المزروعي: المؤسسات المالية التي لن تتبنى التقنيات الرقمية ستخرج من السوق

  • 2020-10-22
  • 08:20

المزروعي: المؤسسات المالية التي لن تتبنى التقنيات الرقمية ستخرج من السوق

حوار خاص مع نائب الرئيس التنفيذي في DIFC Fintech Hive رجاء المزروعي

  • رانيا غانم

انطلق DIFC Fintech Hive كأول حاضنة ومسرعة لقطاع الفنتك في منطقة الشرق الأوسط في العام 2017 برعاية مركز دبي المالي المتخصص في الخدمات المالية، والهدف من المسرعة كان توفير منصة تسمح للشركات الناشئة التي تطور تقنيات مبتكرة في قطاع الخدمات المالية بالتعاون مع المؤسسات المالية الكبيرة والقطاع المصرفي، وتوقيع عقود معها للوصول إلى التكنولوجيا المبتكرة.

 

التحول الرقمي استمرارية


وتشير رجاء المزروعي نائب الرئيس التنفيذي في DIFC Fintech Hive  في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى أن المسرعة حققت نمواً متسارعاً منذ انطلاقتها في العام 2017، حيث بلغ عدد شركات التقنية المالية المئتين، وتمكنت المسرعة من خلال برامجها المتنوعة من تسريع أكثر من مئة شركة تقنية مالية، ومن إطلاق أكثر من 25 منتجاً للمستهلكين وتنظيم أكثر من 65 تجارب عمل بين شركات تقنية مالية ناشئة ومؤسسات مالية مشاركة في برنامج المسرعة، وتعدت الاستثمارات في الشركة خلال تلك الفترة 100 مليون دولار.

وتلفت المزروعي النظر إلى أنه في البداية، كان من الصعب على الشركات والمؤسسات المالية الرائدة في القطاع المالي والمصرفي أن تستوعب تأثير الابتكار والتكنولوجيا المالية على القطاع المالي، لكن جائحة كورونا وتداعياتها على الأعمال غيّرت المشهد وحثت المؤسسات المالية على التحول رقمياً لضمان استمرارية تقديم الخدمات للعملاء والمستهلكين. 

 

 

إقرأ: 

هل تنمو إيرادات المدفوعات لاقتصادات دول "التعاون الخليجي" أم تتقلص؟

 

 

خمسة برامج مسرعة

 

تقدم مسرعة Fintech Hive خمسة برامج كل سنة، تشمل خلال هذا العام برنامج Fintech Growth  الذي تعمل فيه المسرعة مع المؤسسات المالية للبحث عن حلول تقنية مالية مبتكرة في جميع أنحاء العالم والعمل معها. والبرنامج الثاني هو Early stage program الذي تعمل فيه المسرعة مع Startupbootcamp للبحث عن أفكار تساعدهم على تطوير فكرتهم وإطلاقها للتجربة. أما البرنامج الثالث فهو scale up program الذي يساعد شركات الفنتك على التوسع خارج حدود الإمارات إلى بلدان جديدة في الشرق الأوسط، وعلى إيجاد المستثمرين والتمويل المطلوب للتوسع. ويوجد أيضاً في المسرعة برنامج AccelerateHer، وهو برنامج لدعم مشاركة المرأة في القطاع المالي التكنولوجي، بحيث تبحث المسرعة عن نساء متخصصات في القطاع المالي لديهم خبرة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنتين وتربطهم في ورشات عمل ودورات تدريبية من أجل استيعاب تطوير قدراتهم وخلق مؤسسات خاصة بهم. وهنا تلقي المزروعي الضوء على أهمية العنصر النسائي في قطاع الفنتك، مشيرة إلى أنهن حققن نجاحات باهرة في قطاع الأعمال، حيث أثبتت الكثير من التقارير العالمية أن الشركات التي تبنت منهجية الاعتماد على العنصر النسائي في القيادة حققت نتائج مالية مبهرة، وتلفت المزروعي النظر إلى أن المسرعة تلعب دوراً في توعية رائدات الأعمال حول الفرص الماثلة أمامها في قطاع الفنتك.  

 

 

إقرأ:
هايبر باي نحو التوسع إلى أسواق جديدة


منظومة متكاملة للتمويل

 

إلى جانب الدعم التقني الذي تقدمه DIFC Fintech Hive، ارتأت المسرعة إطلاق صندوق مخصص لقطاع التقنية المالية يهدف إلى الاستثمار في شركات الفنتك الناشئة، وتقول المزروعي: "بعد أن رأينا النمو الكبير في قطاع الفنتك، والفرص الماثلة والحاجة إلى الخدمات والمنتجات التي يقدمها القطاع، والعدد الهائل من الكفاءات، قررنا تخصيص صندوق للاستثمار في شركات الفنتك"، والصندوق يستثمر في شركات فنتك ناشئة خارج الإمارات أيضاً.

 


الفنتك الإسلامي يتصدر

 

تصدّرت الإمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في توافر شركات الفنتك الإسلامية. وفي هذا السياق، تشير المزروعي إلى أن مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي هو أحد أهم شركاء DIFC Fintech Hive ، الذي يهدف إلى جعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي في العالم. وتوضح أن المسرعة عملت مع المركز للبحث عن حلول فنتك إسلامية متوافقة مع الشريعة من شأنها توفير تلك الخدمات للمستهلكين في الشرق الأوسط. وتقول: "كان يوجد شركة فنتك إسلامية واحدة في العام 2019، لكن اليوم يوجد أكثر من عشر شركات، وهذا الرقم مرشح للازدياد لأن حتى الشركات التقليدية تتطلع إلى الاقتصاد الإسلامي لأن شريحة كبيرة من المستهلكين مهتمة بوجود حلول مالية تقنية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.  

 

إقرأ: 
الإمارات تتصدر إقليمياً في احتضان شركات التكنولوجيا المالية الإسلامية

 

 

تحديات برغم النمو

 

في خضم هذا التطور الذي يشهده القطاع، ثمة تحديات عدة لا تزال تواجه قطاع الفنتك، وأبرزها وفق المزروعي، هي مقاومة بعض المؤسسات للتحول الرقمي إذ إن بعضها يعتقد أن الجائحة مؤقتة وأنها أزمة ستمر. وتقول: "لم نكن نشعر سابقاً أن التسوق في المحال التجارية عملية مضنية، لكن بعد أن اختبرنا التسوق عبر منصات التجارة الإلكترونية لاحظنا أننا كنا نضيع الكثير من الوقت سداً، لذا سلوك المستهلكين سيتغير في المرحلة المقبلة ولن يعود إلى سابق عهده"، وتضيف أنه إذا لم تنظر بعض المؤسسات المالية إلى التحول الرقمي بأهمية سوف تفقد حصتها في السوق لصالح شركات الفنتك.