"صندوق الاستثمارات العامة" السعودي: 5 مذكرات تفاهم حول السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني

  • 2022-03-23
  • 08:57

"صندوق الاستثمارات العامة" السعودي: 5 مذكرات تفاهم حول السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني

وقّع "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي 5 مذكرات تفاهم غير ملزمة مع شركات سعودية، تمثل أولى الشراكات المرتقبة للسوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويأتي توقيع المذكرات بعد إعلان الصندوق مع مجموعة "تداول" السعودية عن مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني في أيلول/سبتمبر 2021، الذي أشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالدور الرائد للمملكة في المنطقة لمواجهة تحديات تغيّر المناخ وتحفيز المؤسسات على تقليل انبعاثاتها الكربونية، وامتداداً لجهودها في هذا المجال الرامية إلى المساهمة في تحسين البيئة وتقليل الآثار السلبية الناجمة من التطور الحضري، بالإضافة إلى مع ما أعلنه خلال منتدى مبادرة "السعودية الخضراء"، عن استهداف المملكة للوصول للحياد الصفري في العام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوُّعها الاقتصادي، مما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق "رؤية المملكة 2030".

وجاء الإعلان عن الاتفاقات خلال حفل توقيع أقامه "صندوق الاستثمارات العامة"، شمل كلاً من "أرامكو السعودية"، و"الخطوط السعودية"، وشركة "أكوا باور"، وشركة "معادن"، وشركة "إنوا" التابعة لـ"نيوم" ("الشركاء"). وتتضمن المذكرات مساهمة الشركات المذكورة إلى جانب "صندوق الاستثمارات العامة" بتطوير سوق طوعية لتداول الائتمان الكربوني، عبر توريد وشراء وتداول أرصدة الكربون، وذلك بمجرد تأسيس السوق الذي من المتوقع أن يكون في العام 2023، ومن المتوقع انضمام المزيد من الشركاء خلال الفترة المقبلة قبل جولة أولية من المزادات بحلول الربع الأخير من العام الحالي.

وإلى جانب إطلاق السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني، سيتم العمل على ربط أرصدة الكربون بطلبات الشراء من المستثمرين والشركات والمؤسسات التي ترغب في خفض انبعاثات الكربون، عبر تعويض الانبعاثات التي تولدها، وبالتالي مساهمة السوق بشكل فعّال للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني.

وستسعى السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني للحصول على أرصدة ذات درجات عالية من الجودة.

وتتمتع الشركات والمؤسسات في المملكة بمكانة فريدة تؤهلها لتوريد وشراء أرصدة الكربون المعتمدَة العالية الجودة، حيث من المتوقع أن تمكن السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني المستثمرين والشركات في أنحاء المنطقة كافة من تحقيق طموحاتهم لتقليل أو تحييد أثرهم الكربوني.

وقد شهدت أسواق الكربون نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة في مختلف أنحاء العالم، حيث سجلت معدل نمو سنوياً مركباً يزيد على 30 في المئة، مما رفع قيمة هذه الأسواق لأكثر من مليار دولار وفقاً لبيانات شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ويتوقع أن تصل إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2030.

وتماشياً مع "رؤية المملكة 2030"، أطلق "صندوق الاستثمارات العامة" مؤخراً إطاره التنظيمي للتمويل الأخضر، الذي يشمل عدداً من المبادرات التي تدعم هذا التوجه، بما في ذلك تأسيس سوق طوعية لتداول الائتمان الكربوني.

الرميان: نسهم في دعم جهود المملكة لتعزيز الاستثمار والابتكار لمواجهة تأثير التغير المناخي

وفي هذا السياق، قال محافظ "صندوق الاستثمارات العامة" ياسر الرميان إن مساهمة الكيانات الوطنية الرائدة تأتي كدليل قوي على القدرات المرتقبة التي ستتميز بها هذه السوق.

وأضاف الرميان أن "صندوق الاستثمارات العامة" يسهم في دعم جهود المملكة لتعزيز الاستثمار والابتكار لمواجهة تأثير التغير المناخي، وتحقيق الحياد الكربوني الصفري في المملكة بحلول العام 2060.

الناصر: أرصدة الكربون تمثّل أداة مهمة وفعّالة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية

بدوره، قال رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر إن الشركة تعتز بكونها شريكاً في هذه المبادرة الرائدة على مستوى الشرق الأوسط، والتي أطلقها "صندوق الاستثمارات العامة" لتأسيس منصة تداول أرصدة الكربون الطوعية، والتي تتماشى مع طموحها لتحقيق الحياد الصفري للنطاقين (1 و2) في الانبعاثات الكربونية، وذلك في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050.

وأضاف الناصر أن أرصدة الكربون تمثل أداة مهمة وفعّالة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية ضمن الجهود العالمية الرامية لمواجهة التغيّر المناخي.

العمر: نتطلع للتعاون مع السوق الجديدة

أما المدير العام لمجموعة "الخطوط السعودية" إبراهيم العمر فقال إن "الخطوط السعودية" تقوم بدور محوري في مبادرة تعويض الكربون وتسهم في جهود الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن  مشاركة "السعودية" في سوق الكربون الطوعية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعدّ حدثاً بارزاً في مسيرة الناقل الوطني.

وأكد العمر التطلع قدماً للتعاون مع السوق الجديدة التي تعدّ من المبادرات المبتكرة لصندوق الاستثمارات، والتي ستسهم في ازدهار مستقبل المملكة.

أبونيان: لضرورة اتخاذ إجراءات حازمة من أجل الحدّ من الانبعاثات الكربونية

من جهته، شدد رئيس مجلس إدارة "أكوا باور" محمد أبونيان على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة من أجل الحدّ من الانبعاثات الكربونية لتحقيق هدف الحياد الكربوني على المستوى العالمي.

وأضاف أبونيان أن إطلاق السوق الطوعية للائتمان الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيمارس دوراً مهماً في تحقيق هذا الهدف إلى جانب معالجة تحديات تغير المناخ، مع السماح للمستثمرين من القطاع الخاص والشركات والمنظمات غير الحكومية بتعويض انبعاثاتهم الكربونية، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي لتجارة الكربون.

ولفت النظر إلى أنه وانطلاقاً من دورها في دفع مسيرة تحول الطاقة من خلال التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة وتحلية المياه والهيدروجين الأخضر، لدى "أكوا باور" دور مهم تسعى إلى القيام به، معرباً عن فخره بأن تكون الشركة من أوائل الشركاء الذين يسهمون في تنفيذ خريطة الطريق التي تسعى من خلالها رؤية المملكة إلى إنجاز جهودها الطموحة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.

ويلت: نحرص على مواكبة الرؤية الطموحة لقيادة المملكة  في حماية البيئة

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "معادن" روبرت ويلت إن الشركة تحرص دائماً على مواكبة الرؤية الطموحة لقيادة المملكة في أن تكون من الرواد في حماية البيئة ليس محلياً وحسب، ولكن إقليمياً وعالمياً من خلال مبادرة "السعودية الخضراء" وغيرها من المشاريع الرامية للحدّ من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات الكربون مبيناً أن من أهم هذه المبادرات الشراكة الاستراتيجية بين "معادن" و"صندوق الاستثمارات العامة" لإطلاق السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعدّ خطوة مهمة نحو تمكين المملكة والمنطقة من المساهمة في معالجة التحديات التي يفرضها تغير المناخ العالمي، والتي تهدف لرفع جودة الهواء وتعزيز صحة الكوكب.

وأكد ويلت مواصلة العمل بشكل وثيق مع "صندوق الاستثمارات العامة" ودعم المبادرة من خلال توفير أرصدة الكربون لدعم طموحات المملكة المناخية وتحقيق هدف الشركة المتمثل في الوصول بالانبعاثات الناتجة عن عملياتها إلى مستويات صفرية بحلول العام 2050.

تيريوم: نعمل على الالتزام بمبادئ الاستدامة البيئية

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "إنوا" التابعة لشركة "نيوم" بيتر تيريوم أن "نيوم" منذ لحظة تأسيسها تحافظ على الالتزام بمبادئ الاستدامة البيئية التي تعزز الممارسات المستدامة والمتجددة، مشيراً إلى أن عملية التخلص من الانبعاثات باستخدام التقنيات الحالية يشكل عبئاً مالياً كبيراً، خصوصاً عندما لا يكون القضاء على مصادر معينة للانبعاثات بشكل كامل أمراً محسوماً على المدى القريب مما يستدعي الحاجة إلى إيجاد حل عملي على المدى المتوسط.

وأضاف تيريوم أن جميع القطاعات في "نيوم" تعمل بتناغم تام لتسريع وتيرة التقدم في ابتكار تقنيات الحدّ من الكربون وإزالته، ودعم جهود المملكة العربية السعودية للوصول إلى الحياد الكربوني، وهو ما سيكون له تأثير بالغ الإيجابية على البيئة.

ولفت النظر إلى أنه لتعزيز هذا التوجه أُعلن مؤخراً عن إنشاء شركة "إنوا" المتخصصة في الطاقة والمياه، حيث تتولى إدارة هذا المسار في الشركة، مشيراً إلى أن الإعلان عن أول شراكة للحدّ من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتكامل مع أهداف أعمالها ورؤيتها للاستدامة، مؤكداً التطلع إلى أن تكون هذه المبادرة مصدر إلهام للقيادات الأخرى في المحيط الإقليمي.