كيف يمكن إنقاذ الشركات المتعثرة وتحسين هندساتها المالية؟

  • 2023-06-07
  • 12:00

كيف يمكن إنقاذ الشركات المتعثرة وتحسين هندساتها المالية؟

د. رضا شمس الدين يجيب في حوار مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال"

  • كريستي قهوجي

يشكل التعليم عند الإنسان بوابة عبور لمستقبل أفضل يسعى من خلاله إلى اكتساب المعرفة والثقافة والعلم والحصول على أفضل مقوّمات الحياة على الصعيد المهني والاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى سعيه لتحقيق أهدافه المنشودة والنجاح في مسيرته المهنية. وتكمن أهمية التعليم للأستاذ المدرسي أو المحاضر الجامعي بأنها موهبة تولد معه ويعمل على تنميتها خلال مسيرته اليومية ولا يمكن لأي أحد ممن لا يمتلكون هذه الموهبة النجاح في تأديتها على أكمل وجه.

 

للاطلاع:

"دبي الإسلامي" يختار IBM Consulting لتسريع التحول الرقمي للبيانات

 

وفي معترك الحياة، يواجه الإنسان النجاح إذا فكّر وخطط بطريقة صحيحة وإلا فشل فشلاً ذريعاً في مسيرته المهنية، وكذلك الأمر بالنسبة للشركات التي يمكن أن تقع في مشكلات هي بغنى عنها في حال سوء إدارة مسؤوليها وعدم وعيهم وإدراكهم للحلول قبل فوات الأوان.

 

مسيرة طويلة

 

وفي هذا السياق، يقول المحاضر الجامعي في مادة الـMicroeconomics في عدد من الجامعات اللبنانية د. رضا شمس الدين إن التعليم موهبة تولد مع الإنسان وعليه أن ينمّيها ويطوّرها وليست مهنة لأحد، مشيراً إلى أن التعليم هو مهارة وموهبة مثله مثل النحت والرسم وأن معرفة المعلومة يمكن أن يكتسبها خريجو الجامعات ويرى أن طريقة إيصال المعلومات للطلاب وتثبيتها لديهم هي في حد ذاتها فنّ.

ويضيف شمس الدين في حوار مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" أن مسيرته في ميدان التعليم بدأت منذ العام 1993 من خلال التعليم الخاص للطلاب لحين حصوله على الإجازة الجامعية، حيث انتقل إلى التعليم في المدارس والمعاهد وصولاً في نهاية المطاف إلى التعليم الجامعي. ويلفت النظر إلى أنه، وخلال مسيرته المهنية، اكتشف أن أستاذ الدروس الخصوصية يشكل عنصراً خطراً على طلابه في حال لم يكن جديراً بهذا اللقب خصوصاً وإن كان يعرف المعلومة فقط ولا يعلم كيفية إيصالها إلى الطرف الآخر مما سيؤدي بالطلاب إلى انخفاض استخدامهم للمهارات وبالتالي إلى مواجهتهم للفشل في مسيرتهم الدراسية، مشيراً إلى أنه تصدّى للأفراد والمراكز التي تقدم دروساً خصوصية للطلاب والتي تهدف في الأساس لأن تكون حلاً لمساعدة التلاميذ في دروسهم ولكنها تتسبب بمشاكل أكبر، لافتاً النظر إلى أن هناك تقصيراً كبيراً بحق الطريقة التي يجب تقديمها إلى الطالب لإعطاء أفضل ما لديه.

 

"Career Test"

 

ويضيء د. شمس الدين على مشروع الـ"Career Test" الخاص بتقييم توجهات طلاب المدارس والجامعات نحو الاختصاصات التي تناسب تطلعاتهم وآفاقهم ويقول إن هناك عدداً كبيراً من الطلاب الذين يغيرون مجال اختصاصهم بسبب عدم ملاءمته لهم ويتوجهون إلى اختصاصات أخرى، ويوضح أن هذا التقييم الذي يتم تطبيقه في أهم المدارس السويسرية والبريطانية والسويدية والأميركية، يحدد ما هي ميول الطالب المهنية والتعليمية كالطب او الهندسة وغيرها من الاختصاصات، مشيراً إلى أنه يتم إجراء امتحانات للطلاب في أكثر من وقت وهي عبارة عن مزيج من طريقة التفكير والرؤية لدى الطالب، مضيفاً أن هذا النوع من الامتحانات يتضمن مسائل حسابية بعيدة عن الرياضيات وأشكال هندسية وثقافة فيزيائية وكيميائية يساعد تحليلها على تحديد ميول الطالب وتوجيهه نحو الاختصاص المناسب له، ذاكراً أنه يقوم بتطبيقه في لبنان منذ 7 أعوام.

 

الهوية الإدارية و"The 1 1 1 1 Model"

 

وحول هويته الإدارية، يقول د. شمس الدين إن الإدارة مطلوبة من الإنسان في منزله وأسرته وعمله وهي منهج وهيكلية يجب اتباعهما، مشيراً إلى أنه عمل منذ 11 عاماً مع عدد كبير من الشركات والمشاريع المهمة في مجال المنهجية من خلال البحث عن الشركات المتعثرة لتعزيز عملها وتقويته وشركات غير متعثرة من خلال جعلها رائدة في مجالها عبر تغيير منهج عملها وتقويتها أكثر وأكثر، كاشفاً عن آخر منهجية توصل إليها وهي "The 1 1 1 1 Model" في مجال الإدارة. ويوضح أن هذا الابتكار هو عبارة عن فريق واحد ومنتج واحد وBacklog واحد ومؤشر أداء رئيسي واحد (1 Team, 1 Product, 1 Backlog, 1 KPI)، مضيفاً أن هذه السلسلة تجعل من كل وحدة إدارية في مؤسسة كبيرة شركة في حد ذاتها مؤلفة من فريق عمل يعمل على منتج واحد وكل وحدة مسؤولة عن نفسها وعن أرباحها تحت جناح المؤسسة الكبيرة التي تحتويها، مشيراً إلى أن هذا الأمر طورته فترة جائحة كورونا.

 

الـ Matrix  في خدمة الشركات المتعثرة

 

 

وحول رؤيته الاقتصادية للشركات المتعثرة وغير المتعثرة، يقول شمس الدين إنه عمل مع الكثير من الشركات بمستوى صعب واستطاع مع فريق عمله أن يساعدوها على النهوض من خلال مراقبة تفاصيل حركية هذه الشركات على السوق التي تستهدفها، موضحاً أن فريق عمله يقوم بدراسة أكثر من دائرة تتعلق بالشركات والتي تؤدي إلى إيجاد حلول بشكل دائم للمشكلة الداهمة التي تعانيها، مضيفاً أنه تم الاستعانة بالـMatrix التي صدرت في "Boston Consulting Group" سنة 1973  والمستخدم من عدد كبير من الشركات.

ويرى شمس الدين أن هناك حلولاً دائمة للمشاكل في العمل إذا تم التفكير والعمل بطريقة صحيحة مبدئياً مقرونة بالتخطيط الصحيح، مشيراً إلى أن فريق عمله طعّم تحويل المفاهيم العلمية التي يكتسبها المتلقي عندما يبدأ عمله في شركة معينة لتكون سلوكاً، مشيراً إلى أنه عندما يتحقق الربط بين المعرفة العلمية والسلوك يمكن تحقيق نتائج أفضل للمشاريع التي يعمل عليها، لافتاً النظر إلى أن هناك مبادئ وبروتوكلات معينة يتم اتباعها لتكوين رؤية سليمة للمشروع.

 

ماذا عن الهندسات المالية؟

 

وحول الهندسات المالية للشركات، يقول إنه عند تحديد دوائر التعثر بشكل دقيق يمكن عندها معالجتها او افتراض معالجتها، مشيراً إلى أن فريق عمله في أكثر من محطة وبعد تحديد نقاط التعثر، استطاع أن يربط بين المشروع المطلوب نشله من مرحلة إلى أخرى أو رفعه من مرحلة إلى أخرى أو حتى تغيير هويته من صناعي إلى خدماتي أو من سياحي إلى صناعي وهذا يعتمد على المعطيات الموجودة في المشروع، لافتاً الانتباه إلى أنه استطاع أن يترجم الدراسة في الميدان وينتصر في النتائج.

 

تفاصيل الحوار في الفيديو المرفق...