لبنان: شركات النفط غائبة حتى اليوم عن دورة التراخيص الثانية

  • 2020-05-16
  • 12:26

لبنان: شركات النفط غائبة حتى اليوم عن دورة التراخيص الثانية

التسونامي النفطي الذي يضرب العالم يبدل أجندة شركات النفط

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

بدل "التسونامي النفطي" الذي يضرب العالم أجندة شركات النفط وباتت أولوياتها اليوم واضحة وهي تخفيض الانتاج، البحث عن أوفر الطرق لتخزين النفط، تركيز الاستثمارات على الآبار المنتجة وفي المناطق ذات البنية التحتية الجاهزة للتصدير، وتخفيض الاستثمارات بشكل كبير في الدول التي لا تزال في مراحل الاستكشاف او مراحل التطوير الأولى.

لبنان حتى اليوم لا يتمتع بأي من المقومات التي تضعه على سلم أولويات الشركات خصوصاً بعد عدم اكتشاف أي كميات تجارية في البئر الاستكشافية الأولى في البلوك الرقم 4، فلا يستدعي هذا الواقع المستجد تغيير وزارة الطاقة لأولوياتها أسوةً بالدول المنتجة وشركات النفط وتأجيل دورة التراخيص الثانية ؟ أما أن هناك "كونسورتيوم" تحت الطاولة قد يشكل مفاجأة ويقدم عرضاُ إلى إحد البلوكات في اللحظات الأخيرة ؟

لا عروض حتى 15 أيار\مايو

وعلم "اوّلاً- الاقتصاد والأعمال" أنه حتى تاريخ 15 أيار/مايو الحالي لم تتقدم أي شركة أو كونسوتيوم للمشاركة في دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان مع أن الموعد النهائي المحدد هو الأول من حزيران/يونيو المقبل. أما وزارة الطاقة والمياه فلا تزال غائبة عن إعلان موقف واضح من مصير الدورة على الرغم من تراجع رغبة الشركات المهتمة، والقرار الوحيد الذي اتخذته الوزارة هو للسماح للشركات بتقديم عروضها "أونلاين" قبل اسبوعين من انتهاء مهلة التقديم وذلك نظراً إلى استمرار إقفال مطار بيروت.

تراجع حماسة الشركات

الشركات الفائزة في البلوكين 4 و9 وهي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية أبلغت بوضوح عدم نية المشاركة في دورة التراخيص الثانية وذلك بعد أن كانت متحمسة مطلع العام الحالي على المشاركة.

الشركات الصينية التي شكلت كونسورتيوم من 3 شركات للمشاركة في الدورة والتي كانت أكبر المتحمسين خاصة للبلوك الرقم 5 والتي طلبت من الوزارة تأجيل الدورة مطلع العام الحالي لإتمام ملفاتها بعيدة اليوم كل البعد عن التواصل مع الهيئة والوزارة وغابت عن السمع.

شركات النفط الأميركية التي تحدثت مراراً السفيرة الأميركية في لبنان عن رغبتها في المشاركة في أنشطة الاستكشاف والتنقيب في لبنان غارقة اليوم في أزماتها وفي إدارة ملفات ديونها مع المصارف الأميركية.

والشركات الأخرى التي اشترت الداتا الخاصة بالبلوكات الخمسة المعروضة للتلزيم ومنها "بي.بي" البريطانية و"بتروناس " الماليزية  و"قطر للبترول" وغيرها، كذلك لم تتواصل مع الهيئة والوزارة منذ انتشار فيروس كورونا ما يسمح بالاستنتاج أنها غير مهتممة حالياً. 

انعكاسات السير بالدورة في موعدها

الخوف اليوم هو اتجاه وزارة الطاقة والحكومة للسير بالدورة في موعدها، وفي حال اتخاذ هذا الخيار لأسباب سياسية أو غيرها احتمالين يلوحان في الأفق.

الأول، عدم تقديم أي كونسورتيوم للدورة ما يُعتبر مضر في مسيرة استكشاف النفط والغاز في لبنان التي لا تزال في خطواتها الأولى.

الثاني، تقدم كونسورتيوم واحد فقط للدورة وعلى الأرجح أن يكون للبلوك الرقم 5 وهو أكبر البلوكات، وهنا يمكن الخطر إذ إن الكونسورتيوم وفي الظروف الحالية قد يفرض شروطه على الدولة اللبنانية إما لجهة تقاسم العوائد مع الدولة أم لجهة الشروط الأخرى.

والجدير ذكره أن الحكومة اللبنانية تقوم بمفاوضة الكونسوتيوم حول الشروط قبل توقيع عقد الاستكشاف والتنقيب لكن هامش المفاوضة أمام الدولة في الظروف الحالية سيكون ضيقاً. 

التأجيل هو الحل المنطقي

وبعيدأ عن المزايدات السياسية أو المصالح المبطنة يبقى الحل اليوم بتأجيل دورة التراخيص الثانية في ظل الوضع غير الملائم في أسواق النفط حتى مطلع العام المقبل، ما يعطي الشركات مهلة كافية لإعادة تقييم أوضاع السوق ودراسة خططها وتوجهاتها الاستثمارية.