النقابات السياحية في لبنان نحو عصيان مدني "سياحي"

  • 2020-08-26
  • 09:26

النقابات السياحية في لبنان نحو عصيان مدني "سياحي"

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

بعد ثلاثة أسابيع على الكارثة التي حلّت بلبنان نتيجة انفجار مرفأ بيروت، عقد اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان مؤتمراً صحافياً حيث كشف عن حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع، وقدّر الاتحاد خسائر القطاع بمليار دولار، مطالباً بـ "مؤتمر دولي شبيه بـ "سيدر" تحت اسم السياحة نبض لبنان".

وشارك في المؤتمر الصحافي في شارع باستور – الجميزة، الشارع الذي يعتبر القلب السياحي النابض للعاصمة، رئيس الاتحاد رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر، أمين عام الاتحاد رئيس نقابة اصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي ونائب رئيس الاتحاد رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري ودور اللهو طوني الرامي وأعضاء الاتحاد ورئيس لجنة تجار الاشرفية انطوان عيد وحشد من اصحاب المطاعم والمؤسسات السياحية في الجميزة ومار مخايل وأعضاء مجلس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان.

 

الأشقر

 

بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الانفجار من أبناء المنطقة المنكوبة، استهل اللقاء بكلمة رئيس الاتحاد بيارالأشقر جاء فيها: "إلى زملائنا وشركائنا الموظفين نقول لهم مصيبتنا كبيرة ولكنها ليست اكبر من الذين خسروا ارواحهم في هذا الانفجار الكبير الذي هزّ لبنان بأسره، لقد أبكونا ولكننا سنبقى واقفين على أرجلنا".
وأضاف: "على الرغم من مرور فترة على ما حصل، لم يتصل وزير السياحة لزيارة المؤسسات السياحية المنكوبة، وعندما تستقيل الدولة نستقيل نحن منها، والمجتمع الدولي ودول العالم وقفت الى جانبنا اكثر من دولتنا، المؤسسات الدولية مهتمة والبنك الدولي اتصل بنا لنقل المتضررين الى فنادقنا والدولة بعيدة وغائبة كلياً".
وختم: "لن ندع بيروت تركع الا للصلاة فقط، انتم ايها الزملاء المسؤولون والقياديون مع الموظفين الذين وقفوا الى جانب مؤسساتهم وهم اليوم موجودون من دون رواتب ومعاشات وبالمساعدات سنكمل الطريق، بيروت لن تركع، لبنان علم السياحة للعالم وسنعيده ركناً اساسياً كما كان في السياحة المميزة، كما سنعيد بيروت الى ما كانت عليه"، كاشفاً عن مقررات تهدف الى انعاش القطاع برمته من دون منة من احد، وسنكون متضامنين في مواقفنا لاننا لم نعد قادرين على تحمّل غباء المسؤولين الذين لم يكترثوا للقطاع السياحي ومطالبه".

 

بيروتي

 

بدوره، قال بيروتي: "باسم الاب والابن، باسم الله الرحمن الرحيم، باسمك يا بيروت صورة لبنان الذي نحبه، باسم كل اهل السياحة، نقول سلام لارض الشهداء والمفقودين والمصابين، نحن في قلب الحدث يلفنا الوجع والحزن على بيروت الحياة بيد واحدة وهذه هي النقابة والاتحاد والزمالة، ايمان بالوحدة والمجموعة، ونحن الاساس اصحاب الارض والقضية، ونرفض تغيير صورة لبنان، وسنناضل ضد كل مشروع مغاير".
وأضاف: "في الفترة الاخيرة اصبح القطاع السياحي مكسر عصا، وكلما احتاجوا الى الاموال زادوا الضرائب والرسوم عليه. حضوركم اليوم وتضامننا مع اخوتكم بالمصيبة والوجع سيجعلهم يفكرون الف مرة لانهم رأوا ان هناك جيشاً للبنان السياحي، لديه القيم والاخلاق ومستعد للرهان من جديد على لبنان الحلم وليس لبنان الذي لا يشبهنا، جيش سلاحه الكرسي والطاولة، الفندق والمسبح، موظفون ومستثمرون.
وختم: "لن ننصاع الى اي قرار مثل القرارات الارتجالية، نحن شركاء ولسنا رعايا، المسؤول له الحق بأخذ القرار لكن بعد ان يعرف انعكاساته على القطاع ونتائجه الايجابية والسلبية وحجم كلفته. المطلوب هو دولار السياحة لدعم المشتريات ودولار السائح الاجنبي خصوصاً وان الموسم اصبح 45 يوماً بدلاً من 145 يوماً، لذلك لن نتنازل عن حقنا مهما كان".

 

الرامي

 

أما الرامي فقال: "أيها الناجون من المجزرة، صبرنا على صبر أمر من الصبر، السلطات أخذت بنا إلى فاجعة جعلت من عاصمتنا أرضاً بور، تنصلت السلطة من مسؤولياتها، واستغربت كيف بات البلد مكسوراً ومنكوباً ومنهوباً ومهجوراً، فعندما تصبح المطالب واقعية وحتمية وضرورية يصبح "العصيان المدني السياحي" حقاً مكتسباً وشرعياً. أمواج ثورتنا السياحية وصلت فاستقبلوها أمام هذا المشهد. نحن لم نصنع الثورة، بل زرعنا البهجة، لكن الجوع والدمار والخراب صنعوا ثورتنا". أضاف: "من هنا، من هذا الموقع بالذات، من عاصمة بيروت السياحية، نقف بخشوع وننحني بألم وحسرة أمام هذه الفاجعة وهذا الزلزال في منطقة تاريخها المعماري والتراثي والسياحي سيبقى إلى الأبد". وختم الرامي بالقول: لن تقفل أبوابها بعد إلا بالتفاهم بين القطاعين العام والخاص، ونذكر أن القطاع السياحي كان أول المبادرين إلى الإقفال ونقابة أصحاب المطاعم أقفلت قطاعها قبل قرار التعبئة العامة في آذار/مارس الماضي لأن صحة روادها وعمالها فعل إيمان.

ومن أهم المقررات التي اتخذها  الاتحاد، أولاً: الإنضمام الى الدعوى القضائية التي تقيمها نقابة المحامين الهادفة إلى تحميل الدولة كامل المسؤولية عن الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بمؤسساتنا وروادنا وموظفينا.  ثانياً: السعي لعقد مؤتمر دولي شبيه بـ"سيدر" نطلق عليه اسم "السياحة نبض لبنان" مخصص فقط لدعم قطاعنا، حيث تمّ الاتصال بالدول المانحة والمجتمع الدولي المانح والصناديق والبنوك الدولية لنتفاوض مع هذه الجهات للتواصل معنا مباشرة بأمور التعويضات من دون المرور بالسلطة الغائبة عن الرؤية والتطور والتقدم، على أن يكون "السياحة نبض لبنان" بإشراف ثلاثي يتألف من نقابة المحامين، ونقابة خبراء المحاسبة المحلفين واتحاد النقابات السياحية بعد أن يكون مكتب مراقبة دولي معتمد قد دقق بالاستمارات المقدمة التي أرسلناها إليكم لكي نمنح الثقة للمجتمع الدولي، وذلك بعد وضع آليات شفافة، وواضحة لإيصال المساعدات اللازمة. ثالثاً: إنطلاق ثورة "حطام الكراسي والطاولات" على كافة الاراضي اللبنانية، ونعلن إقفال حساباتنا مع السلطة واستصدار براءة ذمة ولو من جهة واحدة، وتكون الدولة استوفت منا كل الضرائب والرسوم والاشتراكات وحتى الطوابع وأخذنا صك براءة ومخالصة.