هل بات فرض الجرعة الثالثة من اللقاح وشيكاً؟

  • 2021-07-31
  • 13:10

هل بات فرض الجرعة الثالثة من اللقاح وشيكاً؟

  • برت دكاش

هل أصبحت الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد-19 ضرورية؟ الجواب على هذا السؤال لم يحسم بعد، إلا أن مؤشرات مستندة إلى دراسات أخيرة، وبيانات صادرة عن الشركات المصنّعة تشي باحتمال إقرار جرعة ثالثة معزّزة قريباً، أقلّه للفئات الأكثر عرضة للمرض الشديد، وذلك بعد أن تبيّن تراجع الأجسام المضادة التي يبثها اللقاح في الجسم بعد مرور وقت على تلقي الجرعة الثانية.

توقعات غير مطمئنة

بحسب بيانات لشركة فايزر وبايونتك بشأن لقاحهما المضاد لكوفيد-19، تراجعت فعالية الحماية التي يوفرها لقاحهما ضد عوارض المرض إلى 84 في المئة بعد ستة شهور على تلقي الجرعة الثانية، وذلك من ذروة 96 في المئة في غضون شهرين من التلقيح، مما قد يزيد الحاجة إلى جرعة إضافية للحفاظ على الحماية المطلوبة.

قال الرئيس التنفيذي للشركة ألبرت بورلا خلال إعلانه عن أرباح فايزر للربع الثاني من العام "إنه على الرغم من أن لقاح الشركة يعمل ضد المتحورات المتعددة التي حددت حتى الآن، إلا أن الحماية يبدو تتضاءل بعد ستة أشهر". وأضاف أن "الناس ربما يحتاجون إلى جرعة ثالثة في غضون 6 إلى 12 شهراً بعد تلقيهم الجرعة الثانية للحفاظ على الحماية".

وكشف أن "ما كان 100 في المئة في الشهر الأول أصبح الآن أقل من 90 في المئة، وفي بعض الحالات وصل إلى أقل من 80 في المئة"، علماً أن بورلا سبق أن أشار إلى الحاجة إلى جرعة ثالثة بعد 12 شهراً من تاريخ الجرعة الثانية مطلع أيار/مايو الماضي خلال جلسة حوارية مباشرة عبر صفحة محطة CNBC على فايسبوك، ملمحاً إلى احتمال الحاجة إلى إعادة تلقيح سنوية.

فايزر تبين أهمية الجرعة الثالثة

وفي الإشارة إلى إمكانية الحاجة إلى جرعة ثالثة، ذكرت فايزر أن بيانات جديدة تظهر أن جرعة ثالثة من اللقاح أفرزت نسبة أعلى بشكل مهم من مستويات الأجسام المضادة لدى البالغين، مقارنة بالجرعتين، وتحييد الأجسام المضادة الذي يحمي من دخول الفيروس إلى الخلايا والتكاثر، يلعب دوراً أساسياً في الحماية.

وبعد ثمانية شهور من الجرعة الثانية، تبدأ مستويات الأجسام المضادة بالتراجع من ذروتها في البداية، بحسب فايزر.

وكانت فايزر تقدمت بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة للترخيص لجرعة ثالثة معززة من لقاحها، إلا أن الإدارة، وإن كانت تدرس الموضوع، لم تمنحها الترخيص بعد لاستخدام مثل هذه الجرعات المعززة. فوفق أطباء وعلماء مناعة أميركيين، لا جواب واضحاً حتى الآن حول الحاجة إلى جرعة ثالثة لجميع السكان، وذلك في وقت سمحت فيه بعض الدول بجرعات معززة للمرضى الذين لديهم مشاكل في نظام مناعتهم.

اقرأ أيضاً:
في المعارك المفتوحة ضد الجائحة.. من سيربح الحرب؟

فايزر مقابل أسترازينيكا

في الموازاة، وجدت دراسة لـ "يونيفرستي كولدج لندن في المملكة المتحدة أن مستويات الأجسام المضادة بعد جرعتين من لقاح فايزر هي أعلى مقارنة بجرعتين من لقاح أسترازينيكا، وهي كانت كذلك لدى الأشخاص الملقحين مقارنة بأولئك الذين سبق أن التقطوا عدوى SARS-CoV-2.

ووفق متحدث باسم الجامعة، "فإن مستويات الأجسام المضادة بعد جرعتي لقاحي أسترازينيكا أو فايزر كانت مبدئياً مرتفعة جداً، مما ساهم على الأرجح بجزء مهم بجعلهم محميين جداً من المرض الشديد".

وأضاف: "إلا أننا وجدنا أن هذه المستويات تنخفض فعلياً في فترة تتراوح ما بين الشهرين والثلاثة شهور".

وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من كون نتائج الاختبارات السريرية عن تضاؤل مستويات الأجسام المضادة غير واضحة بعد، إلا أن بعض الانخفاض كان متوقعاً، مع الإشارة إلى أن اللقاحات تبقى فعالة ضد المرض الشديد.

تخوف من زوال مفعول الحماية

وبالنسبة إلى لقاح فايزر، بيّنت الدراسة انخفاض مستويات الأجسام المضادة من نحو 7506 وحدة/ملل في 21-41 يوماً إلى 3320 وحدة/ ملل في 70 يوماً أو أكثر، بينما بالنسبة إلى لقاح أسترازينيكاـ انخفضت مستويات هذه الأجسام من نحو 1201 وحدة/ ملل في 0-20 يوماً إلى 190 وحدة/ ملل في 70 يوماً أو أكثر، أي بانخفاض بأكثر من خمسة أضعاف.

وذكرت دراسة نشرت أخيراً في مجلة لانست أن الأجسام المضادة تبدأ بالتضاؤل بعد 6 أسابيع من التحصين الكامل بلقاحي فايزر وأسترازينيكا، ويمكن أن تنخفض إلى 50 في المئة في 10 أسابيع.

ولفت الباحثون في يونيفرستي كولدج لندن إلى أنه إذا استمرت مستويات الأجسام المضادة بهذا المعدل، فهنالك مخاوف من زوال مفعول الحماية الذي تؤمنها اللقاحات، خصوصاً ضد متحورات جديدة.

ودعت الدراسة إلى إعطاء الأولوية لجرعة ثالثة للبالغين المثبت مخبرياً أنهم ضعفاء ولمن هم في الـ 70 عاماً وما فوق، وكذلك للعاملين في مراكز رعاية المسنين.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن الملقحين بلقاح أسترازينيكا لديهم مستويات أجسام مضادة أدنى من الملقحين بفايزر، وفق الباحثين، ولا بدّ من أخذ ذلك في الاعتبار أيضاً لدى تقرير من سيكون له الأولوية عندما توزع الجرعات المعزِّزة.