حلول "جنرال موتورز" المستقبلية: سيارات كهربائية متصلة وآمنة

  • 2020-03-09
  • 09:00

حلول "جنرال موتورز" المستقبلية: سيارات كهربائية متصلة وآمنة

"أولا" يحاور غاري ويست حول تقنيات النقل المستقبلية وأسواق المنطقة

  • خطار زيدان

تحدث المدير الإداري لعمليات "أون ستار" الشرق الأوسط وحلول التقنية المستقبلية في شركة "جنرال موتورز أفريقيا والشرق الأوسط" غاري ويست، في حوار مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال" عن تقنية "أون ستار" التي تنوي "جنرال موتورز" إطلاقها في نهاية العام الحالي على مجموعة من طرازاتها، إضافة إلى جهود الشركة في الانتقال الى مستقبل نقل آمن، متصل، ذاتي القيادة، وخال من التلوث، كما أكد على مساهمة "جنرال موتورز" في المنطقة في التحضير لبيئة داعمة لمستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل.

"أون ستار" تشكّل حجر الأساس لتقنية الاتصال وتعزيز تجربة العملاء

أكّد غاري ويست أن تقنية "أون ستار" تُعدّ خدمة شاملة مدعومة بلمسة بشرية، قائمة على الاشتراك، تساعد على حماية السائق على الطرقات وترتقي بتجربة اقتناء السيارة. تستفيد هذه التقنية من خبرة تزيد على 20 عاماً، قامت خلالها بتقديم الدعم للمشتركين في لحظات حرجة كانوا فيها بأمس الحاجة للمساعدة، وساعدتهم في تنقلاتهم اليومية. تعمل هذه الخدمة من خلال زرين مدمجين في السيارة، زر أزرق وزر طوارئ أحمر، يربطان السائق بفريق مستشاري "أون ستار"، الخاضعين لتدريبات خاصة تؤهلهم لتقديم الدعم البشري لأي مشترك بهذه الخدمة عند الحاجة مهما كانت متطلباته.

تعتبر خدمة "أون ستار" خير صديق للسائق على الطريق عند الحاجة، تقوم من خلال الاستجابة التلقائية لحوادث التصادم وتنبيه خدمات الطوارئ بربط مستشارينا مباشرة بالمشتركين بعد لحظات من وقوع أي حادث، لمساعدتهم والاتصال بفرق الاستجابة الأولية المحلية للتعامل مع أي موقف، وهكذا تضمن خدمة "أون ستار" أن يكون الجميع محمياً ومتصلاً.

بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل

وعن كيفية تحضير "جنرال موتورز" لعملية الانتقال الى مستقبل نقل آمن وخال من التلوث يقول ويست: "كل ما نقوم به ينطلق من رؤيتنا لمستقبل خالٍ من الحوادث والانبعاثات والازدحام. نحن نعمل كفريق عالمي واحد على تطوير المهارات والمواهب ومواصلة الابتكار لتحقيق ذلك. نحن ملتزمون تماماً في بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل، وهذا هو المجال الذي نستثمر ونحقق فيه نتائج حقيقية، ومع التركيز على تكنولوجيا البطاريات الكهربائية قمنا خلال "معرض دبي الدولي للسيارات" 2019 بتقديم سيارة "بولت" الكهربائية 2020 القادرة على قطع مسافة أطول من أي وقت مضى بفضل مداها الذي يصل إلى 565 كيلومتراً بعملية شحن واحدة.

ومع هذه الزيادة بمقدار 45 كيلومتراً في مدى القيادة عن الجيل السابق، تحتاج سيارة "بولت" الكهربائية إلى إعادة الشحن في فترات مماثلة لتلك التي تحتاج فيها السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي إلى ملء خزان الوقود، ما يجعلها سيارة عملية للسائقين المراعين للبيئة". ويضيف: "لا يقتصر هذا المستقبل على أنظمة الدفع البديلة فقط، إذ تعتبر تقنيتنا الرائدة في القطاع "أون ستار" حجر الأساس لتقنيات الاتصال وتعزيز تجربة العملاء التي تشهد تطورات متسارعة اليوم. نحن نضع تصورات جديدة لتجربة التكنولوجيا داخل السيارة في تشكيلتنا الحالية من خلال تقديم أنظمة معلومات وترفيه سهلة الاستخدام إلى جانب Apple CarPlay™، ما يتيح التحكم بها من دون استخدام اليدين أثناء القيادة، إضافة إلى شراكتنا العالمية التي تم إعلانها مؤخراً مع "غوغل" لدمج خيارات جديدة للمساعد الصوتي وإضافة تطبيقات ملاحة مدمجة داخل السيارة في التشكيلة المستقبلية. الخطوة التالية بالنسبة لنا في هذا المجال هي توفير تقنيات اتصال مثالية تتجاوز حدود السيارة نفسها لتتواصل مع المدينة التي تسير فيها، وقد وضعنا بالفعل الأسس لذلك في العام 2017 من خلال تقنية الاتصال بين السيارات (V2V) في سيارة كاديلاك CTS، وذلك باستخدام تكنولوجيا الاتصالات القصيرة المدى المخصصة (DSRC).

وفي وقت لاحق من العام نفسه، أظهرت السيارات التي يجري تطويرها قدرات ناجحة في مجال الاتصال بين السيارات والبنية التحتية (V2I)، مع استقبال البيانات في الوقت الحقيقي من وحدات التحكم بحركة المرور على طرقات ميشيغان، كما تخطط "كاديلاك" لتوفير قدرات الاتصال بين السيارات والأشياء (V2X) في سيارة كروس أوفر في حلول العام 2023، وتوسيع هذه التكنولوجيا في نهاية المطاف عبر محفظة المنتجات، كما إننا ملتزمون بالوفاء بوعودنا في مختلف الجوانب المرتبطة بمستقبل النقل أيضاً، فخلال الشهر الماضي أعلنّا بأن 100 سيارة من طراز "شفروليه سبارك" ستنضم إلى أسطول شركة "ايكار"، وهي أول وأكبر مشغل لمشاركة السيارات في الشرق الأوسط، توفر للسائقين إمكانية استئجار سيارة بحسب عدد الدقائق، أو بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري عبر تطبيقها للهاتف المتحرك، وتعتبر هذه الشراكة مع "ايكار" خطوة أخرى كبيرة نحو تحقيق رؤيتنا والاستفادة من المزايا المرتبطة بمشاركة السيارات والمساعدة على تقليل الازدحام المروري".

سيارة "أوريجن" الذاتية القيادة جاهزة للانطلاق في الشوارع

وعن السيارات الذاتية القيادة، يقول ويست إن شركة "كروز أوتوميشن" التابعة لـ "جنرال موتورز" أعلنت في نهاية يناير الماضي، عن إنتاج سيارة ذاتية القيادة تحت اسم "أوريجن"، ويمكن لهذه السيارة المصمّمة للمشاركة مع الآخرين السير بسرعات عالية على الرغم من عدم وجود عجلة قيادة أو فرامل فيها، ويمكنها نقل الناس بكفاءة ضمن المدن ومن دون الحاجة الى وجود سائق. إن هذا الأمر لم يعد مجرد مفهوم أو تصوّر، بل إنه أمر واقع، وهذه السيارة جاهزة للانطلاق على الطرقات ضمن أساطيل مشاركة السيارات اليوم.

ويضيف: "نحن لم نعد مجرد شركة لتصنيع السيارات، إنما شركة تجمع بين الهندسة والتكنولوجيا والابتكار لإيجاد حلول لمشكلات الازدحام والتلوث وتزايد أعداد السكان، وذلك من خلال العديد من المجالات بما في ذلك أنظمة الوقود البديل، القيادة الذاتية، تقنيات الاتصال ومشاركة السيارات. نحن فخورون بأن نكون في الصدارة ضمن هذه الجوانب التي توفر قيمة مضافة لعملاء اليوم والغد والمستقبل البعيد".

خيار كهربائي من "جنرال موتورز" لكل سائق

وبالنسبة الى الطرازات الكهربائية التي تستعد "جنرال موتورز" لإطلاقها، بعد أن أعلنت مؤخراً عن استثمارات بقيمة 2.2 مليار دولار أميركي لإنتاج تشكيلة جديدة من هذه المركبات، يؤكد ويست على إلتزام الشركة بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل عبر جميع علاماتها التجارية. ويتمثل هدف الشركة من تطوير أي منتج جديد في ضمان تقديم المنتجات المناسبة للسوق في الوقت المناسب، بما يلبي احتياجات عملائها. ويضيف: "كنا قد كشفنا في العام الماضي عن منصة إلكترونية من الجيل المقبل، يمكنها التعامل مع ما يصل إلى 4.5 تيرابايت من البيانات المعالجة كل ساعة، بزيادة تبلغ خمسة أضعاف قدرة النظام الكهربائي الحالي لدينا. وبالنظر إلى المستقبل، نجد أن هذا هو ما نحتاجه لتقديم المزيد من السيارات الكهربائية والميزات القوية مثل "سوبر كروز"، وهي أول ميزة حقيقية متوفرة اليوم للمساعدة على القيادة من دون استخدام اليدين، وقد تم طرح هذه التقنية بالفعل في سيارة "كاديلاك CT5" الجديدة، وهي جزء أساسي من أول سيارة بمحرك وسطي من طراز "شفروليه كورفيت ستينغراي" 2020، كما سيتم دمجها في تشكيلة "جنرال موتورز" الأوسع في حلول العام 2023".

أيضاً يؤكد على التزام "جنرال موتورز" بأن تكون "كاديلاك" في طليعة منصات الجيل المقبل للبطاريات الكهربائية، كما تعمل "جي ام سي" على تطوير مركبة "هامر" كهربائية بالكامل من دون المساومة على مستوى الأداء. ومع قدرتها على التسارع من 0-100 كم/ساعة في نحو ثلاث ثوانٍ، وقوة محركها التي تبلغ 1000 حصان، ستضيف "جي ام سي هامر" الكهربائية مستويات جديدة من القدرات الديناميكية إلى تشكيلة السيارات الكهربائية المتنوعة من "جنرال موتورز".

ويشير إلى أن "جنرال موتورز" توفر اليوم تشكيلة كبيرة ومتنوعة عبر علاماتها التجارية الثلاث، وسيكون الأمر كذلك بالنسبة الى تشكيلة سياراتها الكهربائية. وسواءً كان العملاء يبحثون عن سيارة سيدان فاخرة أو هاتشباك رشيقة أو مركبة بيك أب صغيرة، فإن الشركة تلتزم بمستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل، وتوفر خياراً مناسباً لكل سائق.

جهود مشتركة لتجهيز البنية التحتية للسيارات الكهربائية في المنطقة وتهيئة المستهلكين

وحول مشروع التعاون الذي أعلنت عنه "جنرال موتورز" في نهاية العام الماضي مع شركة LG Chem لإنشاء مصنع لإنتاج خلايا بطاريات في ولاية أوهايو الأميركية، وانعكاس هذا المشروع على كلفة البطاريات وبالتالي على كلفة السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة، يقول ويست إن المشروع المشترك مع شركة LG Chem يعتبر مثالاً آخر على الجهود التي تبذلها "جنرال موتورز" في سبيل تحقيق رؤيتها، والجمع بين التميّز في مجال التصنيع مع تقنية خلايا البطاريات الرائدة من LG Chem لتسريع رحلتها نحو مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل. ويضيف: "سوف يضمّ مصنع "لوردستاون" في منتصف العام 2020 مجموعة من أكثر عمليات التصنيع تطوّراً تحت سقف واحد، ما يتيح لنا إنتاج خلايا بطاريات أكثر كفاءة وبتكلفة أقلّ من خلال إنتاجها بكميات كبيرة، وسيتم بناء المصنع ليكون مرناً للغاية وقادراً على التكيّف مع التطورات المستمرة في مجال التكنولوجيا والمواد، ما يجعله حلاً طويل الأجل لأنظمة الدفع البديلة".

وعن أسواق دول الشرق الأوسط، ومدى جهوزيتها لانتشار السيارات الكهربائية يقول: "على غرار ما يحدث في أي ثورة تكنولوجية، هناك دائماً مجال واسع للتطوير. وبالنسبة الى صناعة السيارات، يتمثل ذلك في تقديم موجة جديدة من أنظمة التنقل. يسرّنا حتى الآن تقديم سيارة "شفروليه بولت" الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة ولبنان والكويت، ونحن نعمل عن كثب مع الهيئات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين في جميع أنحاء المنطقة لتجهيز البنية التحتية وتهيئة المستهلكين لهذا التطور".

وعمّا إذا كانت "جنرال موتورز" تعمل بالشراكة مع جهات متخصصة على مساعدة دول المنطقة لنشر محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية، على غرار مشروعها المشترك الذي أعلنت عنه مع شركة "بيكتل" لتطوير ونشر آلاف محطات الشحن في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية في حلول العام 2021، يوضح ويست: "لا يمكننا الكشف عن خططنا المستقبلية باعتبارها ميزة تنافسية لنا، لكننا ندرك أن بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل يحتاج إلى بيئة داعمة تسمح لكل سائق برؤية السيارات الكهربائية كالبديل العملي اليومي لمحركات الاحتراق الداخلي. نحن نساهم بالفعل في بناء هذه البيئة من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع كيانات مثل شركة "جرين باركينج"، وسنواصل العمل عن كثب مع هذه الكيانات والشركاء لتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع، ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة بل وفي جميع أنحاء المنطقة".