كورونا يجتاح العالم..ترقبوا 8 فبراير!

  • 2020-01-28
  • 11:20

كورونا يجتاح العالم..ترقبوا 8 فبراير!

  • سليمان عوده

عززت الصين مطلع الأسبوع الحالي القيود على تنقل الأفراد وحركة المسافرين داخل البلاد، وأخضعت 56 مليون شخص على الأقل للحجر الصحي التام، في مسعى حثيث لكبح انتشار فيروس كورونا، الذي خلف 81 وفاة حتى الآن، بينما زادت الحصيلة الإجمالية للمصابين به حتى كادت تلامس ثلاثة آلاف مصاب. وتقول وسائل إعلام حكومية إن أكثر من 300 شخص في حالة صحية حرجة. وأقر الرئيس الصيني شي جينبينغ بأن الوضع "خطِر"، محذّراً من "تسارع" انتشار الوباء الذي ظهر في كانون الأوّل/ديسمبر في ووهان، وسط البلاد.

ومددت الحكومة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وأغلقت المزيد من الشركات الكبرى أبوابها أو طلبت من الموظفين العمل من المنزل في محاولة للحد من انتشار المرض. وعزلت بيجينغ مقاطعة هوبي التي يتفشّى فيها المرض الفيروسيّ، في عمليّة غير مسبوقة تؤثّر على الحياة اليومية لعشرات ملايين السكان، في حين أعلن مسؤولون كبار في القطاع الصحّي الصيني أنّ "قدرة تفشّي الفيروس تعزّزت" حتى وإن لم يَبدُ "بشدّة السارس" وهو نوع آخر من فيروس كورونا أودى بحياة المئات مطلع الألفيّة الثالثة.

وفي خطوة ذات دلالة، لا سيما باعتبارها الزيارة الأولى لمسؤول كبير في النظام منذ بدء تفشي الوباء، زار رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الإثنين مدينة ووهان، بؤرة الفيروس القاتل. وقد ظهر أمام عدسات المصورين يرتدي معطفاً بلاستيكياً أزرق اللون وقناعاً باللون نفسه، للوقاية من العدوى. وقال رئيس الوزراء إن الهدف من الزيارة هو "التحقيق وتوجيه" جهود السُلطات لاحتواء الفيروس.

 إجلاء رعايا

وقالت وزارة المالية الصينية إن الوزارة ولجنة الصحة الوطنية خصصتاحوالى تسعة مليارات دولار للمساعدة فى احتواء تفشى الفيروس. وانضم أكثر من نصف مليون شخص، يعملون في المجال الطبي، إلى عمليات الوقاية والسيطرة والعلاج في مقاطعة هوبي. وباشرت الصين بناء مستشفيين جديدين للطوارئ، بسعة تساوي ألفي سرير، بينما تسارع عمل المصانع في إنتاج الأقنعة والملابس الواقية. وحذر مسؤولون صينيون من أن الفيروس قادر على الانتشار خلال فترة الحضانة، أي قبل ظهور الأعراض على الشخص المصاب، وهو ما يجعل من الصعب احتواء المرض. ويعتقد المسؤولون أن فترة حضانة المرض في البشر تتراوح بين يوم واحد و14 يوماً.

وتأكدت 41 حالة إصابة خارج الصين، بينها تايلاند والولايات المتحدة وأستراليا. ولم يتوفّ أي مصاب حتى الآن خارج الصين. وبالتوازي مع إعلان السلطات الصحية في بيجينغ أنها سجلت حتى مساء الإثنين 24 حالة وفاة إضافيّة في مقاطعة هوبي، بدأت دول عدة، في طليعتها الولايات المتّحدة وفرنسا وألمانيا، بتنفيذ خطط لإجلاء رعاياهما من المنطقة الخاضعة للحجر الصحي في الصين. وإلى جانب ارتفاع عدد الوفيات، ارتفع أيضاً العدد الإجمالي للإصابات المؤكّدة إلى 2744 في كل أنحاء الصين، استناداً إلى إحصاءات الحكومة المركزية.

 تهديد عالمي

وفي تحول نوعي، أعلنت الحكومة الصينية مساء الاثنين عن أول حالة وفاة في العاصمة بكين من جراء فيروس كورونا الجديد، في الوقت الذي غيرت فيه منظمة الصحة العالمية، تقييمها لتهديد الفيروس إلى "مرتفع" على المستوى الدولي. والضحية رجل يبلغ خمسين عاماً زار مدينة ووهان في الثامن من الشهر الحالي، وبعد عودته إلى العاصمة بسبعة أيام أصيب بمرض مع حرارة مرتفعة، وفق ما أفادت لجنة الصحة في العاصمة. وقضى جراء فشل في التنفس. وعدلت منظمة الصحة العالمية تقييمها لتهديد فيروس كورونا، معتبرة أنه أصبح "مرتفعاً" على المستوى الدولي ولم يعد "معتدلاً"، كما كانت تصفه حتى الآن بسبب "خطأ في الصياغة". وكانت المنظمة تعتبر حتى اللحظة خطر الفيروس "مرتفعاً جداً في الصين، ومرتفعاً على المستوى الإقليمي، ومعتدلاً على المستوى الدولي". وقال متحدث باسم المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها إنه كان هناك "خطأ في الصياغة" تم تصحيحه، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وفي تعبير واضح عن مبلغ الخطر الذي وصل إليه تفشي الفيروس، استقبلت الصين المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي قصد البلاد لإجراء محادثات مع السلطات تتعلق بالفيروس.

 حجر صحيّ

وتخضع منطقة ووهان الكبرى لحجر صحّي منذ الخميس، في تدبير تقول السلطات الصحية إنه يهدف إلى الحد من انتشار المرض. المنطقة تحولت إلى مدينة أشباح، وتذيع مكبّرات صوت رسالةً تدعو السكان للذهاب إلى المستشفى بلا تأخير إذا كانوا يشعرون بأنّهم ليسوا بخير. وتقول الرسالة: "ووهان لا تخشى مواجهة المحن. لا تسمعوا الشائعات، لا تنشروا الشائعات"، فيما يشكك البعض في الحصيلة التي تعطيها السلطات. وتوقع رئيس بلديّة ووهان أن يتم تسجيل نحو ألف إصابة أخرى، بناء على عدد مرضى المستشفيات الذين لم يخضعوا بعد لاختبار التثبّت من الفيروس.

بدورهم، وحذر باحثون من جامعة هونغ كونغ، اعتماداً على نماذج حسابية، من أن عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد قد يتجاوز 40 ألفاً، داعين الحكومة إلى اتخاذ "إجراءات صارمة" تقيد تحركات الناس، للسيطرة على انتشار الفيروس.

 علاج قريب؟

وبدأت الصين رسمياً إجراء اختبارات على اثنين من المثبطات قام بتطويرهما خبير ألماني يجري بحوثاً على فيروس كورونا الجديد، ولفتت تقارير صينية إلى أن المثبطات التي تم تطويرها تستخدم لمنع تشكيل الفيروس الناضج. وأثبت التحضيرات التي طورها الفريق فعاليتها على الفئران المصابة بفيروس "سارس- كورونا" واستقرارها في التجارب على الخلايا البشرية. وكان العلماء توصلوا إلى أن فيروس كورونا الجديد يتشابه بنسبة أربعة أخماس مع فيروس “سارس- كورونا”. ويعد فيروس كورونا من الفيروسات التي تمنع نفسها ذاتياً من الانتشار، حيث بعد فترة من الوقت، عندما ينتج عدد كاف من الأشخاص مضادات حيوية يمكن تقييد الانتشار المستمر للفيروس، وبهذا ينتهي انتشار الوباء.

وقال وزير الصحة الوطنية ما شياوي إن كورونا، على عكس سارس الذى نشأ في الصين أيضاً، يمكن أن ينتشر خلال فترة الحضانة. وأضاف أن التفشي الحالي ينتشر "بسرعة نسبياً” و"يدخل الآن فترة أشد خطورة وأكثر تعقيداً”، معترفاً أن السلطات لا تعرف الكثير عن الفيروس أو عن المخاطر التي تشكلها طفراته.

 أوروبا وأستراليا وأميركا

وسُجّلت إصابات بالفيروس في أوروبا وأستراليا. وأُعلِن الاشتباه بإصابة شخص في كندا. وفي الولايات المتحدة، حيث تأكّدت خمس إصابات حتى الآن، أَعلنت واشنطن تنظيم مغادرة موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها العالقين في ووهان. وقالت نانسي ميسونيه، المسؤولة عن الأمراض التنفسية في مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها: “نتوقع تأكيد حالات أخرى"، مشيرة إلى أن 100 مريض يخضعون لفحوص. 

وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية أن باريس ستعيد "أواسط الأسبوع المقبل" رعاياها الموجودين في ووهان إلى وطنهم عبر "رحلات جوية مباشرة"، وسيوضعون في حجر صحي 14 يوماً. وثمة 800 فرنسي تقريباً يقطنون في ووهان. وأشارت المجموعة الفرنسية لصناعة السيارات (PSA) التي تملك فرعاً في ووهان، إلى أن موظفيها يمكن أن يُنقلوا إلى شانغشا على بعد أكثر من 300 كلم نحو الجنوب. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس الاثنين إن بلاده تدرس إجلاء مواطنيها من المنطقة المتضررة من الفيروس. وقال في مؤتمر صحفي: ”ندرس حالياً أيضاً احتمال إجلاء جميع الألمان الراغبين في المغادرة“، مضيفاً أن فريقاً من السفارة الألمانية في بيجينغ أرسل إلى ووهان لمساعدة الألمان هناك.

 جدار حديدي

وأعلنت مدن كبيرة عدّة بينها بكين وتيانجين وشيان وشنغهاي،تعليق رحلات الحافلات الطويلة التي تربطها بسائر أنحاء البلاد. وفي الشرق، قامت مقاطعة شاندونغ التي يقطنها 100 مليون نسمة، بالأمر نفسه.

وقد تُعقّد هذه الإجراءات المواصلات بالنسبة إلى السكان. وقال المركز الصّيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها إنّ سوق ووهان، حيثُ تُفيد تقارير بأنَّ تجارة الحيوانات البرّية ومنها الجرذان والأفاعي والقنافذ رائجة، هو "على صلة مرتفعة" بتفشّي الفيروس، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الإثنين. وأعلنت بيجينغ الأحد منع الاتجار بالحيوانات البرّية، إلى أن تُرفع حال الطوارئ، لكنّ المدافعين عن الحياة البرّية يشكون من أنّ بيجينغ فشلت في السابق في فرض إجراءات المنع. وفرضت مقاطعة غوانغدونغ في الجنوب، وهي منطقة يقطنها 110 ملايين نسمة، ارتداء أقنعة واقية لمنع تفشي الفيروس. وارتداء الأقنعة إلزامي في ووهان ومقاطعة جيانغشي في وسط البلاد، وكذلك في مدن كبيرة عدّة.

 تعليق السفر

إلى ذلك، علقت الحكومة الصينية الرحلات المنظّمة من الصين وإليها، اعتباراً من يوم أمس الإثنين، في قرار قد يُوجّه ضربة لقطاع السفر العالمي. في المقابل، قررت منغوليا إغلاق نقاط عبور السيارات والمشاة عند حدودها البرية مع الصين ومدارسها في مسعى لكبح انتشار فيروس كورونا الجديد. وقال نائب رئيس الوزراء إنختوفيشين أولزيسايخان: "يمنع على السيارات والمشاة عبور الحدود الصينية"، مشيراً إلى أن المدارس والجامعات ستبقى بدورها مغلقة حتى الثاني من آذار/مارس، فضلاً عن منشآت عامة أخرى. وبدأت تداعيات القرار الذي اتخذته الصين بإيقاف جميع رحلات العطلات الجماعية اعتباراً من أمس الإثنين تظهر على سوق السفر العالمي. وكشفت سويسرا أن تفشي فيروس كورونا قد يؤدي إلى تراجع عدد السياح الصينيين الذين يزورون بلد جبال الألب في الفترة القادمة بنسبة 30 إلى 50 بالمئة. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية عن الناطقة الرسمية باسم هيئة السياحة السويسرية فيونيك كانيل قولها: "في الأسابيع المقبلة، نتوقّع تراجعاً في عدد السياح الصينيين بنسبة 30 إلى 50 بالمئة”. واستناداً إلى أرقام 2018، قد تمثل هذه النسبة ما بين 70 إلى 100 ألف ليلة سياحية في الشهر. ويٌعد الزوار الصينيون من بين أكبر المنفقين عند قضاء إجازاتهم في سويسرا، حيث ينفقون في المتوسط 380 فرنكاً سويسرياً للشخص الواحد يومياً. 

ومن المتوقّع أن تشعر وجهات السفر العالمية الكبرى مثل لندن وباريس وجنيف ولوتسيرن وزيورخ وبرلين وروما ومدريد بانعكاسات هذا القرار. في غضون ذلك، قالت الخطوط الجوية السويسرية "سويس"، إنها سجلت عدداً متزايداً من عمليات الإلغاء بسبب تفشي الفيروس، دون تقديم أي تفاصيل.

 الثامن من شباط مفصلاً

تم الإبلاغ عن عدد قليل من الإصابات خارج الصين، لا سيما في الدول الآسيوية المجاورة، ولكن أيضاً في أماكن بعيدة، إذ جرى تأكيد الحالات في اليابان وتايوان ونيبال وتايلاند وفيتنام وسنغافورة وأستراليا والولايات المتحدة وفرنسا. وتشير الدراسات حول الإصابات الأولى إلى أن معدل الوفيات جراء الفيروس ضئيل جداً. ويعتبر البروفسور الفرنسي يازدان يازدانبانا وهو خبير لدى منظمة الصحة العالمية ويتكفّل بعلاج مصابين بالفيروس في فرنسا، أن معدّل الوفيات "هو حتى الآن أقلّ من 5 بالمئة”. وكان معدّل وفيات فيروس "سارس" (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة) أحد أنواع فيروسات كورونا الذي بدأ أيضاً في الصين في عامي 2002 و2003، يوازي عشرة بالمئة. وبالنسبة إلى الخبير في الأمراض المعدية في جامعة ووهان غوي شيين، فإن عدد الإصابات يمكن أن يبلغ "ذروته" نحو الثامن من شباط/فبراير، قبل أن يبدأ بالتراجع.

وقال لصحيفة "الشعب" إنّ "عدد المصابين الجُدد حاليًا يرتفع يومياً، لكن ذلك يجب ألا يستغرق وقتًا طويلاً قبل أن يصل إلى ذروته".

 التأمين على ديون الصين

اقتصادياً، ارتفعت تكلفة تأمين الانكشاف على الدين السيادي للصين إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وسط مخاوف متصاعدة من الأثر الاقتصادي المحتمل لتفشي الفيروس. وقفزت عقود مقايضة مخاطر الائتمان الصيني لخمسة أشهر أربع نقاط أساس يوم الإثنين مقارنة بإغلاق يوم الجمعة لتصل إلى 41 نقطة أساس، حسبما أظهرته البيانات الصادرة عن آي.اتش.اس ماركت. كانت العقود أغلقت على 30 نقطة أساس قبل أسبوع.

 

 أسعار الأصول ترتفع

وارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى لها في أكثر من أسبوعين أمس الاثنين مع تراجع الأسهم بسبب تزايد المخاوف من احتمال تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد الصيني، مما دفع المستثمرين للتخلص من الأصول المرتفعة المخاطر والبحث عن الملاذات الآمنة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 1579 دولاراً للأونصة. وتراجعت الأسهم الآسيوية وارتفع الين الياباني بسبب مخاوف من الصعوبات التي تواجهها السلطات الصينية لاحتواء التفشي. ويترقب المستثمرون الآن أول اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسات في العام الجديد والمقرر عقده اليوم حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير.

 تراجعات بالجملة

وتراجعت الأسهم الأوروبية أكثر من اثنين بالمئة أمس الاثنين بسبب الضرر المحتمل على الأعمال، وذلك بعد أن زاد ثاني أكبر اقتصاد في العالم عمليات حظر السفر ومدد عطلة العام القمري الجديد. وشملت الخسائر أكثر من 97 بالمئة من الأسهم على المؤشر ستوكس 600 ليسقط الكثير منها من فوق مرتفعات قياسية، ماحياً حوالى 180 مليار يورو من القيمة السوقية لمؤشر الأسهم الأوروبية. وكانت أسهم مصنعي المنتجات الفاخرة وشركات الطيران والفنادق، التي تشهد طلباً كبيراً من المستهلكين الصينيين، أكبر المتأثرين بالهبوط. وفقدت كبرى شركات تصنيع المنتجات الفاخرة في أوروبا أكثر من خمسين مليار دولار من القيمة السوقية منذ بدء انتشار الفيروس الأسبوع الماضي. وانخفضت أغلبية مؤشرات الدول الرئيسية في أوروبا أكثر من اثنين بالمئة، بينما فقد كل من القطاعات الإقليمية واحداً بالمئة على الأقل. وتراجع المؤشر داكس الألماني ثلاثة بالمئة تقريباً، بينما شهد كاك الفرنسي أسوأ أيامه في أربعة أشهر تقريباً. وفقدت أسهم شركات أخرى في مجال المنتجات الفاخرة بين 2.5 و4.8 بالمئة. وقفز مؤشر التقلبات يورو ستوكس 50، وهو "مقياس الخوف" لدى المستثمرين الأوروبيين، إلى أعلى مستوياته منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر. 

 

 

 السعودية والإمارات والجزائر: لا خوف على النفط

وفيما هبطت أسعار الخام حوالى ثلاثة بالمئة أمس الإثنين، دعت السعودية إلى الحذر من "التوقعات السلبية" في ما يتعلق بالتأثير المحتمل لانتشار الفيروس التاجي على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط. وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن "جزءاً كبيراً من التأثير الواقع على الأسواق العالمية، بما في ذلك الأسواق البترولية، وأسواق السلع بشكل عام، مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق، على الرغم من أن أثره على الطلب العالمي على البترول محدود للغاية." وقال في بيان: "مثل هذا التشاؤم حدث في عام 2003 أثناء الأزمة التي أحدثها انتشار فيروس سارس، ولم يترتب عليه انخفاض يُذكر في الطلب على البترول." وقال الوزير السعودي إن أوبك وحلفاءها لديهم القدرة على مواجهة أي تأثير على سوق النفط، مؤكداً ثقته في "تمكن الحكومة الصينية والمجتمع الدولي من القضاء على هذا الفيروس تماماً."

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي: "من المنطق أن لا نضخم أي احتماليات انخفاض في الطلب بسبب ما يحصل في الصين“. أضاف: ”سوف يكون الاجتماع الوزاري القادم في شهر مارس (آذار) من هذا العام، وإن دول أعضاء أوبك وأوبك+ سوف تبحث كافة الخيارات التي تحقق توازن السوق".
وقال وزير الطاقة الجزائري ورئيس الدورة الحالية لأوبك محمد عرقاب: "الأثر على آفاق الطلب العالمي على النفط يبقى ضعيفاً".