كورونا يصيب الاستثمار الأجنبي المباشر!

  • 2020-08-17
  • 19:00

كورونا يصيب الاستثمار الأجنبي المباشر!

  • حنين سلّوم

لا يزال وباء كورونا يلقي بثقله على العالم أجمع للشهر الثامن على التوالي ويطال شتّى القطاعات واقتصادات جميع البلدان بشكل أو بآخر. وها هي تداعياته تطال، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، الاستثمار الأجنبي المباشر أو FDI، فوفقاً لتقرير الاستثمار العالمي (World Investment Report) الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أو UNCTAD، من المتوقّع أن ينخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 40 في المئة سنة 2020 مقارنة بالسنة الماضية ليصل إلى المستوى الأدنى منذ 15 عاماً. فما هو تأثير تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر على البلدان العربيّة ومن هي البلدان الأكثر تضرّراً؟

 

الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي إلى ما دون التريليون دولار

 

شكّل وباء كورونا صدمة ثلاثيّة على العرض والطلب وسياسة الاستثمار الأجنبي المباشر، وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي. فقد أدّت إجراءات الإغلاق المتخذة في دول العالم أجمع إلى تأخير المشاريع الاستثماريّة القائمة، كما دفع الركود الاقتصادي الشركات المتعدّدة الجنسيات (MNEs) إلى إعادة تقييم المشاريع الجديدة، ذلك فضلاً عن القيود الجديدة التي وضعتها الحكومات على الاستثمار ضمن التدابير التي اتخذتها لمواجهة الوباء.

إثر ذلك، من المتوقع أن ينخفض الاستثمار الأجنبي المباشر إلى ما دون التريليون دولار وهو المستوى الأدنى منذ سنة 2005 حيث من المتوقع أن يسجّل نحو 920 مليار دولار فقط ليكون قد انخفض بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي حيث كان قد سجّل 1540 مليار دولار سنة 2019، واللافت للانتباه أنّ نسبة تدنّي الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي المتوقّعة أي 40 في المئة تفوق نسبة التدني سنتي 2008 و2009 عندما انخفض بنسبة 21 في المئة و17 في المئة على أساس سنوي على التوالي بعد الأزمة المالية العالمية حيث سجّل 1490 و1236 مليار دولار على التوالي.

في الواقع، عوامل عدّة بدأت تنذر بتدنّي الاستثمار الأجنبي المباشر ومن أبرزها شروع خمسة آلاف شركة متعدّدة الجنسيات (MNEs) حول العالم والتي تمثّل معظم الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي إلى مراجعة الأرباح المتوقّعة وخفضها بنسبة 40 في المئة بشكل متوسط، ذلك فضلاً عن تسجيل الخسائر في قطاعات مختلفة مثل الطاقة على سبيل المثال لا الحصر. بالتالي سيؤثر انخفاض الأرباح على قيمة الأرباح المعاد استثمارها، والتي تمثل في المتوسط ​​أكثر من 50 في المئة من الاستثمار الأجنبي المباشر. فضلاً عن ذلك، من أبرز المؤشرات الأخرى، تراجع المشاريع الاستثمارية الجديدة وعملياّت الاندماج والاستحواذ عبر الحدود بأكثر من 50 في المئة على أساس سنوي في الأشهر الأولى من سنة 2020.

أخيراً وليس آخراً، إنّ الاستثمار الأجنبي المباشر قد تراجع خلال سنتي 2017 و2018 بنسبة 14 في المئة و12 في المئة على التوالي وهو لم يرتفع سنة 2019 سوى بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي ما يشير إلى أنّه لم يكن قد تعافى بشكل كبير ليعود ويتلقّى ضربة ثلاثيّة جديدة.

 

 

 

من المتوقّع أن ينخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 في المئة إضافية سنة 2021 وذلك وفقاً للتقرير نفسه، على أن يبدأ بالتعافي سنة 2022 ببطء مصحوب بعدّة عوامل من بينها تعافي الاقتصاد العالمي، تجديد مخزون رأس المال، وإعادة هيكلة سلاسل القيمة العالميّة (GVCs).

 

إقرأ:

دي أتش ال: كورونا غير الانماط التجارية

 

الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربيّة  

 

يشكّل الاستثمار الأجنبي المباشر أحد أبرز مصادر التمويل الخارجي للبلدان، فهو غالباً ما يفوق المساعدات الإنمائية أو تدفقات المحفظة الاستثماريّة، كما أنّه يلعب دوراً أساسياً في تعافي الاقتصادات من تداعيات وباء كورونا. ويبرز الجدول التالي أهميّة الاستثمار الأجنبي المباشر للعديد من الدول العربيّة وذلك بالنظر إلى نسبته من إجمالي تكوين رأس المال الثابت.

 

إقرأ أيضاً:

بورصة الكويت تستقبل "شمال الزور الأولى"

 

يظهر الجدول أيضاً أنّ التدفقات قد تراجعت سنة 2019 في العديد من البلدان ومن المتوقع أن تنخفض هذه السنة أيضاً وهو ما يجعل التعافي الاقتصادي أكثر صعوبة في المنطقة.

 

الاستثمار الأجنبي المباشر
البلد الاستثمار الأجنبي المباشر سنة 2019 –مليار دولار أميركي نسبة التغير السنوية نسبة الاستثمار من إجمالي تكوين رأس المال الثابت
المملكة العربية السعودية 4562 7% 2.6%
الامارات 13787 33% 21.1%
الكويت 104 -49% 0.3%
البحرين 942 -43% 8.7%
سلطنة عمان 3125 -25% 18.5%
مصر 9010 11% 17%
قطر -2813 -29% -2.5%
لبنان 2128 -20% 22.1%
المصدر: UNCTAD، أولا-الاقتصاد والأعمال