قطاع الرفاهية: هل تنبئ نتائج الربع الثالث بنهاية عام سعيدة؟

  • 2020-10-25
  • 11:43

قطاع الرفاهية: هل تنبئ نتائج الربع الثالث بنهاية عام سعيدة؟

  • برت دكاش

أظهرت نتائج الربع الثالث لمجموعات الرفاهية الكبرى والتي بدأت تصدر تباعاً تحسناً ملموساً في إيراداتها، ما قد ينبئ، بنهاية عام "سعيدة"، فقد بلغ مجموع إيرادات كل من مجموعة LVMH، وKering وHermès نحو 17.4 مليار يورو مقابل 17.2 مليار يورو في الربع الثالث من العام 2019، و10.9 مليارات يورو في الربع الثاني من العام الحالي، أي بزيادة نسبتها 59.6 في المئة.

أكثر من مؤشر حملته الأرقام، أبرزها، دور قطاع الموضة والمنتجات الجلدية في تعويض خسائر المجموعات في النصف الأول، وازدياد نشاط التجارة الإلكترونية التي باتت تشكل نسبة لا بأس بها من إجمالي مبيعات تجزئة المجموعات، وهي مرشّحة إلى المزيد من النمو ولاسيما مع مواصلة المجموعات إطلاق مواقع تجارة إلكترونية جديدة في أسواق مختلفة. وبحسب بيانات المجموعات، فقد لعبت دوراً مهماً  في نمو مبيعاتها بعد تراجعها في النصف الأول بسبب إغلاق المتاجر في معظم بلدان العالم نتيجة انتشار وباء كورونا، وبالتزامن مع استئناف عمليات التسليم وانتظامها، يضاف إلى ذلك، استمرار تعافي أسواق آسيا ولاسيما الصين، ومعها أسواق أميركا الشمالية والولايات المتحدة تحديداً، ومساهمتها بنسبة كبيرة في عودة نمو مبيعات الدور التابعة لهذه المجموعات وملامستها إلى حد ما مستوياتها السابقة، أي قبل ظهور "كوفيد-19".  

 

نمو الإيرادات بنسبة 53.3 في المئة مقارنة بالربع الثاني

 

على مستوى المجموعات، حققت أكبر مجموعة رفاهية في العالم LVMH المالكة لأكثر من 70 علامة تجارية فاخرة، إيرادات بقيمة 30.3 مليار يورو في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بتراجع نسبته 21 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وعلى الرغم من تراجع إيراداتها في الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، إلا أن إيراداتها ارتفعت بنسبة 53.3 في المئة مقارنة بالربع الثاني من العام الجاري، من 7.7 مليارات يورو إلى 11.9 مليار، وجاء هذا التحسن نتيجة تحسن اتجاهات السوق ولاسيما عودة النمو إلى نشاطي الكونياك والموضة والمنتجات الجلدية داخل المجموعة. ووفق بيان صادر عنها، فإن إشارات التعافي المشجعة التي لوحظت في حزيران/ يونيو الفائت في أنشطة تابعة للمجموعة، تم تأكيدها في الربع الثالث في جميع المناطق الجغرافية، خصوصاً في الولايات المتحدة وآسيا اللتين نمتا خلال تلك الفترة مرة أخرى.

وإذ شهدت أعمال الموضة والمنتجات الجلدية في المجموعة تراجعاً بنسبة 11 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020، إلا أنها سجلت في الربع الثالث نهضة قوية وتجاوزت إيراداتها نسبة 10 في المئة. وواصلت دار Louis Vuitton  زخمها الاستثنائي والإبداعي في مختلف المجالات، بدءاً من المنتجات إلى العروض والأحداث الخاصة بالمستهلك. إلى ذلك، عززت الدار قدرتها الإنتاجية بافتتاحها مشغلاً جديداً لها في فرنسا تزامناً مع مواصلة التزامها بجودة حرفيتها العالية والاستدامة وإيداع مسؤول.

وكذلك أظهرت Christian Dior  التابعة أيضاً للمجموعة زخماً ملحوظاً ولاسيما مع طرح منتجات جديدة متعددة لاقت إقبالاً من قبل العملاء، إلى جانب علامات موضة أخرى تحسن نشاطها في الربع الثالث مثل  Fendi وCéline.

 

اقرأ أيضاً:
سوق الألماس قد تتعافى وتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

 

زيادة مبيعات الأونلاين أكثر من الضعف

 

بلغت إيرادات ثاني أكبر مجموعة رفاهية في العالم 3.7 مليارات يورو في الربع الثالث من العام 2020  بتراجع نسبته 4.3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغت إيرادات الدور التابعة للمجموعة 3.6 مليارات يورو في الربع الثالث، بتراجع نسبته 4.7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت.

ولا يختلف أداء مجموعة Kering كثيراً عن أداء منافستها، إذ سجل قطاع الموضة لدى الدار أفضل أداء في الربع الثاني، إذ حققت دار Gucci نمواً قوياً في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، وحققت إيرادات بقيمة 2.0 مليار يورو.

وعادت دار Yves Saint Laurent  إلى النمو في الربع الثالث على مستويي المتاجر المشغلة من قبل المجموعة مباشرة وقنوات البيع بالجملة، وبلغ إجمالي إيراداتها 510.7 ملايين يورو، أي بزيادة نسبتها 0.8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وإلى جانب الجاذبية القوية التي تتمتع بها لدى المستهلكين المحليين في أوروبا وأميركا الشمالية، فإن انتشار العلامة بازدياد في منطقة آسيا- المحيط الهادئ حيث الوعي بالعلامة يزيد بالتزامن مع توسع شبكة متاجرها هناك.

وزادت مبيعات العلامة أونلاين بأكثر من الضعفين مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس نجاح إطلاق موقع تجارة الدار الإلكتروني الخاص بالصين في حزيران/ يونيو الماضي، وفق ما ذكر بيان المجموعة، ومدعومة بنجاح مجموعة خريف 2020 ونمو مبيعات الجملة بنسبة 3.4 في المئة.

إلى ذلك، سجلت دار Bottega Veneta  إيرادات بقيمة 332.5 مليون يورو، أي بزيادة نسبتها 17.0 في المئة مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي، وزادت المبيعات المباشرة في المتاجر التابعة للمجموعة، مدفوعة بالأداء الممتاز في آسيا- المحيط الهادئ والنمو القوي في أميركا الشمالية، كذلك قفزت إيرادات مبيعات العلامة بالجملة بنسبة 63.4 في المئة وبالتالي زيادة حصة سوقية مهمة.

إلى ذلك، عادت الدور الأخرى التابعة للمجموعة إلى النمو في الربع الثالث مع إيرادات بقيمة 669.1 مليون يورو بزيادة نسبتها 9.3 في المئة، وزادت مبيعات التجزئة بنسبة 10.0 في المئة والجملة بنسبة 16.7 في المئة.

وعلى مستوى المناطق، حققت الدار ربعاً ثالثاً ممتازاً في أميركا الشمالية حيث سجلت زيادة بنسبة 43.7 في المئة، وأداء قوياً في آسيا- المحيط الهادئ مع زيادة بنسبة 10.6 في المئة، إلا أن الافتقار إلى السياح أرخى بثقله على المبيعات خلال تلك الفترة، خصوصاً في أوروبا الغربية حيث سجلت تراجعاً بنسبة 47.3 في المئة على الرغم من أن العلاقات القوية مع الزبائن المحلين في أوروبا تؤتي ثمارها.

وتواصل مبيعات الأونلاين مسار نموها، بزيادة نسبتها 101.9 في المئة في الربع الثالث، تقودها أميركا الشمالية وآسيا المحيط- الهادئ. وفي الشهور التسعة الأولى من العام الحالي، شكلت التجارة الإلكترونية 12.5 في المئة من مبيعات تجزئة المجموعة.

 

اقرأ أيضاً:
ULYSSE NARDIN: نحو تقوية حضورها في المنطقة

 

نمو ملحوظ في الربع الثالث

 

بعد ربع ثان تأثر بالأزمة الاقتصادية والصحية، نمت مبيعات مجموعة Hermès  في الربع الثالث بنسبة 7 في المئة على أساس سعر صرف ثابت يقودها نشاط متاجر المجموعة التي سجلت زيادة بنسبة 12 في المئة على أساس سعر صرف ثابت، والزخم في آسيا والتحسن المهم في مختلف المناطق الجغرافية الأخرى.

وفي نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، بلغت قيمة إيرادات المجموعة المجمعة 4.2 مليارات يورو بالتوازي مع تحقيق البيع أونلاين تنامياً قوياً.

ونمت أسواق آسيا- باستثناء اليابان- وواصلت ديناميكيتها الجيدة، يقودها ربع ثالث ممتاز، حيث سجلت زيادة بنسبة 29 في المئة، مستفيدة من الأداء الملحوظ في الصين، وكوريا، وأستراليا وتايلاند وتحسن النشاط في هونغ كونغ وسنغافورة. وتنمو مبيعات الأونلاين بقوة هناك مستفيدة من المنصة الرقمية الجديدة، المستحدثة هذا العام في هونغ كونغ، وماكاو وكوريا، وترافق ذلك مع توسعة متجر داليان في الصين وتجديده في أيلول/ سبتمبر الماضي.

أما السوق الأميركية، فتراجعت بنسبة طفيفة في الربع الثالث بسبب إقفال المتجر في هاواي منذ آب/ أغسطس الماضي في حين أعيد فتح متجر دنفر في كولورادو بعد تغيير موقعه.

ولا تزال أوروبا تعاني من الانخفاض في عدد السياح معوضة عن ذلك بشكل جزئي بالزبائن المحليين، مع الإشارة إلى افتتاحها متجراً جديداً في أيلول/ سبتمبر الماضي في فريمينا غودا، وذلك بعد مرور عشرين عاماً على فتح أول متجر في ستليشنيكوف لاين.

وسجل قطاع الجلديات وركوب الخيل، وهو النشاط الأبرز للمجموعة، تراجعاً بنسبة 13 في المئة في الشهور التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إنما تحسن بشكل كبير في الربع الثالث، بزيادة نسبتها 8 في المئة مقارنة بالربع الثاني نتيجة استئناف التسليم والطلب المستدام.

واستفادت أعمال المجموعة الأخرى من استئناف الأعمال نشاطها في مختلف المناطق الجغرافية، فقد سجلت الألبسة الجاهزة والأكسسوارات نهضة في الربع الثالث بزيادة نسبتها 7 في المئة.

أما نشاط الساعات، فعلى الرغم من تراجعه في الأشهر التسعة الأولى بنسبة 8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، إلا أنه حقق أداء جيداً في الربع الثالث بزيادة نسبتها 13 في المئة، وتسجل خطوط أعمال المجموعة الأخرى نمواً عالياً بزيادة نسبتها 12 في المئة في الأشهر التسعة الأولى و42 في المئة في الربع الثالث مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي، وذلك بفضل المجوهرات والمنتجات الخاصة بالمنزل.

 

اقرأ أيضاً:
الصين تُنجد صناعة الرفاهية.. ولا تنقذها

 

بعض القطاعات يسجل أداءً ضعيفاً

 

تبقى الإشارة إلى أن المؤشرات الإيجابية التي أمكن استخلاصها من النتائج والأرقام، لا تخفي أداء بعض القطاعات الضعيف مثل قطاعي العطور ومستحضرات التجميل والساعات والمجوهرات، واستمرار شبه توقف حركة السياحة العالمية، يرافقها تراجع كبير في نشاط البيع بالجملة وتجزئة السفر، ولاسيما في قطاعي الجمال والعطور. فقد سجل القطاع التابع لمجموعة LVMH للسبب المذكور انخفاضاً في إيراداته في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 بنسبة 25 في المئة، وكذلك أنشطة البيع بالجملة بنسبة 35 في المئة. وهبطت كذلك إيرادات نشاط العطور التابع لمجموعة Hermes بنسبة 22 في المئة في الربع الثالث نتيجة تدني مبيعات تجزئة السفر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى نشاط الأقمشة والحرائر لديها والذي تراجع بشكل كبير. وانخفضت إيرادات مبيعات الجملة لدى مجموعة Kering بنسبة 5.2 في المئة بسبب الهبوط الحاد في تجزئة السفر، مصحوباً بإستراتيجية التوزيع الحصري المتنامي من قبلها.

كذلك واصل قطاع الساعات والمجوهرات لدى LVMH انخفاضاً في إيراداته بنسبة 30 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي من 3.2 مليارات يورو. وتعول المجموعة على جديد كل من داري Bvlgari وChaumet لتعويض خسائرها في هذا القطاع وأيضاً على ساعة TAG Heuer الذكية الجديدة وشراكتها الرسمية مع كأس بورشيه للغولف في فرنسا Porsche Gold Cup France.

أما مصانع الساعات التابعة لمجموعة Kering والتي تأذت بقوة من الأزمة، فتواصل تركيزها على التوزيع الأساسي.

 

الحذر سيد الموقف

 

إلى ذلك، لا تخفي الدور حذرها وتخوّفها بسبب عدم قدرتها على تقييم تأثيرات كوفيد-19 وحجمها نظراً الى تطورات الوباء المتسارعة وانتشاره الجغرافي، وهي تعوّل (المجموعات) بشكل أساسي على الابتكار، والحرفية، ومراقبة تكاليفها، والاستثمار المدروس، والحفاظ على جودة منتجاتها وولاء عملائها لاستعادة زخمها في مختلف الأسواق وزيادة مبيعاتها خلال ما تبقى من العام الحالي.