هل يواجه الغاز سيناريو الأسعار السلبية لخام غرب تكساس؟

  • 2020-05-20
  • 13:04

هل يواجه الغاز سيناريو الأسعار السلبية لخام غرب تكساس؟

قطر في الأيام المقبلة أمام خيارين إما تخفيض إنتاج الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير أو خفض اسعارها

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

تواجه قطر وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ثلاثة تحديات رئيسية تتمثل بانخفاض الطلب على الغاز وتراجع المساحات الفارغة المخصصة للتخزين عالمياً وارتفاع تكلفتها وتذبذب أسعار النفط الذي تضيف ضغوطاً كبيرة على أسعار الغاز المسال ما يؤشر إلى خطر إنهيار الأسعار وصولاً إلى عدم استبعاد تكرار سيناريو الأسعار السلبية الذي واجه خام غرب تكساس.

ووفقاً لوكالة بلومبرغ، تترك هذه التحديات قطر في الأيام المقبلة أمام خيارين، فإما تخفيض إنتاج الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير وهو مصدر دخلها الرئيسي أو خفض اسعارها للحفاظ على حصتها في الأسواق العالمية ما قد يؤدي إلى أسعار غاز سلبية أسوةً بما حدث مع خام غرب تكساس الأميركي، وقطر ستكون خاسرة أمام هذين الخيارين، ولكن أي منهما ستختار؟

إستراتيجية قطر خلال كورونا

بعد بدء انتشار فيروس كورونا في شرق آسيا حوّلت قطر شحناتها للغاز المسال باتجاه شمال غربي أوروبا كحل بديل، لكن سرعان ما أدى انتشار الوباء في الدول الأوروبية إلى تراجع الطلب بشكل كبير، وتمكنت قطر خلال شهر نيسان/أبريل من إرسال 17 شحنة غاز طبيعي مسال باتجاه القارة العجوز، لكن التقديرات تشير إلى أنها خلال شهر أيار/مايو الحالي لن تتمكن من إرسال أكثر من 12 شحنة على أحسن تقدير، ونظراً إلى المخاوف من موجة ثانية من انتشار الفيروس التي تبقي معدلات الطلب متدنية وعدم تخفيض شركة قطر للبترول انتاجها، تتوقف حالياً 17 ناقلة للغاز الطبيعي المسال قبالة الساحل القطري.

ومع استمرار تراجع الطلب على الغاز في أوروبا، تذهب 66 في المئة من شحنات الغاز المسال المستوردة نحو التخزين مقارنة بالمتوسط التاريخي للتخزين في السنوات الخمس الماضية الذي بلغ 38 في المئة وفقاً لمجموعة GAS INFRASTRUCTURE EUROPE.

وقامت شركة قطر للبترول بإرسال 4 ناقلات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى محطة استيراد "زيبروج" البلجيكية حيث حجزت الشركة كل طاقة الاستيراد للمحطة حتى العام 2044.

خفض الانتاج

التوقعات المستقبلية حول الطلب تبقى سلبية، إذ أشارت وكالة بلومبرغ إلى أن كمية الطاقة المولدة من الغاز ستتراجع بنسبة 3 في المئة خلال العام الحالي مقارنة بالتوقعات قبل تفشي الوباء، كذلك توقع الاتحاد الدولي للغاز أن الفائض العالمي للغاز الطبيعي المسال قد يستمر حتى منتصف العقد. 

هذه التوقعات تبقي قطر أمام خيار تخفيض إنتاجها بشكل كبير وفقاً لأستاذ الطاقة في جامغة هارفارد ثيري بروس أسوةً بأميركا والنرويج وروسيا التي بدأت بخفض الإنتاج بعد أن قام العملاء في أوروبا بإلغاء شحنات عدة لشهر حزيران/يونيو، وفي حال اتخذت قطر هذا الخيار ستخف إيرادات الحكومة القطرية بشكل كبير في فترة حساسة تحاول خلالها الصمود ودعم القطاعات الاقتصادية في وجه تداعيات انتشار فيروس كورونا، وقد يؤدي خفض الانتاج إلى تراجع قطر إلى المركز الثاني خلف أستراليا في لائحة كبار مصدري الغاز الطبيعي ما يمكّن الأخيرة من توسيع حصتها السوقية.

الأسعار السلبية

وفي حال اختارت قطر عدم خفض الانتاج وأجبروا الشحنات على الذهاب إلى أوروبا عبر تخفيض الأسعار، يوضح بروس أن هوامش الربحية حتى للمنتجين الأقل تكلفة ستصبح مهددة ما سيؤدي إلى انهيار أكبر في أسواق الغاز وسيؤدي في النهاية إلى تكرار سيناريو خام غرب تكساس والأسعار السلبية، وستكون أسعار الغاز السلبية مدمرة بشكل خاص للمشغلين الأميركيين الذين بدأوا الإنتاج مؤخراً ولا يزالون مثقلين بنفقات باهظة. 

في معركة الحصول على حصة في السوق، ستكون لقطر ميزة على منافسيها، إذ ينتج مصنعها في رأس لفان ثالث أرخص غاز طبيعي مسال في العالم، وفقاً لشركة ريستاد إنرجي، ومع ذلك، فإن اتجاه قطر نحو خيار خفض الأسعار قد يؤدي إلى بقاء شحنات الغاز عالقة في قطر ما قد يجبرها على إيقاف عمليات الانتاج وليس فقط خفض الانتاج.