هل يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصة في "انتر ميلان"؟

  • 2021-03-21
  • 15:00

هل يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصة في "انتر ميلان"؟

  • عاصم البعيني
أفادت معلومات بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي دخل في مفاوضات جدية مع مجموعة "سونينغ" (Suning) الصينية المالكة لنادي "انتر ميلان" الايطالي للإستحواذ على نحو 30 في المئة من النادي. وبحسب المعلومات، فإن محافظ الصندوق ياسر الرميان تولى جانباً من المفاوضات مع الجانب الصيني. 

وفي حال إتمام الصفقة المحتملة، تدخل المملكة العربية السعودية نادي الدول الخليجية المستثمرة في أندية كرة القدم الأوروبية، لتنضم بذلك إلى كل من الإمارات والبحرين وقطر، كما إنها (الصفقة) تنسجم مع جهود المملكة للاستثمار في قطاع الترفيه والأحداث الرياضية في الداخل والخارج. 

 

العرض الأولي تضمن الاستحواذ على 30 في المئة من إجمالي حصة مجموعة "سونينغ" الصينية


وسجلت الأسابيع الماضية اهتمام أكثر من جهة وصندوق استثماري بالاستحواذ على حصة في نادي "انتر ميلان"، وتبقى حظوظ صندوق الاستثمارات السعودي، نظراً إلى أن العرض الأولي يتضمن الاستحواذ على نحو 30 في المئة من النادي، وهو توجه ينسجم مع رغبة المجموعة الصينية "سونينغ" الراغبة بالاحتفاظ بحصة مؤثرة في النادي من إجمالي حصتها البالغة نحو 68.55 في المئة، وكان هذا العامل بالإضافة إلى الاختلاف في التقييم المالي أحد أسباب انهيار المفاوضات مع صندوق الاستثمار البريطاني "بي سي بارتنرز" (PC Partners)، وبلغ تقييم الصندوق للنادي بنحو 800 مليون دولار، فيما تقيمه مجموعة "سونينغ" بنحو مليار دولار. 

معاناة "سونينغ"  

وتأتي هذه التطورات على خلفية الضغوط المالية التي تعانيها المجموعة الصينية من جراء تداعيات جائحة كورونا على نشاطها في مجال قطاع التجزئة الالكترونية في الصين، كما عانت المجموعة من القيود التي فرضتها الحكومة الصينية على الاستثمار في الأندية الرياضية، إذ إن هذه التحديات أدت إلى توقف نشاط  نادي "جيانغسو سونينغ" (Jiangsu FC) التابع لها في الدوري الصيني، وهي تحتاج لتوفير نحو 200 مليون يورو كسيولة نقدية لصالح النادي الإيطالي "انتر ميلان". 

 

صندوق "فورتريس" (Fortress) التابع لمجموعة "سوفت" بنك ينافس على الصفقة 

صفقة مشتركة؟ 

ووفقاً للمعلومات المتصلة بالصفقة، فإن صندوق الاستثمار الأميركي "فورتريس" (Fortress) حقق تقدماً على طريق التوصل للاتفاق مع شركة مجموعة "سونينغ" (Suning) المالكة للنادي، يقضي بضخ استثمارات جديدة في النادي بما يمكنه من الوفاء بالتزاماته، ويوفر له في الوقت نفسه السيولة الكافية. 
وعلى الرغم من التقدم الحاصل في المفاوضات بين شركة "سونينغ" وصندوق الاستثمار الأميركي والتفاؤل بقرب الانتهاء من الصفقة، بما يمكّن المجموعة الصينية من الاحتفاظ بإدارتها للنادي، غير إن هذه المعطيات لا تقصي صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الصورة. 
وتفيد المعلومات بأن تعاوناً قد يتم بين الأطراف الثلاثة من منطلق المصالح المشتركة. فصندوق "فورتريس" (Fortress) تديره مجموعة "سوفت بنك" التي يعد صندوق الاستثمارات العامة مساهماً رئيسياً فيه، كما إن "سوفت بنك" يساهم بنحو 25 في المئة في مجموعة "علي بابا" الصينية التي سبق لها أن أتمت عملية تبادل أسهم مع مجموعة "سونينغ" (Suning) مقابل 130 مليون يورو. 

وتجدر الإشارة إلى أن محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، يشغل عضوية مجلس إدارة "سوفت بنك"، فيما يشغل ماسايوشي سون (Masayoshi Son) عضوية الهيئة الاستشارية التي تعمل عن قرب مع صندوق الاستثمارات العامة. 

 

 

هل تصبح كرة القدم أحد عناصر استراتيجية السياحة والترفيه في المملكة؟

الترفيه والسياحة 

إلى ذلك، تدخل صفقة الاستحواذ على نادي "انتر ميلان" من قبل صندوق الاستثمارات العامة، في سياق التوجهات العامة للمملكة العربية السعودية المركزة على الاستثمار في قطاعي الترفيه والذي يحتل حيزاً أساسياً في رؤية المملكة 2030. ويبدو جلياً أن المملكة تعول على الأحداث الرياضية وصناعة الترفيه في تطبيق استراتيجيتها، إذ من المخطط لمدينة جدة أن تستضيف إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا واحد، وقد سبق لها استضافة جولة من بطولة فورمولا إيه (Formula E) ورالي داكار.

ويعكس هذا التوجه رغبة المملكة العربية السعودية في ضم صناعة كرة القدم إلى محفظة صندوق الاستثمارات العامة. وسبق للصندوق أن بذل جهداً للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد خلال العام الماضي والذي يلعب في مصافي أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، وقد توقفت الصفقة بعد عدم الحصول على رابطة الدوري الإنكليزي، كذلك، فقد سبق للصندوق أن دخل في مفاوضات أولية مع عائلة "غليزر" المالكة لنادي مانشستر يونايتد. 

 

 

2.4 مليار دولار تراجع في عائدات أكبر 20 نادياً أوروبياً نتيجة الجائحة ما يؤثر على تقييم الأندية

الجائحة تضرب القطاع 

وإذا كان الاهتمام السعودي بالاستثمار في أندية كرة القدم الأوروبية سابقاً على ظهور الجائحة، فإن صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد يستفيد من التقييمات المنخفضة للأندية الأوروبية في ظل التحديات التي تواجهها والتراجع الحاد في إيراداتها جرّاء حالة إغلاق المدرجات وانخفاض العائدات التجارية وحقوق النقل التلفزيوني وسواها. وتوقع أحدث تقرير عن "ديلويت" (Deloitte) أن الجائحة ستكلف أكبر 20 نادياً في أوروبا نحو 2.42 مليار دولار. وأظهر التقرير تراجع إيرادات هذه الأندية نحو 1.33 مليار دولار خلال الموسم الرياضي 2019/2020، نتيجة غياب الجمهور عن حضور المباريات وتراجع إيرادات البث التلفزيوني، فيما يشير التقرير إلى استمرار تداعيات الجائحة خلال الموسم الحالي في ظل استمرار حالات الإغلاق وتفاقم التحديات.