أفريقيا والتحول الرقمي: التكنولوجيا في خدمة الازدهار الاقتصادي

  • 2020-09-15
  • 11:12

أفريقيا والتحول الرقمي: التكنولوجيا في خدمة الازدهار الاقتصادي

  • فادي فرعون

رئيس إريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا

توفر قارة أفريقيا إمكانات استثنائية للاقتصادات النامية، ولكن كيف يمكن للبلدان الأفريقية تسريع عملية تبنيها للرقمنة، والانتقال إلى حقبة جديدة من الازدهار الاجتماعي والاقتصادي؟

يمكن تحقيق ذلك عبر الاستفادة من التقنيات الجديدة التي تسهل إدارة الأعمال وتعزز الإنتاجية وترتقي بالكفاءة على مستوى المجتمع ككل. يؤدي تبني استراتيجيات جديدة لتحقيق التغيير الإيجابي، إلى تسهيل الحياة ويعزز الشمول المالي ويحسن إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحكومية وغيرها من الحاجات الأساسية. ونعمل في إطار اهتمامنا بتسريع عملية التحول الرقمي في أفريقيا، بالتعاون مع عملائنا من مزودي الخدمات وأصحاب المصلحة الآخرين في جميع أنحاء القارة لتمكين القارة الأفريقية تحت شعار AfricaInMotion#.

 

دور الرقمنة في تعزيز النمو

 

نحن نؤمن بدور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) كعامل محفز لعملية التحول الرقمي، حيث تلعب شبكات الهاتف المحمول دوراً حيوياً في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لأفريقيا على الساحة العالمية.

ومع تزايد تأثير البنية التحتية الرقمية والمعاملات على نمو المجتمعات والاقتصادات الأفريقية، لا بد من توسيع نطاق الوصول إلى النطاق العريض الأقل التكلفة ليشمل أكثر من مليار فرد وسد "الفجوة الرقمية" وتمكينهم من جني فوائد الاقتصاد الرقمي.

يوضح لنا تقرير الاتصالات المتنقلة من إريكسون أنه بحلول عام 2025، من المتوقع أن تكون 77 في المئة من الاشتراكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مخصصة للنطاق العريض المتنقل، بينما ستزداد اشتراكات النطاق العريض المتنقل في أفريقيا جنوب الصحراء لتصل إلى حوالي 72 في المئة من اشتراكات الهاتف المتنقل.

نحن في إريكسون مدفوعون، عبر التزامنا بالابتكار وخبرتنا الطويلة في قطاع الاتصالات بأفريقيا، لتقديم حلول تقنية من الجيل التالي في أفريقيا. ومن المتوقع أن يساهم ذلك في إحداث تغييرات شاملة على مستوى الإنتاج الصناعي، إضافة إلى السماح بالوصول السلس إلى الخدمات المجتمعية وتزويد الناس بطرق العيش المتناسبة مع بيئتهم.

تجسد عملية سد "الفجوة الرقمية" تحدياً حقيقياً لكل من القطاع العام وقطاع الاتصالات. ما يعزز إمكانات المساهمة في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) في أفريقيا. ولتحقيق ذلك، علينا اتباع استراتيجية مستمرة تخدم العديد من المعايير.

وتبدأ القصة من هنا، حيث نؤمن بأهمية التعليم من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية لأفريقيا عبر وضع الأسس المناسبة لإنتاج منظومة متكاملة. ونحن ملتزمون بمتابعة جهودنا لدعم التعليم في أفريقيا، حيث يشرفنا التعاون لمدة ثلاث سنوات مع اليونيسف لرسم خارطة الاتصال للمدارس في 35 دولة بحلول نهاية عام 2023. وستدعم شراكتنا مبادرة جيجا التابعة للأمم المتحدة، وهو برنامج عالمي تقوده اليونيسف والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) يهدف إلى ربط جميع المدارس بالإنترنت.

ومن الأمثلة الأخرى على دورنا في دعم جهود التعليم، برنامج "الاتصال للتعلم" وهو عبارة عن مبادرة لتوصيل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) في المدارس، لاسيما في ظل ضعف الموارد، لتحسين الجودة والوصول إلى موارد التعليم والتعلم بطريقة آمنة وفعالة من حيث التكلفة وسهلة الاستخدام، اعتماداً على قوة الاتصالات المتنقلة والنطاق العريض والحلول السحابية. ساهمنا منذ عام 2008 في ربط أكثر من 500 ألف مواطن وطالب ومعلم في القرى النائية في 10 دول ضمن منطقة جنوب الصحراء، بأدوات التكنولوجيا وموارد التعلم الرقمية والأشكال التفاعلية الجديدة لطرق التدريس.

إضافة إلى ذلك، تؤكد مبادرة "إريكسون للتعليم" التي تم الإعلان عنها مؤخراً بالتعاون مع اليونسكو، التزامنا بدعم جهود التعليم. وقد تم إطلاق هذه المبادرة إثر انتشار جائحة COVID-19 حيث أطلقت اليونسكو وإريكسون بوابة جديدة لتعليم الأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي AI. ويعتبر برنامج تدريس الذكاء الإصطناعي، بمثابة برنامج تعليمي يتضمن بوابة مهارات ذكاء اصطناعي (AI) مجانية ومتعددة اللغات يمكن للآباء والمعلمين الوصول إليها من أي مكان في العالم.

 

التزامنا تجاه أفريقيا

 

إن معالجة الفجوة الرقمية، والاستمرار في تطوير بنية تحتية فعالة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز الاستدامة، والابتكار، والتعليم وريادة الأعمال أمر بالغ الأهمية لتحسين دور التكنولوجيا في تعزيز المرونة والنمو الشامل في إفريقيا. وستشهد أفريقيا نقلة نوعية على جميع المستويات مع تغييرات جديدة في العديد من المستويات مثل الرعاية الصحية الرقمية وخدمات الحكومة والتعليم الإلكتروني؛ ما سيؤدي إلى تسريع عمليات التطور الاقتصادي في أفريقيا. ومع ذلك، فإن التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة في المنظومة يصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لتحقيق هذه الرؤية.

ويعتبر التزامنا تجاه إفريقيا بمثابة عملية تقودها الرقمنة لتحويل كامل المنظومة؛ وتمكين النمو المستدام والتنمية الاقتصادية وتوفير الفرص للجميع.

ونتطلع قدماً لدعم عملائنا في سعيهم المستمر عبر الالتزام بوعودنا، وتقديم أحدث ابتكاراتنا، والاستفادة من مهاراتنا وخبراتنا لصالح التنمية الرقمية في إفريقيا.