إيتون الأميركية تعد بزيادة استثماراتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

  • 2020-09-28
  • 08:03

إيتون الأميركية تعد بزيادة استثماراتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أشرف يحيى في حديث خاص مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال": نتطلع إلى تقديم حلول لمشاريع مراكز البيانات

  • رانيا غانم

 
تجد شركة "إيتون" الأميركية المتخصصة في إدارة الطاقة بأشكالها الكهربائية والهيدروليكية والميكانيكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصاً استثمارية هائلة للنمو والتوسع في السنوات المقبلة. وتتطلع الشركة، التي تملك مكاتب ومصانع في كل من الإمارات والسعودية، إلى توسيع أعمالها في المنطقة وتسعى جاهدة إلى البحث عن حلول وخدمات مبتكرة لإدارة الطاقة وتطويرها لتقديم نهج متكامل لمشاريع تتركز في مجال الطاقة المستدامة وتحديداً في مراكز البيانات.

 

حجم الأعمال في المنطقة هو الأكبر عالمياً

 

ويؤكد المدير العام في "إيتون" الشرق الأوسط أشرف يحيى في حديث مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن الشركة لن تفوت أي فرصة جديدة لها في المنطقة التي تنمو باطراد. ويقول: "إن حجم المشاريع المتوافر لدى إيتون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ ثلاثة تريليونات دولار، وحجم الأعمال هذا غير متوافر في أي منطقة أخرى في العالم لا في أوروبا ولا أميركا ولا آسيا التي باتت أسواقها أكثر نضجاً". وتتركز معظم المشاريع في السعودية والإمارات ومصر في قطاعات البناء وتحديداً مشاريع البنى التحتية والنقل ومشاريع الخدمات كالكهرباء والمياه والاتصالات.

 

 إقرأ: 

3 تريليونات دولار لإنعاش الاقتصاد بشكل مستدام

 

فرص استثمارية هائلة في مراكز البيانات

 

ويتوقع يحيى أن تشهد المنطقة في المرحلة المقبلة استثمارات غير مسبوقة في مراكز البيانات، نظراً إلى اللدور الحازم الذي تلعبه تلك المراكز في الحفاظ على البيانات والمعلومات والاتصالات. ويلفت النظر إلى أن أنه في نهاية العام 2020، سيكون هناك أربعة مليارات جهاز متصل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا سيرفع الحاجة إلى توسيع مراكز البيانات، لذا يتوقع أن تتدفق الاستثمارات من قبل الشركات العالمية الكبيرة مثل مايكروسوفت وأمازون وغوغل وآبل.

 

إقرأ أيضاً:

أخطر من القنبلة النووية.. الجيل الخامس ومفاتيح التفوّق العالمي

 

وستفتح مشاريع مراكز البيانات الباب واسعاً أمام شركة إيتون لتقديم خدماتها وحلولها المبتكرة لتشغيل الطاقة الكهربائية للمراكز، ولاسيما أن استهلاك مراكز البيانات للطاقة الكهربائية مثل اثنين في المئة من استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم حتى الشهر الحالي. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ثمانية في المئة في حلول العام 2030، وفق يحيى. ويضيف أنه مع انتقال العديد من شبكات الكهرباء العالمية إلى اعتماد الطاقات المتجددة، بزرت مشكلة في عدم استقرار الشبكة، وهذا الأمر شكل تحدياً ليس فقط لمشغلي الشبكة وإنما مصدر قلق مباشر لمشغلي مراكز البيانات. ويشير يحيى إلى أن معالجة حالة عدم الاستقرار هذه، تكمن في وصل مراكز البيانات بشبكة الكهرباء واستخدام احتياطات الطاقة الكهربائية عندما يكون هناك ثمة نقص في الطاقة أو في حالة عدم الاستقرار بمعنى آخر يمكن تخزين الطاقة من مراكز البيانات في أوقات الذروة لاستخدامها عندما يكون هناك نقص في التغذية. ويؤكد يحيى أن هذا المفهوم لم يعتمد أو يطبق في المنطقة بعد، لكنه حتماً سيجعل الاستثمار في مراكز البيانات أكثر جاذبية، لأنها لن تكون فقط مركزاً لحفظ المعلومات، إنما مصدراً للدخل ما سيجعل العائد على الاستثمار منها أعلى.

 

تطوير منتجات بمعايير عالية 

 

وفي هذا الإطار، يشدد يحيى على أهمية فعالية مصدر الطاقة غير المنقطع (UPS) المستخدم في المراكز، مضيفاً أن الشركة تملك قسماً متخصصاً للأبحاث والتطوير وتعمل باستمرار على تطوير مواصفات ومعايير تلك المنتجات وهي من أعلى المعايير العالمية ولديها فريق عمل يضم مهندسين بأفضل المهارات والكفاءات من المنطقة الذين يعملون بتواصل دائم مع مراكز التميز للشركة في الولايات المتحدة وأوروبا، قائلاً: "نحن نضمن 99 في المئة فعالية". وقد طرحت إيتون حديثاً UPS جديد يسمح باستبدال الوحدات أثناء التشغيل دون الحاجة إلى توقيفه في أي وقت. وتسعى الشركة لأن تقدم في الربع الرابع من العام الحالي برنامج منصة عربية (Foreseer) وهو عبارة عن برنامج ذكي لإدارة الطاقة، يعطي معلومات وتحليلات عن كيفية إدارة الطاقة. ويضيف يحيى أن الشركة ستواصل عملها لتقديم حلول كاملة لمراكز البيانات لأنها المستقبل.

 

 إقرأ أيضاً: 

استثمارات قطاع الطاقة بين الواقع المطلوب

 

تداعيات كورونا المحدودة

 

وعن تداعيات جائحة كورونا على أداء الشركة في المنطقة، فيشير يحيى إلى أن أداء الشركة تراجع بنسبة 20 في المئة في الفترة الممتدة من شباط وحتى نهاية أيار، لكنه عاد ليتحسن في تموز وآب. ويقول إنه على الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها كورونا، إلا أن الشركة استمرت في تنفيذ عقود المشاريع التي وقعت في مرحلة سابقة، لا سيما المشاريع التي دخلت في مرحلة تركيب المعدات الكهربائية والإلكترونية. واستمرت الشركة أيضاً في تنفيذ بعض المشاريع الحيوية مثل المستشفيات والمشاريع الحكومية مثل مشروع المطار في الكويت ومشاريع أخرى في السعودية التي لا يمكن توقيفها، لافتاً الانتباه إلى ان المشاريع العقارية فقط تم تأجيلها أو تأخيرها إلى حين عودة الحياة إلى طبيعتها.  ويضيف: "أثبتت الأزمة أنه لا جدوى من الإغلاق وينبغي التأقلم مع المرحلة الجديدة والتعايش مع فيروس كورونا المستجد، واتخاذ إجراءات الحماية والوقاية المطلوبة". وقد عاد الموظفون والذي يبلغ عددهم 350 تقريباً في منطقة الشرق الأوسط إلى العمل من مكاتبهم، بعد أن سمحت الحكومة بالعودة التدريجية.  

ويخلص يحيى إلى الحديث عن الفرص الكامنة في المستقبل القريب قائلاً: "لا تواجهنا أي عوائق أو تحديات على قدر ما ينبغي أن نكون مستعدين للفرص الماثلة أمامنا"، مشيراً إلى أن الشركة ستركز استراتيجيتها في المرحلة المقبلة على الاستثمار في المنتجات المطلوبة من قبل القطاعات الحيوية وتحديداً مراكز البيانات. ويعيد التأكيد أن الفرصة الأكبر أمام إيتون هي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلاً: " لن نرى إطلاقاً مكاناً متعطشاً للنمو وفيه هذا الكم الهائل من الفرص وسيبنى فيها هذا العدد من المدن والمطارات ومراكز البيانات، مثل منطقة الشرق الأوسط".

 

إقرأ أيضاً: 

مصدر تستحوذ على 50% من 3 محطات أميركية لطاقة الرياح