الشركات المتقدمة تكنولوجياً نحو اعتماد الجيل الجديد من الابتكارات الرقمية "التقارب"

  • 2021-10-27
  • 12:58

الشركات المتقدمة تكنولوجياً نحو اعتماد الجيل الجديد من الابتكارات الرقمية "التقارب"

بحث عالمي لشركتي "ألتيميتر" و"أوتوديسك"

كشفت شركتا "ألتيميتر" و"أوتوديسك"عن نتائج مشروعهما البحثي العالمي الذي أظهر توجّه الشركات المتقدمة تكنولوجياً نحو اعتماد الجيل الجديد من الابتكارات الرقمية المعروف باسم التقارب، والتي ظهرت بنتيجة الحاجة الملحّة التي فرضتها أزمة "كوفيد -19" لاعتماد الممارسات المبتكرة على نطاق واسع، بما فيها حلول التواصل الافتراضي، والتفاعل الرقمي المُخصص، وتصميم النماذج التفاعلية، وتقنيات بناء النماذج السريعة، والتعاون الفعال.

فئتان من الشركات

واستطلع البحث آراء 749 من قادة الشركات العالمية في قطاعات الهندسة والهندسة المعمارية والبناء، والتصميم والتصنيع، والإعلام والترفيه، وتوصّل إلى أن الاضطرابات الناتجة عن الأزمة الصحية قادت إلى نشوء فئتين مختلفتين من الشركات وهي: الفئة الأولى التي تضمّ الشركات الناشئة تكنولوجياً، والتي تواجه صعوبات في اعتماد هذه الممارسات المبتكرة وتحاول مجاراتها، والفئة الثانية التي تشمل الشركات الأكثر تقدّماً من الناحية التكنولوجية، والتي نجحت باعتماد أحدث الممارسات المبتكرة واستفادت منها لتنمية أعمالها. وتتميز هذه الفئة باستعدادها لاعتماد الجيل الجديد من الابتكارات الرقمية المعروفة باسم التقارب.

ماذا يعني مصطلح "التقارب"؟

وأشار البحث إلى أن مصطلح التقارب يعني دمج التقنيات والعمليات والبيانات المنفصلة لإنشاء مجموعة جديدة من المنتجات والخدمات والتجارب التي تعيد رسم ملامح الهيكليات والعمليات القائمة في القطاع، لافتاً النظر إلى أن غالبية الشركات تنظر اليوم إلى التقارب على أنه توجّه سيؤثر على عملياتها بشكل أو بآخر.

58 % من المشاركين في البحث يفكرون باعتماد التقارب

وأفاد البحث أن 58 في المئة من المشاركين فكّروا باعتماد التقارب، أو أشاروا إليه بوصفه أحد أهم العوامل الرئيسية لسير أعمالهم. وتتمثل إحدى أبرز نتائج الدراسة بوجود تناسب طردي بين مستوى التقدم التكنولوجي للشركة ومدى ثقتها بقدرة التقارب على التأثير على عملياتها.

5 مراحل

وسعياً لتحديد مستوى التقدّم الرقمي للشركات، طُلب من المشاركين في الدراسة اختيار المرحلة التي تناسب واقع شركاتهم مما يلي:

- المرحلة 0: "التحول الرقمي ليس أولوية بالنسبة لنا، ولا نتوقع أن نضيفه إلى أولوياتنا على المدى القصير".

- المرحلة 1: "بدأنا للتو بدراسة جدوى التحول الرقمي".

- المرحلة 2: "نحن في بداية مرحلة استيعاب تجربة العملاء وتعزيز قدراتنا الرقمية وتخطيط العمليات، ونشهد إقبالاً من المستخدمين الأوائل".

- المرحلة 3: "بدأنا رقمنة عملياتنا على نطاق واسع، إلا أن عمليات تحديث المنصات والعمليات تجري على مستوى الأقسام".

- المرحلة 4: انتهينا من رقمنة العمليات، ونركّز حالياً على دمجها لتمكين استخدام البيانات وفق منهجية استراتيجية أفضل على مستوى الشركة".

- المرحلة 5: "نجحنا بإرساء أساس رقمي قوي، ونركّز الآن على الاستفادة من البيانات وقدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات والمنتجات والخدمات وتجارب العملاء".

59 % من الشركات ذات مستوى التقدم التكنولوجي الأعلى: التقارب أحد أهم العوامل المؤثرة على أعمالنا

وأشار 59 في المئة من الشركات ذات مستوى التقدم التكنولوجي الأعلى (المرحلة 5) إلى أن التقارب يمثّل أحد أهم العوامل المؤثرة على أعمالها. وتتراجع نظرة الشركات إلى أهمية التقارب توازياً مع تراجع مستواها الرقمي، ويعد ذلك نتيجة منطقية، نظراً الى ان الشركات الأقل تقدماً من الناحية التكنولوجية لا تزال تعمل على مواكبة التقدّم، وتواجه صعوبات في اعتماد الممارسات والابتكارات المتقدمة التي تُشكل حجر أساس في مسيرة التحول الرقمي.

وذكر أن هذه النتائج لا تعني أن الشركات الأقل تقدماً من الناحية التكنولوجية يتعيّن عليها انتظار الارتقاء إلى مستويات متقدمة قبل بدء الاستعداد لاعتماد التقارب، بل من الضروري في الواقع بناء أسس التقارب في مراحل مبكّرة قدر الإمكان حتى تتمكن الشركات من تحقيق التقدّم الرقمي فعلياً وجني ثمار هذا التوجه الجديد.

وأوضح أن الخطوة الأولى لبناء أسس التحول الرقمي تتمثّل في استيعاب مختلف مجالات التقارب، وتحديد الفئات ذات الأثر الأكبر على الشركات.

4 مستويات من التقارب

كما سلّط البحث الضوء على 4 مستويات من التقارب:

- تقارب العمليات: يتيح ربط العمليات ومسارات العمل المنفصلة في مختلف أقسام الشركة بهدف تعزيز الكفاءة والوصول إلى أهداف متكاملة.

- تقارب التكنولوجيا: يتم العمل على تحقيق التقارب بين التقنيات المختلفة، مثل الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وإدارة سلسلة التوريد والواقع الافتراضي والمُعزز، بهدف تطوير حلول واستخدامات جديدة.

- تقارب البيانات/المعلومات: يوفّر هذا التقارب وصولاً أفضل إلى البيانات/المعلومات المنفصلة سابقاً، فضلاً عن تمكين استخدامها على مستوى الشركات والقطاع بهدف دعم مجموعة جديدة من المنتجات والخدمات.

- تقارب القطاع: أضحت القطاعات المستقلة في السابق أكثر تشابهاً وتواصلاً في ما بينها، الأمر الذي يفيد في توفير المزيد من فرص تعزيز القيمة.

ويساعد تحديد مستويات التقارب في وضع مخطط لتأثير كل منها والاختلافات التي تشهدها بحسب كل قطاع.

التحديات

وأشار البحث إلى أنه على الرغم من أن فوائد التقارب تظهر بوضوح في جميع مستويات التقدم الرقمي، تواجه العديد من الشركات صعوبات في تطبيق الإجراءات اللازمة للوصول إلى تلك الفوائد بالكامل، ذاكراً أبرز التحديات في هذا الإطار:

- الثقافة المؤسسية: تمثّل مقاومة التغيير مشكلة شائعة لدى الكثير من الشركات، وبخاصة الشركات الكبيرة التي تعتمد على أنظمة وممارسات تقليدية.

- توافر البيانات اللازمة لتعلّم الآلة: يمثّل الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في تمكين الكثير من عمليات التقارب المبتكرة. ولأن الذكاء الاصطناعي يُجسد أداة تكنولوجية قوية تفيد في تعزيز الكفاءة، من الضروري الحرص على تطبيقها بالصورة الصحيحة وتفادي الأخطاء، إذ يمكن لتغذية آلات الذكاء الاصطناعي ببيانات قديمة أو منحازة أن يؤدي إلى أثر سلبي متضخّم يقود الآلة إلى تعلّم المهام وتنفيذها بشكل خاطئ.

- التصميم المتوافق مع التقارب: يفرض التقارب على مصممي ومخططي المشاريع التحلي بعقلية أوسع وأكثر ابتكاراً وانضباطاً بالمقارنة مع العمليات السابقة، وهو ما يتطلب التدريب على استخدام الأدوات التي تدعم هذه العقلية واستيعاب خواصها المختلفة.

- توظيف المواهب الأمثل: كما هي الحال بالنسبة الى الابتكارات الأخرى، يُعتبر توظيف المواهب المتوافقة مع متطلبات التقارب تحدياً كبيراً، نظراً الى قلة توافر هذه المواهب والطلب الكبير عليها خلال المراحل الأولى من هذا التوجّه الجديد.

ستيرن: تقارب العمليات والبيانات والتكنولوجيا يؤثر على معظم العمليات الداخلية للشركات

وفي هذا السياق، قال خبير استراتيجيات التكنولوجيا لدى "أوتوديسك" أليكساندر ستيرن: "يقدّم فهم خواص التقارب وتوظيفه بالشكل الأمثل لخدمة الشركات أفضلية تنافسية غير مُستغلّة بالشكل الكافي حتى الآن، إذ يؤثر تقارب العمليات والبيانات والتكنولوجيا على معظم العمليات الداخلية للشركات، فيما يقدّم تقارب القطاع المدفوع بالعوامل الخارجية المجال الأكبر للفرص والمزايا، كونه يتيح للقطاعات المنفصلة أو المعزولة وسيلة للتعاون في ما بينها لتحقيق الفائدة المشتركة، ويمكن أن يأخذ هذا التعاون أشكالاً عدة تشمل الشراكات وعلاقات الأعمال ومشاركة الموارد".

 لي: يمكن للشركات تقييم مستوى تقدمها التكنولوجي

ومن جهتها، قالت المؤسس والزميل الأول لشركة "التيميتر" تشارلين لي: "يمكن للشركات تقييم مستوى تقدّمها التكنولوجي وتحديد أولوياتها الاستثمارية، وتوظيف هذه البيانات لتحديد وضعها الحالي ورسم خريطة طريق للتحول الرقمي، الأمر الذي يساعد الشركات على الاستعداد للتأقلم مع مختلف أشكال التطورات التكنولوجية والاستفادة منها لتحقيق الازدهار".