هايبر باي نحو التوسع إلى أسواق جديدة

  • 2020-09-22
  • 14:05

هايبر باي نحو التوسع إلى أسواق جديدة

"أولاً-الاقتصاد والأعمال" يحاور المؤسس والرئيس التنفيذي في الشركة مهند عبويني

  • رانيا غانم

أطلق المؤسس والرئيس التنفيذي مهند عبويني شركة هايبر باي في العام 2014، والتي أصبحت خلال فترة وجيزة مصدر ثقة في مجال خدمات الدفع الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعملت هايبر باي في السنوات الخمس الماضية على تطوير مجموعة كبيرة ومتنوعة من حلول معالجة المدفوعات الإلكترونية الذكية، مدعومة بأحدث المنصات التقنية وأكثرها فاعلية لتخدم مختلف المؤسسات التجارية، وباتت لديها القدرة على الاندماج مع أي منصة تجارية وقبول مدفوعاتها سريعاً.

ويوضح عبويني في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن هايبر باي ترتبط بشبكة كبيرة من المصارف في المنطقة، وتعمل كوسيط بين المصرف والتاجر والمستخدم، حيث تمنح التجار ومقدمي الخدمات حلول دفع متكاملة عبر الإنترنت بدءاً من قبول المدفوعات والتوسّع مروراً بإدارة المخاطر وعمليات الاحتيال وصولاً إلى تتبع النتائج ومعرفة ما إذا كانت العملية مقبولة أو مرفوضة من قبل بوابات الدفع المتعددة مثل فيزا وماستركارد وأميركان إكسبرس وغيرها.

 

إقرأ: 

تروشلر من FlexxPay: الدفع المسبق للرواتب ينعش الاقتصاد

 

حلول دفع تحاكي الطلب

 

منذ انطلاقتها، سعت هايبر باي إلى أن تصبح منصة معتمدة من قبل المصارف، وتمكنت في غضون خمس سنوات من تطوير مروحة واسعة من الخدمات المرتبطة بالدفع الإلكتروني، محققة نمواً سنوياً يتراوح ما بين 150 و250 في المئة، ويشير عبويني إلى أن الميزة التفاضلية
لـ هايبر باي هي تطوير حلول محلية مصممة وفقاً لاحتياجات ومتطلبات التجار في كل سوق، وقد أطلقت مثلاً خدمة "هايبربل" التي تقدّم للأعمال الحل الأمثل لإصدار فواتير العملاء، إذ إن للمنصة تصميماً مبسّطاً يسمح للمستخدمين بإعداد فواتير احترافية بنقرات بسيطة، وإدارة دورة الفوترة من الإصدار وحتى التحصيل، والحصول على المستحقات في الموعد المحدد في كل مرة. وطورت أيضاً خدمة Hyper Splits التي تمكن المواقع الإلكترونية ومزودي الخدمات من إمكانية الدفع بسهولة للشركاء والبائعين وإرسال الأموال إلى الحسابات المصرفية للمستفيدين لديهم بطريقة فورية وآمنة، ويلفت عبويني النظر إلى أن هذه الخدمة كانت حلاً مثالياً لشركات التوصيل التي تتعاطى مع أكثر من شريك كالمطاعم والسائقين، بحيث يحصل كل طرف على حصته بطريقة فورية.

 

لكل سوق أسسها التنظيمية

 

بما أن القواعد والقوانين التنظيمية لقطاع الفنتك تختلف بين دولة وأخرى، فكان لا بدّ من التعامل مع كل دولة على حدة، والحصول على رخصة من كل سوق، وفقاً لـ عبويني، ويضيف أن صندوق النقد العربي السعودي (ساما)، الجهة المنظمة لقطاع الفنتك، أنشأ الشركة السعودية للمدفوعات لتسهيل الإجراءات وإصدار القوانين التي تصدرها ساما، وانشأت كذلك ساندبوكس كبيئة تجريبية تشريعية، وقد أظهرت تلك المؤسسات تعاونها مع الشركات خصوصاً التي كانت موجودة في السوق، ويشير عبويني إلى أن هايبر باي تعمل للحصول على الرخصة في السعودية قريباً، وأنها على تواصل دائم مع الجهات المعنية لاطلاعها عبر تقارير شهرية على سير العمل.

وبالنسبة إلى السوق الإماراتية، يوضح عبويني أن طريقة التعامل مع الجهات المنظمة وتحديداً سوق أبوظبي العاملي كانت مريحة جداً واحترافية، وقد حصلت هايبر باي على رخصة من مصر وأخذت موافقة من المصرف المركزي البحريني للحصول على رخصة في البحرين.

 

إقرأ أيضاً: 

الشهري من بيتابس: شركات الفنتك حوّلت نقمة "كوفيد 19" إلى فرصة

 

كورونا رسخ المجتمع غير النقدي

 

بات معلوماً أن جائحة كورونا أحدثت تغيرات جذرية في طريقة الشراء والدفع، وانعكس ذلك إيجاباً على شركات الفنتك، ويشير عبويني إلى أن الجائحة دفعت جزءاً كبيراً من الشركات إلى التحول الرقمي واعتماد التجارة الإلكترونية بدلاً من التقليدية، ويؤكد أن هايبر باي كانت مستعدة لمواكبة وملاقاة الطلب الكبير من قبل الشركات التجارية، وتمكنت من إضافة أكثر من ألف تاجر إلى المنصة في ثلاثة أشهر. ويضيف عبويني أن القرارات الحكومية التي أجبرت المستخدمين على وقف الدفع النقدي واعتماد الدفع الإلكتروني أحدثت تغيرات جذرية، وحققت نمواً في عدد العمليات المالية بلغ نحو 300 في المئة، وارتفاعاً في عدد المستخدمين بلغت نسبته 60 في المئة. ويقول: "هذا الارتفاع في الطلب شكل ضغطاً كبيراً على المنظومة، لكن بفضل جاهزيتنا التقنية تمكّنا من مواكبة الطلب، وعلى الرغم من عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، إلا أن نصف الشركات لا تزال تعتمد التجارة الإلكترونية".

 

جولة تمويلية جديدة قريباً

 

قليلة جداً هي الجولات التمويلية التي أغلقتها هايبر باي منذ انطلاقتها نسبة إلى حجم أعمالها وعملياتها، ويعزو عبويني السبب إلى أن الشركة منذ بدايتها قررت استخدام الأموال في تطوير المنتجات والتقنيات المطلوبة، ولم تكن أولويتها التسويق. وقد سعت هايبر باي إلى خفض نفقاتها التشغيلية، لكن في الوقت ذاته خصصت ميزانية جيدة لرواتب الموظفين والحوافز من تأمين صحي وغيره، ويؤكد أن استراتيجية الشركة كانت التوسع إلى أسواق جديدة، وتمكنت فعلاً في تلك الفترة من ولوج أسواق عدة منها الإمارات والأردن، وتستعد قريباً لافتتاح مكتبين في كل من مصر والبحرين، وتمكنت من تشكيل فريق عمل يتألف من 65 موظفاً من أفضل الكفاءات والمهارات، وقد بدأت الشركة بتحقيق الأرباح، لافتاً عبويني النظر إلى أن الأرباح جيدة هذا العام ولاسيما أن النمو سيتخطى المئتي في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وتستعد هايبر باي لإغلاق جولة تمويلية جديدة بقيمة مرتفعة، وقد عيّنت شركة متخصصة لإنجاز الجولة ستستخدم عوائد الاستثمار لتسريع عملية التوسع في المنطقة وتحديداً في مصر، وكذلك للاستحواذ على شركات صغيرة في الدول التي ستذهب إليها، وستستثمر الأموال أيضاً لتطوير منتجات جديدة وشراء برامج لتسريع عملية إطلاقها وزيادة عدد الموظفين، ويؤكد عبويني أن الشركة ستستمر في الاستثمار في موظفيها والعمل على تدريبهم لأن السوق تتطلب من شركات الفنتك معرفة السوق جيداً وفهمها تفصيلاً.

 

إقرأ أيضاً: 

منصة التقنية المالية ليندو تتطلع إلى سدّ الثغرة في تمويل الشركات الصغيرة

 

إصرار وتركيز

 

ويختم عبويني بتقديم نصيحة إلى رواد الأعمال، بضرورة التسلح بالمثابرة والإصرار على تنفيذ أفكارهم المقتنعين بها وعدم الاستسلام أبداً، قائلاً "صحيح أن إيجاد التمويل والزبائن مهمة شاقة، لكن إذا كانت الفكرة ناجحة وتقدم حلاً لمشكلة قائمة في السوق، ينبغي على رائد الأعمال أن يكافح من أجلها"، والنصيحة الثانية هي التركيز على سوق محددة وعدم التوسع قبل إنجاح الفكرة.