الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الغاز يبقى الأقوى

  • 2020-10-15
  • 15:37

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الغاز يبقى الأقوى

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

 

يواجه الطلب على الغاز أكبر صدماته منذ الأزمة العالمية الشهيرة ما بين العامين 2003 و 2005، لكن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات على صعيد استثمارات الغاز المقررة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كذلك فإن للحكومات دوراً أساسياً في المشاريع الاستثمارية المقررة في القطاع. هذه الأفكار وغيرها، كانت خلاصة الحلقة النقاشية(webinar) التي نظمتها أبيكورب للتعليق على تقريرها الأخير حول توقعات استثمارات الغاز والبتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأعوام 2020- 2024.

وخلال مداخلتها، سلطت ليلى بنعلي رئيسة الخبراء الاقتصاديين في أبيكورب الضوء على أبرز المتغيرات التي يشهدها القطاع، موضحة أن الغاز يواجه اليوم أكبر الصدمات على صعيد الطلب الذي انخفض بنسبة 4 في المئة على أساس سنوي، في حين تراجع الطلب على الغاز خلال الأزمة العالمية سنتي 2003-2004 بنسبة 2 في المئة فقط، متوقعة أن تتسبب الأزمة العالمية الحالية (2020) في انخفاض معدل النمو السنوي في الطلب العالمي على الغاز بين سنتي 2020 و2025 إلى 1.5 في المئة، وذلك مقارنة بتوقعات النمو قبل جائحة فيروس كورونا المقدّرة بـ 1.8 في المئة، لكنها لفتت الانتباه إلى أن استثمارات الغاز المقررة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستزيد بنسبة 29 في المئة عن توقعات تقرير العام الماضي.

وأضافت بنعلي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستشهد نمواً في الطلب على الغاز بنسبة تتراوح ما بين 3.8 و4 في المئة مقارنة بـنمو بلغ 6 في المئة خلال سنة 2019، وأن الحكومات تلعب دوراً أساسياً في المشاريع المقررة والمخطط لها، إذ بلغت الاستثمارات الحكومية في مشاريع الغاز المقررة والمخطط لها 92 في المئة و72 في المئة في قطاع البتروكيماويات.

من ناحيته، عرّج مصطفى عوكي، زميل أبحاث أقدم في معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة، على موضوعات عدة من بينها الاستثمارات الحكومية في مشاريع الغاز في وقت تقوم فيه شركات النفط العالمية بخفض النفقات الرأسمالية، ليكون التمويل أشبه بمعاكسة للتقلبات الدورية (counter-cyclical)، كما أشار إلى أهمية الإصلاحات في قطاع الطاقة وخصوصاً إصلاحات الأسعار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ورداً على سؤال عن الدور الذي سيلعبه الغاز في التحول إلى الطاقة المتجدّدة، أجاب عوكي أنّ الطلب على الغاز سيقاوم التغيرات كونه من أبرز الخيارات المتاحة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات لكن في مناخ مختلف أي أنّه على الدول إعادة النظر في طريقة إنتاج الغاز وتصديره خصوصاً في ما يتعلق بانبعاثات الميثان التي تنتج عنه.

أمّا آن صوفي كوربو رئيسة قسم تحليل الغاز في شركة بريتش بتروليوم، فقد نوّهت بأداء الغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تأثر الطلب بحدّة أقل مقارنة بتأثّره على الصعيد العالمي، وأشارت إلى أنّ توجّه المنطقة بما يختص بالاستثمارات في مشاريع الغاز مختلف أيضاً عن باقي العالم، وذلك نتيجة للدور الأساسي الذي يلعبه الغاز في خطط الدول منها تحويل الغاز إلى طاقة، وتطوير الغاز غير التقليدي، وغيرها.

وأضافت أنّه في ما المتوقّع أن يتراجع الطلب على النفط بنحو النصف في حلول سنة 2050 نتيجة تطبيق خطط تخفيض الانبعاثات الكربونية حتى الصفر، سيحافظ الطلب على الغاز على مستوياته الحالية.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان الهيدروجين سيلعب دوراً أساسياً في التحول إلى الطاقة المتجدّدة، قالت كوربو إنّ هناك استخدامات متعددة ممكنة للهيدروجين في الصناعة والنقل والمباني، ولكن ما هو غير واضح حتّى الساعة ويحتاج إلى العديد من الدراسات، هو كيفيّة تصدير الهيدروجين وتكلفة ذلك.