كورونا يخفف الانبعاثات الكربونية!

  • 2020-03-19
  • 07:03

كورونا يخفف الانبعاثات الكربونية!

  • حنين سلّوم

ضربت الكورونا العالم منذ أشهر فخلت الشوارع والطرقات، توقّفت المصانع، ألغيت الرحلات الجويّة، فرض حظر التجوّل في بعض المدن، أقفلت المدارس والأسواق التجاريّة فانكمشت اقتصادات العالم أجمع لكن في المقابل... تنفسّت الطبيعة!

صحيح أنّ رؤساء البلاد وأصحاب القرار قد انصرفوا عن اهتمامات، قد تعد ثانويّة أمام الفيروس القاتل، مثل محاربة التغير المناخي غير أنّ الطبيعة لم تحصل على استراحة من هذا القبيل منذ زمن بعيد.

الصين: انبعاثات الغازات الدفيئة قبل وبعد الفيروس

تحتل الصين مركز الصدارة منذ أعوام عدة من حيث انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك وفقاً لتقرير BP PLC  السنوي الذي نشرته الشركة سنة 2019. فقد وصلت انبعاثات الصين إلى 9.4 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنة 2018 وهو ما يساوي نحو ضعف انبعاثات الولايات المتحدة الأميركية وأكثر من ضعف انبعاثات دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة.

بعد تفشّي الوباء في وهان، التي تعد من أبرز المناطق الصناعيّة في الصين كونها مركزاً لصناعة السيارات والحديد وغيرها من الصناعات الثقيلة، أقفلت البلدة بما فيها من مصانع وتوقّفت حركة النقل ما أدّى إلى تدنّي أو شبه انعدام انبعاثات الغازات الدفيئة فوق المنطقة بما فيها انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين. صحيح أنّ ذلك يعني توقّف الحركة الاقتصاديّة غير أنّه أعطى المناخ جرعةً ولو زائفة ومؤقّتة من الراحة.

لا شكّ أن الطبيعة هي أبرز المستفيدين من تفشّي الوباء، فنتيجة ما حصل سوف تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الصين لهذه السنة بنسبة تبقى مرهونة بساعات تشغيل المصانع بعد معاودة العمل، فقد تضاعف ساعات التشغيل ويعوّض قسم كبير من هذه الانبعاثات.

 

لماذا لا نستخلص العبر؟

بما أنّ جميع المبادرات التي تتخذها الدول للتخفيف من التغير المناخي لا تزال غير كافية، لماذا لا تنظر الدول إلى الموضوع من وجهة نظر أخرى وتستخلص الدروس التالية من وباء الكورونا:

  1. قد يهدد التغير المناخي حياتنا يوماً ما، كما يحصل اليوم، غير أنّنا نعرف الأسباب فلماذا لا نكون مهيّئين ونواجهها قبل وقوع الكارثة؟
  2.  إنّ إيقاف المصانع عن العمل وحركة النقل ليوم واحد تحدّده السلطات شهريًّا أمر ممكن تحقيقه ولن يكلّفنا سوى بعض النقود لكنّه بالمقابل سيساهم بتخفيف التغير المناخي، فهل الطمع أهم من حياتنا وحياة أحبّائنا؟
  3. تحمّل مسؤوليّتنا الاجتماعيّة أمر بالغ الأهميّة في جميع المجالات وليس فقط الكورونا، فلماذا لا نمارسها مع التغير المناخي قبل أن تصبح حياتنا على المحك؟
  4.  أخذ المبادرات الفرديّة أمر مهم للغاية ويساهم بنشر الوعي، وعلى عكس ما يظن الأفراد، له تأثير إيجابي وكبير على المجتمع.

 

وفي حال لم تتخّذ السلطات مثل هذه الإجراءات، يستطيع الأفراد ومن باب ممارسة مسؤوليّتهم الاجتماعيّة، اتخاذ مبادرات جديّة كالدعوة إلى التنقل بوسائل صديقة للبيئة على سبيل المثال للتخفيف من التغير المناخي.