ماجد الرفاعي من "تكنولوجيات الصحراء": السعودية تحرص على التحول نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة

  • 2022-05-11
  • 13:20

ماجد الرفاعي من "تكنولوجيات الصحراء": السعودية تحرص على التحول نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة

  • كريستي قهوجي

يسعى العالم الحديث إلى التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة في ظل ارتفاع استخدام الطاقة التقليدية مع ما يرافقها من أضرار بيئية ومناخية وصحية تؤثر على حياة الانسان والمجتمعات. وتتجه معظم دول العالم إلى اعتماد خطط وتنفيذ مشاريع طاقوية تسعى من خلالها إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية والوصول إلى صفر كربون خلال الأعوام المقبلة ومنها الدول الخليجية التي تتكل بشكل ملحوظ على التوسع في هذا القطاع وتطويره وزيادة إنتاجيته.

التحول نحو الطاقة النظيفة

وفي هذا السياق، يقول الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في مجموعة "تكنولوجيات الصحراء" السعودية ماجد الرفاعي إن السعودية حرصت حرصاً تاماً على التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة خلال السنوات القليلة الماضية عبر إنشاء برنامج الملك سلمان للطاقة المتجددة والذي يشمل مشاريع عدة في المملكة تم الإعلان عنها سابقاً، مشيراً إلى أنها تعتبر الأكبر في المنطقة وبمعدل سعة أكثر من 60 جيغاوات تتنوّع ما بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النظيفة. ويضيف الرفاعي أنه خلال مؤتمر الاستثمار الدولي الذي عقد في مدينة الرياض بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن المبادرة الخضراء للمملكة بالإضافة إلى خطة التحول السعودية نحو دولة خالية من الكربون في العام 2050، مشيراً إلى أن هناك مبادرات متلاحقة ليس في المملكة وحدها بل في كل دول الخليج حيث إن للإمارات دوراً ممتازاً في الطاقة النظيفة بالإضافة إلى سلطنة عمان وقطر والكويت والبحرين التي تتجّه كلها نحو الطاقة المتجددة، لافتاً النظر إلى أن المملكة خطت خطوات مهمة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال الخطة في العام 2030 والخطة الثانية في العام 2050.

مساهمة القطاع الحكومي والقطاع الخاص

وحول مساهمة القطاع الحكومي والقطاع الخاص في المملكة في التحول إلى الطاقة النظيفة، يوضح أن الترابط بين القطاعين يعتبر مربضاً أساسياً لنجاح أي منظومة عمل سواء داخل السعودية أو خارجها، معتبراً أن السياسات والتشريعات التي تسهل عمل القطاع الخاص مع القطاع الحكومي هي أحد أهم خطوات النجاح للمضي قدماً في مشاريع الطاقة المتجددة، موضحاً أنه تم تقسيم قطاع الطاقة المتجددة إلى 6 قطاعات أساسية في المملكة وهي تشمل مزارع الطاقة المتجددة مثل مشروع سكاكا في شمال المملكة بسعة 300 جيغاوات ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح بسعة 400 ميغاوات، وقطاع المباني الحكومية والقطاع التجاري والقطاع السكني والقطاع الزراعي والقطاع الصناعي. ويشير إلى أن منظومة الربط بين هذه القطاعات تأتي بتشريعات تكون مبنيّة على أسس حديثة تخدم القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ خطة المملكة 2030 وجعلها من الدول الرائدة في الطاقة وتصبح دولة مصدّرة للطاقة كما أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

التحديات

وحول التحديات التي تواجه قطاع الطاقة النظيفة، يقول إنه أثناء جائحة كورونا كانت هناك أزمة غير متوقعة ولكنه جرى تدارك الموقف، موضحاً أنه كان هناك ارتفاع في أسعار المواد الأولية ووفرتها وحركة النقل ما بين القطاعات المختلفة وسلاسل الإمداد وكلها كانت خارجة عن إرادة المصانع في المنطقة، لافتاً الانتباه إلى أن المملكة تسعى لوضع خطة حثيثة لتوطين صناعة الإمداد بهدف الحدّ من عملية الاعتماد على دول أخرى في توفير المواد الخام للتصدير، معتبراً أن أكبر التحديات التي تواجه القطاع هي العمليات اللوجيستية ومتغيّرات العالم سواء أكانت سياسية أو اقتصادية.

نمو عمليات تصنيع ألواح الطاقة الشمسية

وفي ما يتعلّق بنمو عمليات تصنيع ألواح الطاقة الشمسية في المنطقة بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص، يرى الرفاعي أن مصنع "تكنولوجيات الصحراء" يعتبر الأول في المملكة المصدّر إلى الخارج، مشيراً إلى أنه بحسب البيان الأخير الصادر عن "صندوق التنمية الصناعية" السعودي هناك 9 مصانع لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية داخل المملكة بطاقات إنتاجية متفاوتة ومختلفة من مصنع إلى آخر، ناهيك عن المصانع الموجودة في الدول الأخرى كدولة الإمارات ضمن خطة التوسع وفي الأردن الذي يعتبر من أوائل الدول العربية التي قطعت شوطاً كبيراً في عملية التطوير والمقاولات والتصنيع بحيث إن المصانع الأردنية تعتبر من أجود المصانع العالمية في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية.

مجموعة "تكنولوجيات الصحراء"

ويذكر أن مجموعة "تكنولوجيات الصحراء" هي مجموعة سعودية باستثمار أجنبي تأسّست في العام 2011 وكانت تهدف في ذلك الوقت إلى تطوير مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة، مشيراً إلى أنها تأسّست على 3 قطاعات أساسية وهي قطاع التطوير وقطاع المقاولات وقطاع التصنيع، لافتاً النظر إلى أن قطاع التطوير نجح في الحصول على مشاريع عدة في مصر والأردن بسعات مختلفة، مضيفاً أن للشركة في قطاع المقاولات باعاً طويلاً داخل المملكة وخارجها في مشاريع وفي أحجام مختلفة وهي من أوائل الشركات في المنطقة التي استطاعت أن تدخل في مجال المقاولات، معتبراً أن مصنع "تكنولوجيات الصحراء" أول مصنع ينتج ألواح الطاقة الشمسية في المنطقة في العام 2018 وهو متواجد في مدينة جدة ويخدم قطاعات ودولاً عدة، موضحاً ان الطاقة الإنتاجية للمصنع تفوق 300 ميغاوات في السنة مع وجود قابلية لزيادتها لأكثر من ذلك بهدف استيفاء طلبات السوق المحلية والعالمية.

المشاريع المستقبلية

ويلفت الانتباه إلى أن تركيز المجموعة الكلي نحو التطوير والمقاولات والتصنيع، مشيراً إلى أنها نجحت مؤخراً في التوصل إلى شراكة مع شركة "سيمنس" الألمانية لتأسيس ذراع استثمارية حيث ستملك مجموعة "تكنولوجيات الصحراء" حصة 50 في المئة للتطور مستقبلاً في أسواق عالمية عدة، مضيفاً أن هناك ثقلاً في قطاع التصنيع حيث تم تصدير منتجات الشركة إلى ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية واليونان وأميركا اللاتينية، موضحاً ان ذلك تم بفضل دعم جهات عدة ومنها القطاع الحكومي الذي ساهم في إنتاج المصنع السعودي وجعله رائداً من ناحية الجودة والجدوى وإمكانية الوصول. يذكر أن الشركة تسعى للتوسع الجغرافي في ظل وجود الدعم والدراسات المتقنة الخاصة بالتوسع نحو الأسواق العربية والعالمية.

توجهات المجموعة نحو التحول للطاقة النظيفة

وحول توجهات مجموعة "تكنولوجيات الصحراء" للتحول نحو الطاقة المتجددة، يشير الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في مجموعة "تكنولوجيات الصحراء" السعودية ماجد الرفاعي إلى أنها تتماشى كلياً مع توجهات المملكة العربية السعودية 2030 في التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، معتبراً أن المجموعة من أوائل المبادرين في مبادرة "السعودية الخضراء"، مضيفاً أن الإمكانات الحالية للشركة في تصنيع الطاقة النظيفة باستخدام طاقة من طبيعة الأرض في المملكة التي تمتلك خيرات كثيرة ما يجعل الأمر محفّزاً كبيراً للمجموعة لوضع خطط تتماشى مع "رؤية المملكة 2030" لتكون بمصافي الشركات والمجموعات الأولى من القطاع الخاص التي تشارك وتنفّذ في مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة.