"اليونيسف": مليون طفل معرضون لخطر العنف في لبنان

  • 2021-12-17
  • 18:30

"اليونيسف": مليون طفل معرضون لخطر العنف في لبنان

أعلنت منظمة "اليونيسف" أن طفلاً بين كل طفلين في لبنان معرّض لخطر العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي في الوقت الذي تكافح فيه الأسر لمواجهة الأزمة المتفاقمة في البلاد.

وأشارت المنظمة في تقرير أصدرته تحت عنوان "في بدايات مظاهر العنف: أطفال يكبرون في كنف أزمات لبنان" إلى أن نحو 1.8 مليون طفل، أي أكثر من 80 في المئة من الأطفال في لبنان، يعانون الآن من فقر متعدّد الأبعاد، بعد أن كان نحو 900 ألف طفل في العام 2019، وهم يواجهون خطر تعرّضهم للانتهاكات مثل عمل الأطفال أو زواج الأطفال بهدف مساعدة أسرهم على تغطية النفقات.

ولفتت النظر إلى أن لبنان يعاني من تأثير الاضطرابات المالية والسياسية التي تعصف في البلاد، بالإضافة الى وباء "كوفيد-19" ، وما تأتّى عن انفجارات ميناء بيروت في آب/أغسطس 2020، كاشفةً أن عدد حالات الاعتداء على الأطفال والحالات التي تعاملت معها المنظمة وشركاؤها ارتفع بنحو النصف تقريباً (بنسبة 44 في المئة) بين تشرين الأول/أكتوبر 2020 وتشرين الأول/أكتوبر 2021، لافتة النظر إلى أنه في الأرقام ارتفعت تلك الاعتداءات من 3913 حالة إلى 5621 حالة.

وحدّدت "اليونيسف" سلسلة من التهديدات المتزايدة لسلامة الأطفال:

1 - عمالة الأطفال الى ارتفاع، فقد أجاب أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع الذي أجرته "اليونيسف" مع المنظمات الشريكة في أيلول/ سبتمبر (نحو 53 في المئة) أن عمالة الأطفال، وتأثيرها على أمان هؤلاء الأطفال، هي مصدر قلقهم الأول. وهذه النسبة كانت قبل 3 أشهر 41 في المئة فقط. وفي استطلاع أجرته "اليونيسف" في تشرين الأول/ أكتوبر، قالت 12 في المئة من الأسر المشمولة بالاستطلاع إنها أرسلت طفلاً واحداً على الأقل إلى العمل، وهذه النسبة لم تكن تتجاوز قبل 6 أشهر 9 في المئة، ويعمل الآن أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، في المزارع والشوارع وبيع الوقود بصورة غير قانونية، مما يعرّضهم لخطر الحروق الخطيرة وحتى الموت.

2 - الفتيات الصغيرات يواجهن خطر الزواج المبكّر سعياً من أسرهن الواقعة في براثن اليأس في الحصول على مهر. وفي الأرقام 1 من كل 5 فتيات سوريات تتراوح أعمارهن ما بين 15 و19 سنة في لبنان متزوجة.

3 - ارتفاع حالات العنف المنزلي، بحسب منظمات المجتمع المدني، إذ ارتفعت نسبة الفتيات والنساء اللبنانيات اللواتي لجأن للحصول على خدمات برنامج "العنف القائم على النوع الاجتماعي" بشكل حاد في السنوات الـ3 الماضية (من 21 في المئة من إجمالي الحالات في العام 2018،  إلى 26 في المئة في العام 2019، وصولاً إلى 35 في المئة في العام 2020).

4 - الصحة النفسية بين فئة الشباب إلى تراجع، إذ بيّن استطلاع أجرته اليونيسف في أيلول/ سبتمبر 2021، تضمّن أيضاً مقابلات مع فتيات وفتيان تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عاماً، أن واحداً من كل 4 مراهقين يشعرون بالاكتئاب في غالب الأحيان.

5 - ومع ازدياد معاناة الأسر من الفقر والعوز، يخشى الخبراء أن يزداد عدد الأطفال الذين ينتهي بهم المطاف منفصلين عن الأسرة وارتفاع عددهم في مؤسسات الرعاية.

6 - وتتواصل أعداد الأطفال الذين اضطروا للتعامل مع نظام العدالة الجنائية بالتزايد على اثر مشاركتهم في الاحتجاجات أو أعمال الشغب، أو كونهم ضحايا للعنف أو توجّههم بدفع من أحد إلى الجريمة كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.

7 - ويجري توثيق تهديدات جديدة للأطفال مع تزايد غرق الأسر في دوّامة اليأس: إذ تتخلّى بعض الأسر التي تعاني من العوز عن أطفالها الرضع في الشوارع، بالإضافة الى زيادة خطر اختطاف الأطفال مقابل فدية مالية.

مجيد: أزمة لبنان تهدد حاضر ومستقبل ملايين الأطفال

وصدر التقرير في الوقت الذي تزور فيه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال نجاة معلا مجيد لبنان والتي قالت في هذا السياق إن أزمة لبنان تهدّد حاضر ومستقبل ملايين الأطفال، مشددة على أن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لضمان حمايتهم من سوء المعاملة والأذى والعنف وحماية حقوقهم.

وأضافت مجيد أن الاستثمار في حماية الأطفال ونمائهم ورفاههم لا يمكن أن ينتظر، مشيرةً إلى أن الاستثمار في الأطفال أمر ضروري لبناء مجتمع شامل وسلمي وعادل ومرن يحافظ على سلامتهم جميعاً من الأذى دون استثناء.

وأكدت أن الأمم المتحدة في لبنان تعمل على حماية الأطفال من العنف وسوء المعاملة والاستغلال من خلال الحد من الفقر ومراجعة القوانين والسياسات، وتحسين فرص الحصول على خدمات الرعاية الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية، والعمل مع الحكومة  لتعزيز خدمات الحماية.

ولفتت النظر إلى أنه في موازاة ذلك، تبذل جهود مكثفة لمعالجة المعايير الاجتماعية التي تطبع العنف ضد الأطفال وتجعله مقبولاً اجتماعياً.

رشدي: يجب العمل على التغيير العكسي للأرقام الصادمة حول الأطفال المعرّضين لسوء المعاملة

من جهتها، شددت المنسّقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي على ضرورة عدم خذل أطفال لبنان إذ إنهم مستقبل وأمل البلد.

وأضافت رشدي أنه يجب العمل على التغيير العكسي للأرقام الصادمة حول الأطفال المعرّضين لسوء المعاملة والاستغلال والمحرومين من حقوقهم الأساسية، لافتة النظر إلى أنه لا يجوز حرمان أي طفل في لبنان بغض النظر عن جنسيته من حقوقه الأساسية في الصحة والغذاء والتعليم والحماية، مشددة على ضرورة أن يكون الأطفال في طليعة الخطط وممارسات الحكومة للتعافي.

ودعت الأمم المتحدة إلى استجابة وطنية متينة ومتماسكة لإعطاء الأولوية لحماية الأطفال، على أن تشمل هذه الاستجابة الإدارات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والقادة الروحيين، بالإضافة الى الدعم العاجل المقدّم  من المانحين لحماية البرامج الحيوية للأطفال الأكثر ضعفاً.