليه بين الحكومة و"صندوق النقد الدولي" ومدعوم بميزانية جديدة ستركز على زيادة الإنفاق على الخدمات العامة، واستعادة مهنية الخدمة المدنية، ورفع جودة المؤسسات الحكومية، والاستثمار في مشاريع بناء السلام، مشيرةً إلى أنه سيدعم جهود الحكومة لإعادة الإنفاق الحكومي للقطاعات المهمة كالصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية، لافتة النظر إلى أن هذه الاجراءات قادت إلى ارتفاع نسبة التضخم وانخفاض القوة الشرائية لمجموعات كبيرة من المواطنين، الأمر الذي استدعى اتخاذ خطوات من بينها برنامج "ثمرات" للمساهمة في تخفيف الآثار السالبة لهذه الاجراءات الاقتصادية القاسية.

5 دولارات لكل أسرة 

وأوضحت الوزارة في بيان أن برنامج " ثمرات" يلزم الحكومة بدفع 5 دولارات أميركية شهرياً (أي 2000 جنيه سوداني) لكل فرد من الأسر المستهدفة أي لنحو 32 مليون مواطن سوداني من أصل 44 مليون مواطن، حيث يجري تحويل المبلغ عبر إرساله مباشرة لنحو 80 في المئة من الأسر لمساعدتها على مواجهة آثار عملية الإصلاح الاقتصادي، ويستمر البرنامج بالاتفاق مع "صندوق النقد الدولي" لمدة 12 شهراً، يتأهل خلالها السودان للحصول على المزيد من القروض والتمويل من المؤسسات المالية الدولية.

الدفع عبر البنوك وشركات الاتصالات

وأضافت أن البرنامج يعمل على تحويل المبالغ المالية للمستحقين عبر العديد من البنوك من خلال المحفظة الإلكترونية ويتم الدفع عبر شركات الاتصالات من خلال خدمة الهاتف المصرفي، بالتنسيق مع وزارات المالية والتخطيط الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والاتصالات والتحوّل الرقمي، والبنك المركزي السوداني وإدارة السجل المدني في وزارة الداخلية.

وإلى جانب المبلغ الكلي المخصص لكل أسرة، ذكرت أن البرنامج يخصص نسبة زيادة تقدر بـ 3.5 في المئة من المبلغ الكلي، موضحةً أن هذه النسبة مخصصة للوكلاء ونقاط البيع لضمان عدم خصم أي مبالغ من الأسر مقابل خدمة السحب وايضاً لضمان تسليم المبالغ كاملة للأسر من دون أي خصم.

الرقم الوطني مستند أساسي

وأكدت أن برنامج "ثمرات" يعتمد الرقم الوطني كمستند أساسي في جميع مراحل التنفيذ منذ التسجيل بالمراكز المخصصة بالوحدات الإدارية بالمحليات، لافتة النظر إلى أن أهمية الرقم الوطني تأتي في عمليات التدقيق والتحويلات المالية للأسر، مشيرةً إلى أن الإجراءات الخاصة بالتحويلات المالية عبر أرقام الهاتف المحمول تستند الى صحة بيانات المستفيدين عند التسجيل مع ضرورة التأكد من أن أرقام الهواتف مسجلة بأسماء المستفيدين لمساعدة البرنامج للإسراع في التحويلات المالية لجميع الأسر المكتملة البيانات.

كوكو ضحية: تسجيل أكثر من مليون مستفيد من البرنامج في ولاية الخرطوم

وأكد المدير العام لوزارة التنمية الاجتماعية والوزير المكلف والمشرف العام على برنامج "ثمرات" في ولاية الخرطوم أبو بكر كوكو ضحية تسجيل أكثر من مليون مستفيد من البرنامج في الولاية حتى الآن، مشيراً إلى أن عمليات الدفع بدأت منذ شهر نيسان/أبريل الماضي.

وأوضح كوكو ضحية أنه خلال فترة البرنامج التجريبي خلال شهر آب/أغسطس 2020 استهدف البرنامج نحو 8 آلاف أسرة في الريف الشمالي والغربي بمنطقة أم درمان، مشيراً إلى أن البرنامج مستمر في تقديم تلك التحويلات للأسر هناك بالشراكة مع "برنامج الغذاء العالمي".

وذكر أنه بعد إعلان إصلاح سعر الصرف كان لا بدّ من إيجاد آلية تمكن من تعميم الدعم المالي المباشر بالسعر الذي يناسب الصرف السائد للدولار في "بنك السودان" وبالتالي يقابلها زيادة في حجم الدعم النقدي الشهري للأسر، لافتاً النظر إلى أن البرنامج بشكله الحالي يقدم دعماً مالياً مباشراً للأسر بما يعادل 5 دولارات للفرد بسعر صرف بنك السودان السائد للعملات ولمدة 6 أشهر مع احتمال تمديد فترة الدعم المالي لمدة عام كامل.

ولفت النظر إلى أنه على الرغم من التحديات التي تواجه البرنامج كالوصول إلى النسبة المقررة من المواطنين المستهدفين في البرنامج وهم 80 في المئة، فإن برنامج "ثمرات" يعمل وفق خطة عمل ممرحلة تسعى لضم جميع المواطنين المستهدفين وفق نظام إلكتروني يحفظ حق الجميع في تلقي الدعم المالي المباشر وغير المشروط طيلة فترة ومراحل تنفيذ البرنامج.