البطاريات.. تهديد جديد لسلامة السفر
البطاريات.. تهديد جديد لسلامة السفر
-
أولا- الاقتصاد والأعمال
تُعدّ بطاريات الشحن المحمولة، أو ما يُعرف بالباور بانك (Power Bank) من الأجهزة التي اصبحت من الضروريات للكثير من الناس، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية المحمولة. ومع ذلك، تحمل هذه الأجهزة تحديات كبيرة تتعلق بالسلامة، ولا سيما في مجال السفر الجوي، حيث تتزايد المخاوف من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن استخدامها على متن الطائرات.
وقد جاء القرار الاخير من ادارة تنظيم الطيران المدني في الصين بمنع المسافرين من حمل هذه البطاريات من دون ان تحمل شهادة معتمدة للسلامة، كدليل جديد على التوجه المتزايد نحو تقييد استخدامات وطرق استخدام هذه البطاريات في الرحلات الجوية ولاسميا بعد حوادث عدة في انحاء مختلفة من العالم تضمنت ارتفاع درجة حرارة هذه البطاريات خلال الرحلات. وتعتقد السلطات الكورية ان إحدى البطاريات كانت سبباً في الحريق التي شب على متن رحلة طيران بوسان في يناير الماضي، كما ان إحدى طائرات طيرن هونغ كونغ القادمة من الصين في مارس الماضي اجبرت على الهبوط بسبب اشتعال النيران في احدى خزائن الامتعة العلوية التي كانت تحتوي على احدى بطاريات الليثيوم المحمولة.
تحتوي الباور بانك على بطاريات من نوع ليثيوم أيون، وهي معروفة بكثافتها العالية للطاقة، مما يجعلها فعالة في شحن الأجهزة بسرعة. لكن هذه الكثافة العالية تعني أيضاً أن البطاريات قد تكون عرضة للخلل أو التلف، سواء بسبب عيوب في التصنيع أو سوء الاستخدام، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ، أو اشتعال النيران، أو حتى انفجار البطارية. في بيئة الطائرة المغلقة والمضغوطة، يمكن أن تتفاقم هذه المخاطر بشكل أكبر، مما يجعل سلامة هذه الأجهزة على متن الطائرات قضية حيوية.
ونتيجة لتزايد الحوادث التي تُسجل حول اشتعال أو انفجار بطاريات الباور بانك خلال الرحلات الجوية، اخذت العديد من الجهات التنظيمية وشركات الطيران إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحدّ من هذه المخاطر ومنها ما أعلنته السلطات الصينية مؤخراً حول حظر حمل الباور بانك غير المعتمدة على متن الرحلات الداخلية. هذا القرار يأتي ضمن جهود أكبر لتعزيز سلامة الطيران، حيث يُطلب من المسافرين حمل هذه الأجهزة في حقائب اليد فقط وعدم وضعها في الأمتعة المسجلة، لتسهيل مراقبتها والسيطرة على أي حوادث محتملة.
علاوة على ذلك، تم تحديد سعة البطاريات المسموح بها على متن الطائرات، وغالباً ما لا تتجاوز 100 واط-ساعة، وهو ما يعادل تقريباً 27,000 ملي أمبير ساعة، كما يُشترط وجود ملصقات واضحة على الأجهزة تبين سعتها ومواصفاتها، لضمان التحقق من مدى توافقها مع المعايير الدولية، كما تحظر معظم شركات الطيران استخدام أو شحن الباور بانك أثناء الرحلة، خاصة في المقصورات العلوية، لتقليل فرص حدوث مشاكل كهربائية أو حرائق.
بالإضافة إلى الإجراءات التنظيمية، تسعى شركات الطيران والمطارات إلى زيادة التوعية بين المسافرين حول مخاطر الباور بانك، من خلال حملات إعلامية وتفتيش دقيق للأجهزة المحمولة قبل الصعود إلى الطائرة. وفي بعض الدول مثل كوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة، فرضت قيوداً صارمة أو حتى حظرت حمل الباور بانك تماماً على بعض الرحلات، في محاولة لتقليل المخاطر إلى أدنى حد ممكن.
وتشكل مسألة هذه البطاريات تحدياً متصاعداً للنقل الجوي نظراً لاستخدامها المتزايد في غالبية الاجهزة الالكترونية وبخاصة الهواتف، الكومبيوترات النقالة ولحمل الكثير من المسافرين لبطاريات منفصلة منها وهذا ما يتوقع ان يواجه قيوداً متزايدة على استخداماتها خلال الرحلات، علماً انه سيكون من الصعب جداً حظرها بالكامل مما يعني زيادة التركيز على جودة التصنيع والمواصفات وطرق الاستخدام خلال الرحلات.
الأكثر قراءة
-
4.2 تريليونات دولار القيمة السوقية للأسواق المالية الخليجية في 2024
-
مذكرة تفاهم بين "التغير المناخي والبيئة" و"صندوق الإمارات للنمو" في مجال الأمن الغذائي
-
شراكة بين "هواوي" و"نافس" لتطوير الكوادر الإماراتية
-
"الإمارات للألمينيوم" توقع اتفاقيات مع "غانا المتكاملة لتطوير الألمينيو"
-
موازنات الخليج 2025 بين ضغوط النفط ورهانات التنويع