الجائحة تثبت أن الاقتصاد السعودي صلب ومرن

  • 2020-10-27
  • 11:34

الجائحة تثبت أن الاقتصاد السعودي صلب ومرن

أكّد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن الهدف العام لرئاسة المملكة لـ "مجموعة العشرين" هو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، موضحاً أن الرئاسة ركّزت في دورتها الحالية على 3 محاور رئيسة وهي: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الشعوب من العيش الكريم والعمل والازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية، وكذلك تشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.

وأضاف الفالح في كلمة ألقاها بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال اجتماع لـ "مجموعة الأعمال 20" أن المملكة ركّزت على مناقشة تداعيات جائحة كورونا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وذلك من خلال توحيد الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح وتأمين استجابة أنظمة الصحة وحماية الاقتصاد.

 

سد الفجوات التمويلية في الصحة العالمية

 

وأشار إلى أن "مجموعة العشرين" التزمت بسد الفجوة التمويلية في الصحة العالمية، حيث ساهمت بمبلغ 21 مليار دولار لدعم إنتاج أدوات التشخيص والعلاج والأدوية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها للجميع، مضيفاً أنها التزمت بتعزيز إطار التنسيق لمكافحة الجائحة على الصعيد الدولي ليشمل حماية العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، وإيصال الإمدادات الطبية والمواد الغذائية، لافتاً النظر إلى أنها ضخت حتى الآن نحو 11 تريليون دولار أميركي لحماية الاقتصاد العالمي مع التزام واضح وعزم على القيام بكل ما يلزم للتغلب على آثار هذه الجائحة.

وذكر أن "مجموعة العشرين" أعطت الأولوية للدول الأكثر فقراً من خلال مبادرة تاريخية لتعليق مدفوعات الديون بقيمة 14 مليار دولار أميركي، حيث قدمت هذه المبادرة إعفاءات لـ 73 دولة مؤهلة.

 

تنمية البنية التحتية المالية

 

وحول القضايا الهيكلية التي تواجه الاقتصاد، اعتبر الفالح أنه لا يمكن الحديث عن "تشكيل آفاق جديدة" في "مجموعة العشرين" من غير مناقشة حلول مبتكرة تسهم في تنمية البنية التحتية المالية وتحسين أنظمة التجارة العالمية وحماية القطاع الخاص ودعم استعادة تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة والاستفادة من أدوات الاقتصاد الرقمي التي تساعد على الوصول إلى الشمولية المالية المرجوة خلال الظروف المختلفة.

وأكد أن المجموعة حرصت على تكثيف الجهود لمواكبة تغير طبيعة التعليم والعمل وتوفير فرص للشباب لبناء مستقبل اقتصادي واعد ومتين وتقوية أنظمة الحماية الاجتماعية، مشيراً إلى أن هذه الجائحة أدّت لاضطرابات في سلاسل الإمداد والتوريد والتوقف الشبه الكامل في قطاعات مثل السياحة ولاضطرابات واسعة النطاق في الأسواق العالمية.

 

دعم انتعاش التجارة الدولية

 

وقال إن "مجموعة العشرين" قامت بمناقشة أفضل الممارسات لدعم انتعاش التجارة الدولية وتحفيز التنوع الاقتصادي وتعزيز الاستثمار الدولي، بالإضافة إلى دعم القدرة التنافسية الدولية للمنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.

وأضاف أن المجموعة قامت بعملٍ مهم لدعم إصلاحات منظمة التجارة العالمية التي قدمت لها من رئاسة المملكة لـ "مجموعة العشرين" وذلك عن طريق التوافق على "مبادرة الرياض" لمستقبل منظمة التجارة العالمية، لافتاً النظر إلى أنها أولت أهميّة بالغة بمناقشة السياسات المتعلقة بتطوير أعلى معايير الشفافية والنزاهة في المجالات كافة، حيث اتفقت على مبادرات عدة خلال البيان الختامي لوزراء مكافحة الفساد وهي "مبادرة الرياض لتعزيز التعاون الدولي في مجال انفاذ القانون للجهات المعنية بمكافحة الفساد".

وأكد أن العديد من أولويات "مجموعة الأعمال 20" تمثل أولويات مشتركة مع التحولات الحالية في المملكة العربية السعودية من خلال "رؤية المملكة 2030" والتي تمثل خريطة طريق لمستقبل السعودية، مشيراً إلى أن المجموعة اهتمت بمحور التمكين، معتبراً أن أحد أوجه هذا التمكين يتمثل في اهتمام المملكة بالاقتصاد الرقمي.

وأوضح أنه مع تحول العالم إلى العمل عن بعد والتعليم عن بعد بل وحتى تقديم الخدمات الطبية عن بعد، كانت المملكة العربية السعودية سباقة ومتقدمة في ذلك.

 

التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة من أولويات "مجموعة العشرين"

 

ولفت النظر إلى أن المملكة أدركت أن "التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة" هو من أولويات سياسات "مجموعة العشرين" وأمر محوري لتحقيق الإمكانات الكاملة للاقتصاد الوطني، موضحاً أن المملكة قامت بإجراء إصلاحات واسعة النطاق لتمكين المرأة في المنزل والعمل، بما في ذلك برامج وممكنات ريادة الأعمال وتحديداً حظر التمييز على أساس الجنس في الوصول إلى الخدمات المالية، مما يجعل المملكة واحدة من 3 دول فقط على مستوى العالم في تطبيق ذلك.

وتابع أن من أولويات "مجموعة العشرين" و"مجموعة الأعمال" "حماية كوكبنا"، وهو هدف مهم لا يمكن إغفاله ويجب الاستثمار فيه في المستقبل، مؤكداً أنه هدفٌ قد بادرت المملكة لتحقيقه وذلك باستحداث برامج ومشاريع في مجالات تطوير الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون ومشروع "الهيدروجين الأخضر" المخطط له في "نيوم"، وأساليب الحماية البيئية والاستدامة التي تستخدمها شركة البحر الأحمر للتطوير، على سبيل الأمثلة لا الحصر.

 

الاقتصاد السعودي صلب ومرن

 

وختم قائلاً إن الجائحة أثبتت أن الاقتصاد السعودي مرن وصلب، مؤكداً أن المملكة عازمة على تعزيز مستويات النمو والازدهار من خلال التمكين والاستثمار في قطاعات جديدة، خصوصاً تلك القطاعات التي ستقود التعافي العالمي وتحمي الدول من الأوبئة في المستقبل.