دبي تفتتح مشروع "الهيدروجين الأخضر": نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة

  • 2021-05-20
  • 09:58

دبي تفتتح مشروع "الهيدروجين الأخضر": نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة

افتتح رئيس "المجلس الأعلى للطاقة في دبي" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم مشروع "الهيدروجين الأخضر" في "مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" في دبي.

وتأتي هذه الخطوة لتؤكّد ريادة إمارة دبي في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وإصرارها على توفير كافة المقومات التي تعزّز مكانتها نموذجا تنمويا يقوم على تبني الأفكار المبدعة وتوظيف أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة.

وتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين "هيئة كهرباء ومياه دبي" و"إكسبو 2020 دبي" و"سيمنس للطاقة" في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة للهيئة في "مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، وهو المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.

كما تم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك التنقل والاستخدامات الصناعية.

وحضر حفل الافتتاح رئيس مجلس أمناء "مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية" الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، ووزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي، ووزير التغير المناخي والبيئة عبدالله النعيمي، ووزير الصناعة سلطان الجابر، والرئيس التنفيذي لـ"هيئة كهرباء ومياه دبي" سعيد الطاير، ورئيس مجلس إدارة شركة "سيمنس للطاقة" كريستيان بروخ، وعدد من كبار المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص.

آل مكتوم: اكتشاف المزيد من الفرص

وفي هذا السياق، قال رئيس "المجلس الأعلى للطاقة في دبي" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إن الرؤية الواضحة التي أرساها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  لضمان الريادة لدولة الإمارات في مختلف المجالات هي الأساس الذي يًنطلق منه في تنفيذ مشاريع ضخمة تقدّم النموذج في مجال التطوير الهادف إلى ضمان سعادة الإنسان وتوفير نوعية حياة أفضل للجميع.

وأضاف آل مكتوم أن هذا الأمر يسهم في اكتشاف المزيد من الفرص التي تخلو من التحديات التي قد تعيق مسيرة التقدم التي تمضي فيها دولة الإمارات بخطى ثابتة وخطط واضحة كي يكون موقع الريادة دائما من نصيبها بأفكار وسواعد أبنائها وبشراكات استراتيجية تؤكد سرعة التطوير والإنجاز.

الهاشمي: المشروع يجسّد الرغبة المشتركة لتطوير ثقافة ابتكار عالمية

من جهتها، قالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي إن المشروع يجسّد الرغبة المشتركة لدى "إكسبو 2020 دبي" و"هيئة كهرباء ومياه دبي"، وشركة "سيمنس للطاقة"، لتطوير ثقافة ابتكار عالمية ونشر أفكار وتقنيات تغير الحياة في مجال الاستدامة، معربة عن تقديرها لجميع المشاركين في هذا المشروع المبتكر.

المزروعي: الإمارات رائدة عالمياً في الاعتماد على الطاقة المتجددة

أما وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي فاعتبر أن الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في الاعتماد على الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أنها تبنّت أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة من أجل استدامة القطاع والمحافظة على البيئة ، وسبل مواجهة آثار تغير المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري، كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية باريس للتغير المناخي.

وأكد المزروعي حرص الدولة على تأكيد التزامها التام بالنهوض باتفاقية باريس وتعزيز التعاون الدولي المنشود بهذا الخصوص وهو العمل نحو اقتصاد منخفض الكربون، مشيراً إلى أن التوجّه المستقبلي للدولة قائم على استغلال مصادر الهيدروجين للحصول على الطاقة، وتلبية الطلب المتنامي عليها، وضمان الحصول على طاقة موثوقة وميسورة التكلفة، وذات بصمة كربونية منخفضة، الأمر الذي يمثل رافعة حقيقية للاقتصادات الوطنية، والتنمية المستدامة الداعمة للتوجهات المستقبلية للخمسين عاما المقبلة، بما تحمله من تحديات وفرص.

النعيمي: تعزيز تحوّل الطاقة أولوية استراتيجية للإمارات

بدوره، وقال وزير التغير المناخي والبيئة عبدالله النعيمي إن تعزيز تحول الطاقة يمثل أولوية استراتيجية لدولة الإمارات ضمن توجهها نحو الاقتصاد الأخضر، وتعزيز جهود مواجهة تحدي التغير المناخي والتكيف مع تداعياته، مشيراً إلى انها تمثل الحلول الابتكارية لإنتاج الهيدروجين الأخضر أحد الروافد الهامة حالياً لتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على المصادر النظيفة.

وأضاف النعيمي أنه وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية"، سجل الطلب على الهيدروجين كمصدر للطاقة تنامياً بمعدل 3 أضعاف خلال الفترة الماضية، كما وصل حجم الإنتاج العالمي إلى 70 مليون طن متري سنوياً، الأمر الذي سيساهم في خفض كلفته الإنتاجية بنسبة تصل إلى 64 في المئة بحلول العام 2040، مشدداً على أن تدشين "هيئة كهرباء ومياه دبي" لمشروع الهيدروجين الأخضر يمثل خطوة هامة للمساهمة في تعزيز تواجد دولة الإمارات على خريطة السوق العالمي للهيدروجين، كما سيعزز من جهودها للعمل من أجل البيئة والمناخ وتحقيق حيادية الكربون.

الجابر: المشروع يمثّل نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة في الإمارات

من جانبه، قال وزير الصناعة سلطان الجابر إن مشروع الهيدروجين الأخضر يشكّل نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة في دولة الإمارات، منوّها بالجهود الوطنية المهمة التي تبذلها الدولة في ملف الاستدامة، والتعاون المثمر بين الجهات الاتحادية والمحلية.

وأشار الجابر إلى اعتماد مجلس الوزراء في آذار/مارس الماضي للنظام الإماراتي للمركبات الهيدروجينية، موضحاً أنه مشروع أعدته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ويمثل حجر أساس لتوفير التشريعات التنظيمية الشاملة لآليات وتقنيات المركبات والمرافق والتجهيزات المتعلقة بوقود الهيدروجين، ويضمن السلامة والكفاءة في الاستخدام بما يسهم في تحقيق النمو المستدام الذي يوازن ما بين التنمية الاقتصادية وجوانب الاستدامة.

الطاير: الهيئة عملت على تطوير مشروع تجريبي للتنقّل الأخضر

أما الرئيس التنفيذي لـ"هيئة كهرباء ومياه دبي" سعيد الطاير فقال إن هذا المشروع يأتي في إطار جهود الهيئة  لتحقيق رؤية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتعزيز الاستدامة والابتكار، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، مشيراً إلى أن الهيئة عملت على دراسة وتطوير مشروع تجريبي للتنقل الأخضر باستخدام الهيدروجين يمكن تنفيذه في المستقبل القريب.

وأضاف الطاير أن هذا العام شهد تطورات مهمة في قطاع الهيدروجين، حيث اعتمد الشيخ محمد بن راشد مؤخراً النظام الوطني للمركبات الهيدروجينية بهدف تطوير اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات وفتح الأسواق المحلية أمام المركبات الهيدروجينية والتشجيع على زيادة أعداد المركبات الصديقة للبيئة.

وأوضح أن المشروع يدعم "استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050" لتوفير 75 في المئة من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة في العام 2050؛ وكذلك "مبادرة دبي للتنقل الأخضر 2030" التي تهدف إلى تحفيز استخدام وسائل النقل المستدامة، مشيراً إلى أن الإمارة تمتلك رؤية مستقبلية لقطاع الطاقة تتمثل في التوسّع في استخدام الطاقة النظيفة، وتوظيف الحلول الرقمية، والشبكات الذكية، وأدوات الثورة الصناعية الرابعة، والتقنيات الإحلالية لما لها من تأثيرات على قطاعي الطاقة والمياه.

بروخ: نتطلّع للعمل معاً للحد من البصمة الكربونية في الصناعات

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنس للطاقة" كريستيان بروخ إنه كأول مشروع يتم إطلاقه على نطاق صناعي واسع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه بلا شك يمثّل علامة فارقة في تحول قطاع الطاقة، مؤكداً التطلع للعمل معاً للحد من البصمة الكربونية في الصناعات ولاسيما الكثيفة في استهلاك الطاقة؛ والتي من الصعب أن تعتمد على الطاقة المتجددة وحدها.

وأضاف بروخ أن المشروع يسلط الضوء على أهمية الشراكة في الدفع بحلول الطاقة النظيفة الجديدة والمبتكرة قدما والتصدي للتحدي الكبير الذي يواجهه العالم والناجم عن التغيرات المناخية.