"المركز": الأسواق الخليجية والعالمية تتخلى عن بعض مكاسبها

  • 2023-09-04
  • 12:00

"المركز": الأسواق الخليجية والعالمية تتخلى عن بعض مكاسبها

في ظل شكوك حول سياسات الاحتياطي الفيدرالي

  • الكويت – "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"
أصدر "المركز المالي الكويتي" التقرير الشهري حول الأسواق المالية الخليجية والعالمية عن شهر آب/أغسطس، مشيراً في خلاصته إلى أن الأسواق تخلت عن بعض مكاسبها في في ظل شكوك حول سياسات الاحتياطي الفيدرالي.

 

تراجع "مؤشر ستاندرد آند بورز المركب" لدول مجلس التعاون الخليجي بنحو 3.2% في أغسطس


بورصة الكويت  

 

أوضح المركز المالي الكويتي "المركز"، في تقريره الشهري عن أداء أسواق الأسهم الخليجية لشهر آب/أغسطس 2023، أن السوق الكويتية شهدت تراجعاً خلال الشهر، بنحو 3.4 في المئة. ومن بين القطاعات في بورصة الكويت، كان مؤشر قطاع الرعاية الصحية الرابح الأكبر خلال الشهر بارتفاع وصل إلى 6.3 في المئة، بينما تراجع قطاع السلع الكمالية بنسبة 7 في المئة خلال الشهر. 

 

أداء ضعيف للقطاع المصرفي في بورصة الكويت

 

 

وجاء أداء أسهم القطاع المصرفي ضعيفاً باستثناء "البنك التجاري الكويتي"، الذي ارتفع سعر سهمه خلال الشهر ليصل إلى أعلى مستوى له خلال 52 أسبوعاً، وسجل مكاسب بنحو 12.8 في المئة لشهر آب/أغسطس، مدفوعاً بنتائجه الإيجابية للربع الثاني من العام 2023، حيث ارتفعت أرباح البنك بنحو 103 في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام 2023 بسبب رد صافي مخصصات بقيمة 16.2 مليون دينار كويتي. ومن بين شركات السوق الأول، حقق سهم "عقارات" وسهم مجموعة "أرزان المالية" أكبر مكاسب خلال الشهر بنحو 14.9 في المئة و12.7 في المئة على التوالي، ‏وتراجع سهم طيران الجزيرة وسهم هيومان سوفت بنسبة 16.5 في المئة و10.4 في المئة  على التوالي خلال الشهر. 

 

"النقد الدولي" إصلاحات مالية وهيكلية ضرورية لتنويع الاقتصاد

 

وأشار التقرير أن مجلس الأمة الكويتي أقرّ موازنة السنة المالية 2023-2024 بعجز متوقع 6.8 مليارات دينار (22.13 مليار دولار). واعتمدت الميزانية 70 دولاراً سعراً لبرميل النفط. ومن جهة أخرى، أشاد صندوق النقد الدولي، في مراجعته الرابعة للأداء، بالاستقرار الاقتصادي في دولة الكويت وتعافيه بعد الجائحة وتعزيز الاحتياطات المالية، لكنه شدد على الحاجة إلى إصلاحات مالية وهيكلية لتنويع الاقتصاد نظراً لتباين التوقعات الاقتصادية نتيجة تقلب أسعار النفط. وقد بلغ معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك في الكويت 3.8 في المئة على أساس سنوي في شهر تموز/يوليو، وبقي دون تغيير على أساس شهري. وحقق سوق الائتمان نمواً بنحو 3.3 في المئة على أساس سنوي في شهر تموز/يوليو، وإن كان تباطأ إلى 0.6 في المئة على أساس سنوي في تموز/يوليو مقارنة بـ 0.8 في المئة في حزيران/يونيو. 

 

أداء الأسواق الخليجية 

 

وتناول تقرير "المركز" أداء أسواق المنطقة، حيث كان ختام أداء الأسواق الخليجية خلال الشهر متفاوتاً، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز" المركب لدول مجلس التعاون الخليجي (S&P GCC Composite) بنسبة 3.2 في المئة. وبخلاف السوق الكويتية، تراجعت السوق القطرية والسعودة بنسبة 7 في المئة و1.7 في المئة على التوالي، بينما حققت سوق دبي وسوق أبوظبي مكاسب نسبتها 0.6 في المئة و0.2 في المئة على التوالي. 

 

مكاسب في دبي مدعومة بانتعاش العقار 


وكانت مكاسب سوق دبي مدفوعة بانتعاش أسعار العقارات والنشاط السياحي. وأعلن مطار دبي الرئيسي عن زيادة حركة الركاب بنسبة 49 في المئة في النصف الأول من العام إلى 41.6 مليون راكب، لتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة. وقد واصلت الأسهم العقارية في دبي ارتفاعها بفضل النظرة الإيجابية لقطاع العقارات في دبي. وتراجع مؤشري سوق قطر والسعودية إلى مستويات منخفضة، حيث تم تداول العديد من الأسهم من دون أرباح بعد إعلان نتائج أعمال الشركات. 

ارتفاع سهم "أرامكو" 7.7 في المئة خلال الشهر 

 

وارتفع سهم "أرامكو السعودية" بنسبة 7.7 في المئة في آب/أغسطس، بعد قرار الشركة تنفيذ المزيد من الاستثمارات في الصين بقيمة تتراوح ما بين 45 إلى 55 مليار دولار أميركي في العام 2023، ويمثل الاستثمار الذي تقترحه "أرامكو" ضعف النفقات الرأسمالية المخطط لها تقريباً لدى شل، أكبر شركة نفط في أوروبا.
 

...و "كيو هولدنغ العقارية" يرتفع 49& في أبوظبي 


وشهدت شركة "كيو هولدنغ العقارية" الكائنة في أبوظبي، ارتفاعاً بنسبة 49 في المئة في سعر السهم خلال شهر تموز/يوليو، حيث اقترحت "القابضة" و"آي إتش سي كابيتال" الاندماج مع "كيو هولدنغ" لإطلاق كيان جديد قيمته 12 مليار دولار، وانخفض سهم "اتصالات" بنسبة 11.4 في المئة خلال الشهر، مدفوعاً بنتائج الربع الثاني من العام 2023 لمجموعة "فودافون"، والتي خالفت توقعات المستثمرين، حيث تعد اتصالات أكبر مساهم في مجموعة "فودافون". 

 

نمو الناتج المحلي الإجمالي بالإمارات 3.8% بالربع الأول  

 

كما نوّه "المركز" إلى التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بالأسعار الثابتة للربع الأول من العام 2023 والصادرة عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول للعام 2023 ما قيمته 418 مليار و312 مليون درهم بنسبة نمو 3.8 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2022، فيما تصدر قطاع النقل والتخزين القطاعات الأعلى نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة بلغت 10.9 في المئة، وتراجع معدل التضخم في دبي إلى 1.02 في المئة على أساس سنوي خلال شهر تموز/يوليو، وهو أدنى مستوى منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، منخفضاً من 2.05 في المئة على أساس سنوي المسجل في شهر حزيران/يونيو. 

 

خفض إنتاج النفط السعودية أثّر على نمو الناتج المحلي الإجمالي 

 

في حين تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة العربية السعودية إلى 1.1 في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام 2023، مقارنة بـ 3.8 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2023 و11.2 في المئة في الربع الثاني من العام 2022، وفقاً للهيئة العامة للإحصاء، ويعزى التباطؤ في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى خفض إنتاج النفط خلال العام، وانخفض مؤشر أسعار المستهلك في السعودية إلى 2.3 في المئة على أساس سنوي في تموز/يوليو، منخفضاً من 2.7 في المئة على أساس سنوي في حزيران/يونيو، وقد سجلت المملكة عجزاً في الموازنة قدره 5.3 مليارات ريال (1.41 مليار دولار) في الربع الثاني من العام 2023. 

التضخم لا يزال مصدر قلق كبير للاقتصادات المتقدمة


الأسواق المتقدمة 

 

وجاء أداء الأسواق المتقدمة سلبياً خلال آب/أغسطس، حيث تراجع مؤشر "مورغان ستانلي كابيتال إنتلجنس" (MSCI World) ومؤشر "إس أند بي" (S&P 500) بنسبة 2.6 في المئة و1.8 في المئة على التوالي، وتراجعت الأسواق العالمية على وقع تشدد سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتباطؤ السوق الصينية. وذكر منتدى جاكسون هول، الذي انعقد في الفترة من 24 إلى 26 آب/أغسطس، أن التضخم لا يزال مصدر قلق كبير للاقتصادات المتقدمة، مما يشير إلى أن البنوك المركزية قد تحتفظ بموقفها المتشدد بشأن رفع أسعار الفائدة. 

 

التضخم والأسهم في الولايات المتحدة 

 

من جهة أخرى، خفضت وكالة "فيتش" تصنيفها الائتماني السيادي للولايات المتحدة الأميركية من "AAA" إلى "AA+" بسبب اتساع العجز المالي وتدهور الحوكمة التي تسببت في أزمة سقف الدين على مدى العقدين الماضيين. وانخفضت أسهم القطاع المالي الأميركي لهذا الشهر بعد أن خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية التصنيف الائتماني لخمسة بنوك إقليمية وسلطت الضوء على الضغط الذي تتعرض له سوق الائتمان العقارية التجارية. وسجل مؤشر أسعار المستهلك الأميركي 3.2 في المئة على أساس سنوي في شهر تموز/يوليو، مدفوعاً بارتفاع مكونات الإسكان والتأمين على السيارات والمواد الغذائية. وكذلك ارتفع معدل التضخم في شهر تموز/يوليو بشكل طفيف من 3 في المئة على أساس سنوي في شهر حزيران/يونيو، وهو أدنى معدل منذ أكثر من عامين. 

 

تفاوت بين الاقتصادين الصيني والياباني 

 

واستمر مؤشر "توبيكس" (TOPIX) الياباني ثابتاً لهذا الشهر على الرغم من ضعف أداء الأسواق العالمية، حيث تجاوزت أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي لليابان في الربع الثاني من العام 2023 توقعات الاقتصاديين. وانخفض مؤشر "مورغان ستانلي كابيتال إنتلجنس للأسواق الناشئة" (MSCI EM) بنسبة 6.4 في المئة خلال الشهر متأثراً بنمو أبطأ من المتوقع للاقتصاد الصيني. وانخفض مؤشر الأسهم الصينية بنسبة 5.2 في المئة خلال الشهر بسبب تراجع أسهم العقارات وتخفيف إجراءات السياسة النقدية. وخفض البنك المركزي الصيني سعر الفائدة الرئيسي على القروض لعام واحد إلى 3.45 في المئة من 3.55 في المئة. وقد شهد الاقتصاد الصيني انكماشاً مع تراجع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.3 في المئة على أساس سنوي في تموز/يوليو، وهو الانكماش الأول منذ أوائل العام 2021. 

 

ارتفاع في الأسعار على النقيض من المخاوف بشأن ضعف الطلب من الصين

 

أسواق النفط 

 

وتناول تقرير "المركز" الشهري سوق النفط، الذي استقر عند 86.9 دولار للبرميل، مسجلاً مكاسب شهرية بلغت 1.5 في المئة، وجاء ارتفاع أسعار النفط على النقيض من المخاوف في شأن ضعف الطلب من الصين بسبب حجم إمدادات النفط الخام الأميركية الأقل من المتوقع وخفض السعودية وروسيا لإنتاجها، ودعمت مخاوف انخفاض إمدادات النفط الروسي نتيجة الحرب في أسعار النفط. 

 

تعتزم السعودية مد العمل بسياسة خفض الإنتاج حتى الشهر الجاري 

 

وتعتزم السعودية مد العمل بسياسة خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً لشهر آخر حتى شهر أيلول/سبتمبر. وأعلنت روسيا أنها ستخفض صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل يومياً إضافية في سبتمبر. وتتوقع "أوبك+" ارتفاع الطلب بمقدار 2.44 مليون برميل يومياً خلال 2023، وانخفضت أسعار الذهب بنسبة 1.2 في المئة في شهر آب/أغسطس إلى 1939.7 دولار للأونصة بسبب سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وتتواصل حالة القلق في الأسواق العالمية إزاء تشدد سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتباطؤ الاقتصاد الصيني مع حلول أيلول/سبتمبر. وتوقع تقرير "المركز" أن تظل أسعار النفط متقلبة بتأثير التباطؤ الصيني وتراجع الطلب العالمي على النفط. ومع ذلك، ستتلقى الأسعار دعماً من تمديد خفض الإنتاج السعودي والروسي، وستبقى البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية والصين محط الأنظار خلال الشهر المقبل، لتكون المحرك الرئيسي لأداء الأسواق العالمية وأسواق الخليج.