محمد بن سلمان يعد بحماية الأرض والبيئة في السعودية والمنطقة

  • 2021-03-27
  • 20:41

محمد بن سلمان يعد بحماية الأرض والبيئة في السعودية والمنطقة

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" اللتين سيتم إطلاقهما قريباً، سترسمان توجّه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها على خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان إن السعودية بصفتها منتجاً عالمياً رائداً للنفط تدرك تماماً نصيبها من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، مشيراً إلى أنه مثل ما تمثل دورها الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإنها ستعمل على قيادة الحقبة الخضراء المقبلة.

تحديات بيئية

وأضاف أن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، الأمر الذي يشكّل تهديداً اقتصادياً للمنطقة حيث يُقدّر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، لافتاً النظر إلى أن  تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدّر أنها قلصت متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف سنة، مؤكداً العمل من خلال مبادرة "السعودية الخضراء" على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلّوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.

وأشار إلى أن هذه المبادرة ستتضمن عدداً من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وزيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية الى 12 ضعفاً، تمثّل مساهمة المملكة بأكثر من 4 في المئة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحدّ من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المئة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

وذكر أن المبادرة ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المئة من مساحة أراضيها التي تقدر بـ600 ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17 في المئة من أراضي كل دولة، بالإضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.

تقليل الإنبعاثات الكربونية

وأضاف أن مبادرة "السعودية الخضراء" ستعمل كذلك على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المئة من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء داخل المملكة في حلول العام 2030، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحي أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم الى 94 في المئة.

وأوضح ولي العهد السعودي أنه بينما لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به إلا أن المملكة مصمّمة على إحداث تأثير عالمي دائم، مشيراً إلى انه وانطلاقاً من دورها الريادي، ستبدأ العمل على مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط، لافتاً النظر إلى أنها تسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبيناً أن البرنامج يهدف لزراعة 50 مليار شجرة وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل.

استعادة مساحة 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة

وقال إن هذا المشروع سيعمل على استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل 5 في المئة من الهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة ويحقق تخفيضاً بنسبة 2.5 في المئة من معدلات الكربون العالمية، مضيفاً أن حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا يتجاوز اليوم 7 في المئة، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة، مؤكداً أن المملكة ستعمل مع هذه الدول على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات مما سيسهم في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60 في المئة.

تعزيز الصحة العامة

وقال إن هذه الجهود المشتركة ستحقق تخفيضاً في الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10 في المئة من المساهمات العالمية، موضحاً أن هاتين المبادرتين تأتيان تعزيزاً للجهود البيئية القائمة في السعودية خلال السنوات السابقة وفق "رؤية المملكة 2030"، نظير رغبة المملكة الجادّة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وجزءاً من جهودها لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها، لافتاً النظر إلى أنها قامت بإعادة هيكلة شاملة لقطاع البيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي في العام 2019، ورفع نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4 في المئة إلى ما يزيد على 14 في المئة وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40 في المئة خلال السنوات الاربع الماضية، مضيفاً أن المملكة تمكّنت من الوصول لأفضل مستوى الانبعاثات الكربونية للدول المنتجة للنفط، وغيرها من المبادرات التي بدأت على أرض الواقع وحققت نتائج إيجابية ملموسة في الوضع البيئي العام.

كما ذكر أن هاتين المبادرتين تأتيان كذلك انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة ترأسها لـ"مجموعة العشرين" خلال العام الماضي، الذي نتج عنه إصدار إعلان خاص حول البيئة وتبنّي مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها، وإطلاق مبادرتين دولية للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية.

وأبدى الأمير محمد بن سلمان فخره بالإعلان عن مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الاخضر"، مشيراً إلى أن المملكة والمنطقة والعالم يحتاجون إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي.

شرارة الابتكار

واعتبر أنه بالنظر إلى الوضع الراهن، لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمراً سهلاً، مشيراً إلى انه تماشياً مع رؤية المملكة التطويرية الشاملة، فإنها لا تتجنب الخيارات الصعبة، ورفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة، مضيفاً أنها تؤمن بأن العمل لمكافحة التغيّر المناخي يعزز القدرة التنافسية، ويطلق شرارة الابتكار، ويخلق الملايين من الوظائف، ويطالب اليوم الجيل الصاعد بمستقبل أنظف وأكثر استدامةً.

وأكد أن المملكة ستعمل مع شركائها الدوليين كافة من منظمات ودول لتطوير هاتين المبادرتين وما يندرج ضمنها من مبادرات والجداول الزمنية لتحقيقها، مضيفاً انه سيتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة "السعودية الخضراء" خلال الأشهر القليلة المقبلة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي في حضور الشركاء الدوليين لمبادرة "الشرق الأوسط الاخضر" في الربع الثاني من العام المقبل.