سوليفان من BCG: التحول الرقمي سيساعد اقتصادات الخليج على تجاوز الأزمة

  • 2020-11-15
  • 11:09

سوليفان من BCG: التحول الرقمي سيساعد اقتصادات الخليج على تجاوز الأزمة

مقابلة مع الشريك الإداري في بوسطن كونسلتينغ غروب جودفري سوليفيان

  • رانيا غانم

تركت جائحة كورونا تداعياتها على إيرادات المدفوعات لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، وأحدثت تغييرات واسعة النطاق في حياة المستهلكين والشركات حول العالم، وفق تقرير أصدرته بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) تحت عنوان "المدفوعات العالمية 2020: تقدم متسارع نحو المستقبل".

وفي ظل التطورات العالمية المتغيرة الناجمة عن انتشار الوباء وعدم وضوح الرؤية المستقبلية، يتوقع التقرير ثلاثة سيناريوهات محتملة لنمو الإيرادات، الأول يشير إلى حصول انتعاش سريع في المستقبل القريب، ويتمثل في نمو مجموع إيرادات المدفوعات في دول الخليج بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 1.1 في المئة. أما السيناريو الثاني فهو حصول تعاف بطيء، بحيث سيصل مجموع الإيرادات على مستوى المنطقة إلى 23.1 مليار دولار في حلول العام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 0.1 في المئة. أما السيناريو الثالث فهو التأثير العميق، حيث يتوقع تقلص مجموع الإيرادات بمعدل نمو سنوي مركب سالب بنسبة 0.9 في المئة.

وللوقوف أكثر على تفاصيل التقرير والرؤية المستقبلية لقطاع المدفوعات في ظل التطورات العالمية المتغيرة، والأسباب وراء النمو المحدود، "أولاً-الاقتصاد والأعمال" تحدث إلى الشريك في بوسطن كونسلتينغ جروب جودفري سوليفان، الذي يعزو النمو المحدود المتوقع في إيرادات المدفوعات في السنوات الخمس المقبلة، إلى حالة عدم اليقين والتباطؤ الملحوظ في النمو الاقتصادي نتيجة التراجع الكبير في أسعار النفط وتباطؤ السياحة وعودة الكثير من الوافدين إلى بلدانهم الأم الذي خلفته جائحة كورونا.  لكنه يلفت النظر إلى أنه على الرغم من النمو المعتدل المرتقب في السيناريوهات الثلاثة التي حددها التقرير إلا أن دول الخليج شهدت تحولاً حقيقياً من الدفع النقدي إلى الدفع الرقمي وارتفاعاً ملحوظاً في معاملات الدفع الإلكترونية، ويضيف: " ثمة فرص هائلة للنمو في المدفوعات الرقمية".

 

 المصارف ستبقى المحرك الاقتصادي الأوسع للمدفوعات

ولكن الفنتك ستساهم في تسريع التحول نحو المدفوعات الرقمية

 

 

التحول الرقمي حل للخروج من الأزمة

 

في مقابل التداعيات السلبية التي تركتها الجائحة ثمة انعكاسات إيجابية تمثلت في تبني الحكومات الخليجية والشركات لعملية التحول الرقمي. وفي هذا الإطار، يشير سوليفان إلى أن التحول الرقمي أعطى الاقتصادات الخليجية دفعة كبيرة إلى الأمام وكان له تأثيراً إيجابياً على قطاعات اقتصادية عدة، مضيفاً أنه سيساعد على الخروج السريع من تداعيات الأزمة. ويؤكد سوليفان أن المؤسسات والشركات التي تبنت الحلول الرقمية استفادت من تغير سلوك المستهلكين الذين اتجهوا إلى المواقع الإلكترونية للتسوق وتأمين احتياجاتهم، لذا سيكون أداؤها جيداً في المرحلة المقبلة وستستفيد من التطورات الجديدة للتفاعل مع عملائها. أما الشركات التي لم تواكب التطورات الحاصلة ستواجه تحديات وعقبات أكثر صعوبة، وعليها أن تكافح وتستثمر في التقنية وتعيد هيكلة نفسها لضمان استمراريتها وصمودها.

وعما إذا كانت اقتصادات الخليج ستتعافى بسرعة بعد هذه الأزمة، فيؤكد سوليفان أن الجائحة خلقت تحديات عدة لا سيما على قطاعات السياحة والسفر والنفط، لذا من الواضح أن العام المقبل سيكون صعباً ودقيقاً.

 

إقرأ: 
أبوظبي الأول: نحو إطلاق شركة متخصصة بالمدفوعات

 

تكامل بين الفنتك والمصارف

 

وعن قطاع الفنتك وكيفية تطوره في الأسواق الخليجية، فيشير سوليفان إلى أن المصارف القائمة لا تزال تهيمن على الخدمات المالية في الخليج عموماً والسوقين السعودية والإماراتية خصوصاً، موضحاً أن سلوك المستهلكين المصرفي لم يتغير بشكل كبير. ويضيف: "صحيح أن الكثير من شركات التكنولوجيا المالية تدخل السوق لكن غالباً ما تكون شريكاً بارزاً للمؤسسات المالية القائمة، والخدمات التي تقدمها تكمل الخدمات المصرفية، مشيراً إلى أن السوق ستشهد المزيد من شركات الفنتك المستقلة والجاذبة في السنوات القادمة.

وفي هذا السياق، يؤكد سوليفان أن المصارف ستبقى المحرك الاقتصادي الأوسع للمدفوعات، ولكن الخدمات التي تقدمها شركات الفنتك ستساهم في تسريع التحول نحو المدفوعات الرقمية. ويلفت إلى أن السوق السعودية خير مثال على ذلك، إذا أن شركات عدة مثل STCpay وهلا دخلت السوق وأحدثت تأثيرات كبيرة على سلوك المستخدمين وعلى تبنيهم للدفع الرقمي.

 

إقرأ: 
خيارات الدفع الإلكترونية تعزز نمو قطاع التجارة الإلكترونية بالإمارات

 

جاذب ولكن..

 

وعن مدى جاذبية قطاع الفنتك للمستثمرين الدوليين، فيقول سوليفان: "يبدو أن القطاع مثير جداً لاهتمام صناديق الاستثمار الجريء في المنطقة، لكنه على المستوى العالمي ثمة منافسين أكثر جاذبية للمستثمرين وأبرز مثال على ذلك الهند". ويؤكد وجود فرص مثيرة للاهتمام في السعودية بسبب الانفتاح غير المسبوق من قبل الجهات التنظيمية مثل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) وهيئة السوق المالية، وهذا سيجذب صناديق رأس المال الجريء. ويضيف أن شركات الفنتك في المنطقة تحصل على تقييمات مرتفعة جداً ويتعين عليها التوسع جغرافياً خارج حدود المنطقة لكي تصبح أكثر جذباً للمستثمرين. ويوضح سوليفان أن المواهب والكفاءات المطلوبة للقطاع متوافرة في المنطقة، قائلاً: "ثمة شريحة كبير من المفكرين والمبتكرين، لكن ثمة نقص في بعض المواهب التقنية مثل المطورين والمبرمجين التي تعتبر مهارات أساسية لإنجاح شركات فنتك ناجحة".

 

 إقرأ: 
العلمي من تلر: بوابات الدفع الرقمية ركيزة الاقتصاد المستقبلي

 

على المسار الصحيح

ويخلص سوليفان إلى القول بأن البيئة الاقتصادية العامة ستكون قيداً لصناعات عدة بما فيه قطاع المدفوعات، لكن المدفوعات الرقمية ستكون مثيرة للاهتمام، وستحقق الشركات القادرة على استخدام قنوات رقمية جديدة مثل الدفع اللاتلامسي والدفع عبر الهواتف المحمولة والدفع أونلاين أداءً جيداً. ويختم قائلاً "إن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى الوصول إلى مجتمع غير نقدي، وتقوم السعودية بعمل رائع لتحقيق هدفها نحو بلوغ مجتمع غير نقدي".