كيف تنمو الصيرفة الإسلامية في الكويت مقابل التقليدية؟

  • 2020-03-18
  • 14:47

كيف تنمو الصيرفة الإسلامية في الكويت مقابل التقليدية؟

القطاع مقبل على تغيير جذري مع إتمام استحواذ بيت التمويل الكويتي على الأهلي المتحد

  • الكويت - عاصم البعيني

 

حافظت الصيرفة الإسلامية في الكويت على نسب نمو تفوق تلك المسجلة لدى المصارف التقليدية في مختلف المؤشرات. وأظهرت إحصائية أعدها "أولاً-الاقتصاد والاعمال" أن معدل ربحية هذه المصارف بلغ نحو 13.6 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية مقارنة بنمو 5.1 في المئة لدى التقليدية. وعادت نتائج القطاع عن العام الماضي لتؤكد أن معدلات النمو في البنود الرئيسية للميزانيات للمصارف الإسلامية فاقت بأضعاف تلك المسجلة لدى التقليدية. 
وعلى الرغم من هذه المعطيات، فإن بعض المصارف التقليدية نجح في الاستفادة من النمو الحاصل في نظيرته الإسلامية، وشكل لدى بعضها مصدراً مهماً لنموه كما هي الحال مع بنك الكويت الوطني. فيما من المنتظر أن تشهد المعطيات تبدلاً جذرياً مع إتمام استحواذ بيت التمويل الكويتي على الأهلي المتحد في البحرين.

 

 

41 في المئة أرباح العام الماضي من الإجمالي

 

السنوات الخمس الماضية 

نجحت المصارف الإسلامية في تعزيز حصص ربحيتها من إجمالي أرباح القطاع، إذ ارتفعت إلى 41 في المئة في نهاية العام الماضي مقارنة بنحو 34 في المئة في العام 2015، بارتفاع مستمر على مدى السنوات الخمس الماضية. وبلغ إجمالي أرباحها خلال العام الماضي نحو 402.4 مليون دينار (1.3 مليار دولار) مقابل ما قيمته نحو 578.3 مليون دينار للمصارف التقليدية. أما العنصر الأهم، فتجلى في محافظة مخصصات هذه المصارف على نسبة مستقرة مقارنة إلى مخصصات المصارف التقليدية، وتراوحت ما بين 38 في المئة خلال العام الماضي ونحو 39 في المئة في العام 2015. 

 

نمو القروض 9 في المئة لدى المصارف الإسلامية مقابل 5 في المئة

 

نتائج العام الماضي

 

إلى ذلك، قدمت نتائج العام الماضي صورة أكثر وضوحاً عن النمو الحاصل في النتائج المجمعة للمصارف الإسلامية في مقابل التقليدية من خلال الآتي: 

بلغ النمو في أرباح المصارف الإسلامية نحو 9.2 في المئة مقابل تراجع استثنائي بنحو 6 في المئة لدى المصارف التقليدية متأثراً بتجنيب البنك التجاري الكويتي كافة أرباحه التشغيلية إلى بند المخصصات، وتراجع أرباح البنك الأهلي الكويتي بنحو 30 في المئة، فيما كان بنك الكويت الدولي المصرف الإسلامي الوحيد الذي سجل تراجعاً في أرباحه بنحو 17.9 في المئة.

شكل نمو الموجودات دليلاً واضحاً على النمو الذي تشهده الصناعة، إذ سجل إجمالي نمو الأصول لدى مصارفها نحو 14.7 في المئة وبلغ نحو 34.8 مليار دينار، في حين بلغت نسبة نمو موجودات المصارف التقليدية نحو 52.3 مليار دينار.

ظهر الإقبال واضحاً على المصارف الإسلامية من خلال ارتفاع إجمالي القروض إلى 20.2 مليار دينار بزيادة نحو 9.5 في المئة، فيما بلغت نسبة النمو لدى التقليدية نحو 5 في المئة وبلغ إجمالي قروضها نحو 30.4 مليار دينار.

كذلك، استقطبت المصارف الإسلامية حجماً أكبر من الودائع، حيث بلغ الإجمالي الخاص بها نحو 29.2 مليار دينار بزيادة نحو 15.3 في المئة مقارنة بنحو 3.5 في المئة للتقليدية التي بلغ الإجمالي لديها نحو 40.7 مليار دينار.   

 

 
تطور بعض بنود الميزانيات لدى كل من المصارف التقليدية والإسلامية في 2019 (مليون دينار)
 الأرباح التغيير موجودات التغييرالقروض التغييرالودائع التغيير 
المصارف التقليدية 578.3-6.0%52,353.55.2%30,453.95.0%40,709.43.5%
المصارف الإسلامية 402.49.2%34,874.114.7%20,211.79.5%29,233.915.3%
المصدر: البيانات المالية للمصارف، أبحاث "أولاً-الاقتصاد والأعمال"

 

النمو الفردي

 

وعلى صعيد النتائج الفردية، سجلت المصارف الإسلامية التي حققت ارتفاعاً في أرباحها، نسب نمو فاقت تلك المسجلة لدى المصارف التقليدية، وحل بنك وربة في المرتبة الأولى من حيث نسبة النمو والتي بلغت نحو 29.8 في المئة، تلاه بنك بوبيان بنحو 11.7 في المئة وبيت التمويل الكويتي بنحو 10.4 في المئة، في حين أن بنك الخليج جاء في المرتبة الأولى لدى المصارف التقليدية بنسبة بلغت نحو 12.2 في المئة، وتراوحت النسب المتبقية ما بين 8.2 في المئة لدى بنك الكويت الوطني و2.5 في المئة لدى بنك برقان. 

 

 

  66 في المئة الحصة المستقبلية لبيت التمويل الكويتي

 

نحو المزيد من التركز 

 

على الرغم مما سبق، فإن التعمق في المعطيات الحالية والمستقبلية حول القطاع المصرفي في الكويت، يقود إلى حقيقتين: 
الأولى، إن المصارف التقليدية نجحت في الاستفادة من النمو الحاصل في الصناعة المصرفية الإسلامية، فعلى سبيل المثال بلغ صافي الإيرادات من التمويل الإسلامي لدى بنك الكويت الوطني نحو 124.3 مليون دينار في نهاية العام الماضي، والتي مصدرها بشكل أساسي من نسبة مساهمته في بنك بوبيان مشكلة نحو 18 في المئة من إجمالي صافي إيرادات الفوائد لدى المجموعة والبالغة نحو 689.2 مليون دينار. وتجدر الإشارة إلى أن بنك الكويت الدولي وبنك وربة هما المصرفان الوحيدان اللذان لا تساهم فيهما مؤسسات مصرفية تقليدية، علماً أن الأخير ما زال يستفيد من حداثة عهده في السوق ويقود النمو في الصناعة. 

الثانية، والأهم أن القطاع مقبل على مرحلة تغييرات جذرية تذهب باتجاه المزيد من التركز في الصيرفة الإسلامية على وجه التحديد مع إتمام استحواذ بيت التمويل الكويتي على الأهلي المتحد في البحرين، وتالياً مصرفه التابع في الكويت، إذ سيستحوذ الكيان الجديد على نحو 66 في المئة من إجمالي العمليات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وما يعنيه ذلك من احتدام المنافسة وتقلص الفرص أمام المصارف الأخرى.