معوض: سوق الألماس قد تتعافى وتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

  • 2020-10-11
  • 08:00

معوض: سوق الألماس قد تتعافى وتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

  • برت دكاش

من نجاح إلى نجاح، تعبير يصف مسيرة دار Mouawad منذ تأسيسها العام 1908 لغاية اليوم. فعلى مدى 130 عاماً، تمكنت الأجيال الأربعة المتعاقبة من حماية إرث العائلة الذي بدأ بناؤه مع الجد الأكبر، المؤسس داود معوض في متجر ببيروت، كما يخبر الحارس- الشريك Co-Gardian في الدار فْريد معوض "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، ويروي معوض محطات في تاريخ الدار ومرحلة كورونا وتأثير الوباء على سوق الألماس والمجوهرات الراقية عموماً، متوقّعاً أن تتعافي فور القضاء على الوباء، لا بل تخطيها مستويات ما قبل "كوفيد-19". 

ويعزو معوض مرونة وقدرة الألماس والأحجار الكريمة على مواجهة الأزمات، باحتفاظهما بقيمتهما التي قد تزيد مع مرور الوقت، "مما يؤدي إلى استمرار الطلب عليهما إما لارتدائهما كمجوهرات أو كاستثمار"، يضيف معوض.

 

البدايات والتطور

 

إذاً، من المؤسس إلى ممثل الجيل الثاني فايز معوض انتقل مشغل Mouawad، ومعه خطا أولى خطوات الدار خارج حدود الوطن، وتحديداً السعودية. ومن هناك، تحوّل المتجر إلى متاجر والدار إلى صانع مجوهرات العائلات المالكة والحاكمة والنخب على امتداد الشرق الأوسط، وانتشرت عالمياً مع ممثل الجيل الثالث روبير معوض الذي عرفت معه الدار محطات حري التوقّف عندها، مثل ابتكاره أول ساعة باسمه هي Robergé، يذكر معوض، واستحواذه على عدد من أكبر أحجار الألماس في العالم، ليحجز بذلك لنفسه، وللدار، مكاناً كأحد أكبر اللاعبين في صناعة الألماس في العالم.

في العام 2010، سلّم روبير معوض الأمانة إلى أبنائه الثلاثة، فْريد، وآلان وباسكال الذين اعتبروا أنفسهم "حراساً- شركاء" Co-Gardians لإرث العائلة، فنقلوا الدار إلى مستوى جديد مع دخول اسم Mouawad كتاب غينيس في أكثر من مجال، ونسج علاقات مع أبرز مشاهير العالم وبناء الشراكات الدولية من مقر الإدارة في نيويورك، وانخرطوا كذلك في صناعة الألماس التي كفلت حصولهم على أجود أنواعه، لتقديم مجوهرات استثنائية لعملاء الدار.

 

اقرأ ايضاً:

ما الذي يحكم صناعة الألماس؟

 

 

كل جيل هو حارس للإرث المنتقل إليه

 

ويقول معوض لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إن "كل جيل خلف الجيل الذي سبقه، وجد نفسه حارساً للإرث المنتقل إليه، ورائداً تقع على عاتقه مهمة البناء على هذا الإرث بطريقة إيجابية. وعلى امتداد الأجيال، واصلت Mouawad البناء والتطور، ونحن فخورون بما وصلنا إليه اليوم، أي بناء شركة مدمجة عمودياً كلياً، وتأمين منتجات استثنائية لعملائنا، مصنّعة بالكامل داخل مشاغلنا".

ويضيف: "نحن الآن نعبر إلى الجيل الخامس، ونقدّم أبناءنا على أنهم الجيل المقبل الذي سيدير أعمال العائلة"، ويؤكد أن الحفاظ على إرث العائلة لا يمثّل تحدياً"، منطلقاً من كون "العائلة مهمة جداً بالنسبة إلينا، وكذلك أعمال العائلة، وبالتالي من المهم أن نعي دائماً لما تمثله أعمال العائلة وما أصبحت عليه اليوم والحفاظ عليها للأجيال المقبلة".

مجموعة Oceana الاستثنائية

 

التمتع بالأسس الصحيحة والصدق

 

يعزو معوض نجاح الدار واستمراريتها إلى "مجموعة من العوامل، ولاسيما التمتع بالأسس الصحيحة التي أسسنا عليها وتمثّل كل إرثنا، إلى جانب الأصالة، والصدق بالحفاظ على قيمنا التي صنعت نجاحنا، وامتلاك الرؤية لنمضي قدماً إلى ما هو أبعد مما نحن عليه اليوم".

ويلفت إلى "مواصلة الدار تصميم ابتكارات استثنائية بالتوازي مع توسيع شراكاتنا مع جهات عالمية مثل مؤسسة مالكة جمال الكون، وملكة جمال العالم تايلند"، مشيراً إلى "تركيزنا الآن هو على بناء قاعدة لنا أقوى في آسيا حيث نملك موقعاً للإنتاج".

 

سجل حافل بالأرقام القياسية

 

سِجل الأرقام القياسية في كتاب غينيس مفتوح دائماً على المزيد من الأرقام وقد بات جزءاً لا يتجزأ من إرث الدار المتوارث من الأب روبير معوض ويكمل مع الأبناء. ويقول معوض:"يبلغ عدد الأرقام القياسية التي في جعبة الدار لغاية اليوم خمسة أرقام"، ويذكر منها "أول رقم سجل خلال تولي والدي زمام إدارة الدار، وتحديداً العام 1990 من خلال Mouawad Splendor، وهي أغلى ألماسة منفردة بتقطيع الإجاصة في العالم زنتها 101.84 قيراط بدرجة نقاوة داخلية D وتساوي 12.76 مليون دولار، بالإضافة إلى أغلى صندوق مجوهرات في العالم وهي Flower of Eternity Jewelry Coffer  بقيمة 3.5 ملايين دولار وأغلى قلادة في العالم هي Mouawad L’Incomparable Diamond Necklace  بقيمة 55 مليون دولار"، وشدّد معوض على أن "هذه الأرقام القياسية عرفاناً بكوننا نصنع أشياء استثنائية، وتعكس سعينا نحو الكمال ولأن نكون مرادفاً لأقصى معاني الرفاهية والرفعة".

 

اقرأ ايضاً:

بيرفيس: هذا القاسم المشترك بين عالمي صناعة الساعات الرفيعة والأزياء الراقية

 

الساعات جزء لا يتجزأ من أعمال الدار

 

وماذا عن تصميم وابتكار الساعات الذي تجسد في سبعينات القرن الماضي بساعة Robergé؟ يجيب معوض: "نشاط الساعات جزء مدمج من أعمال الدار ويديره حالياً شقيقي آلان الذي يتمتع بخبرة واسعة كصانع ساعات ومصمم مستقل. الساعات أيضاً جزء لا يتجزأ من إرث Mouawad، وهي تعكس بداية قصتنا منذ 130 عاماً مع جدي الأكبر داود معوض الذي هاجر من لبنان واكتسب مهارات في صناعة الساعات في الخارج قبل أن يحضرها معه إلى وطنه ويفتح أول مشغل Mouawad في بيروت، وهذا الشغف بصناعة الساعات، انتقل بدوره عبر الأجيال. وفي سبعينات القرن الماضي، طرح والدي روبير علامة الساعات الخاصة به واشترى مشاغل خاصة في سويسرا، ضامناً بذلك أن كل الساعات مصنعة في سويسرا وتتمتع بالدقة والتقنية التي تشتهر بها صناعة الساعات السويسرية. ولغاية اليوم، تصنع جميع ساعات Mouawad في سويسرا داخل مشاغل الدار ووفق أعلى معايير الجودة والدقة، ونواصل باستمرار تطويره وابتكار قطع رائعة، تماشياً مع سمعتنا في صناعة كل ما هو استثنائي".

 

ساعة Galaxy

 

عملاء منتشرون في مختلف القارات

 

يرفض معوض حصر عملاء الدار بفئة معينة، سواء بهوية "امرأة" Mouawad أو بعمر محدّد. ويقول موضحاً: "كوننا شركة عالمية، فذلك يعني أننا لسنا محصورين بفئة معينة من النساء اللواتي يفضلن دون سواهن Mouwawd؛ فقاعدة عملائنا موزعة في مختلف القارات، وهي مكونة من أذواق مختلفة، لكن ما يجمع بينها هو تقديرها للحرفية، والنوعية، والقيمة، والجمال، والندرة ولكل ما هو استثنائي، وهذا ينطبق على النساء بقدر ما ينطبق على الرجال أيضاً الحاضرين جداً في عالم دارنا من خلال الساعات، والمجوهرات، ومسابح الصلاة، والأقلام والقطع الفنية المصممة خصيصاً لهم".

ويضيف مشدّداً على أن "ما تقدمه الدار ليس محصوراً بفئة عمرية محددة، بل إن جميع ابتكاراتنا موجهة إلى كل من يبحث عن شيء نادر، وأصيل واستثنائي، وبالتالي، نحن نتوجه إلى الأجيال الشابة كما الأكبر سناً بواسطة ما نقدمه ومن خلال أسلوب التواصل معهم".

وعن انخراط Mouawad في البيع أونلاين، يوضح معوض أن " الحضور أونلاين بات أمراً في غاية الأهمية سواء في ظل المناخ الذي فرضه أخيراً "كوفيد-19" أو بعيداً عنه، إلا أنه في عالم المجوهرات الرفيعة، لا يمكن أن يحل البيع أونلاين محل المتجر أو العلاقات المباشرة، أي وجهاً لوجه، مع الزبون. وفي ما يخص المجوهرات النادرة ذات القيمة المرتفعة، هنالك ارتباط عاطفي بين القطعة ومرتديها، وبالتالي من المهم جداً رؤية هذه القطعة شخصياً، وارتداؤها قبل اتخاذ القرار بشرائها".

 

سلسلة إجراءات لحماية الموظفين والزبائن

 

وكيف تتعامل Mouawad مع أزمة "كوفيد-19" وما مدى تأثير الجائحة على سوق المجوهرات الراقية؟ يرد معوض قائلاً إن "جميع الأعمال تأثرت بطريقة أو بأخرى بـ "كوفيد-19". وأولويتنا كانت في بداية انتشار الوباء ضمان سلامة موظفينا وعملائنا، لذلك أغلقنا بعض متاجرنا في ذروة بدايته تماشياً مع نصيحة الحكومات والإجراءات المتخذة في البلدان التي نعمل فيها. ومع انتهاء فترة الإغلاق، أعدنا فتح جميع متاجرنا مع اعتماد سلسلة من الإجراءات لحماية موظفينا وزبائننا وتقليل الخطر عليهم، مع العلم بأنه في تلك المرحلة، كان من المهم جداً استخدام قنوات التواصل الخاصة بنا لمشاركة رسائل إيجابية مع عملائنا ومتابعينا، خصوصاً حول أهمية الوحدة وقدرتها في مواجهة الأزمات وهي كانت عنواناً للتاج الذي صممناه لملكة جمال الكون 2020 التي أصبحت رسالتها، بدورها، أكثر أهمية من ذي قبل في ظل الأوقات المليئة بالتحديات ولاسيما التي شهدنا عليها في الأشهر الأخيرة الماضية".

أغلى صندوق مجوهرات في العالم Flower of Eternity Jewelry Coffer 

 

للألملاس والأحجار الكريمة جاذبية أزلية

 

وعما يمنح المجوهرات مرونة وقدرة على الصمود في وجه الأزمات، يشير معوض إلى أن "الألماس والأحجار الكريمة عموماً يتمتعان بجاذبية أزلية، مما يجعلهما مرغوبين بقوة، سواء كانا على شكل حلي أو كوسيلة للاستثمار". ويتابع : "الألماس قطعة جميلة ونادرة، وندرتها هذه تعني احتمال زيادة قيمتها مع مرور الزمن. وفي الوقت نفسه، وإلى جانب تمتع الألماس بقيمة مالية، يمكن ارتداؤه، وهو يتمتع أيضاً بقيمة عاطفية، ويعكس مستوى اجتماعياً معيناً، ويمكن نقله من جيل إلى جيل من دون أن يتضرر مظهره، بالإضافة إلى إمكانية تخزينه في مساحة صغيرة. إذاً، جميع هذه الصفات تزيد من الرغبة في اقتناء الألماس. وعلى المدى الطويل، ونظراً الى محدودية المورد الطبيعي للألماس، ينظر إليه على كونه استثماراً جيداً".

 

توقعات بتجاوز السوق مستوياتها قبل "كوفيد-19"

 

ويكمل في سياق الحديث عن تأثيرات "كوفيد-19" على سوق المجوهرات الراقية: "ما تعلّمناه من "كوفيد-19" هو أن لا شيء ثابتاً، لكن ذلك لا يعني أيضاً أنه علينا أن ندق جرس الإنذار أو نقلق بشأن ما يحمله المستقبل، إذ لا أحد يملك القدرة على التنبؤ به، علماً بأنه متى تمّ القضاء على الفيروس، يتوقع أن تتعافى السوق، مع إمكانية أن تتخطى مستويات ما كانت عليه قبل "كوفيد-19"".

ويختم معوض رداً على سؤال عن مشاريع الدار المستقبلية فيقول: "مواصلة صنع كل ما هو استثنائي".