السعودية: إجراءات مالية جديدة في مواجهة صدمتي كورونا والنفط

  • 2020-05-11
  • 17:24

السعودية: إجراءات مالية جديدة في مواجهة صدمتي كورونا والنفط

خفض نفقات إضافي بنحو 26 مليون دولار، وإلغاء بدل غلاء المعيشة ورفع ضريبة القيمة المضافة

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

تستمر المملكة العربية السعودية في اتخاذ المزيد من الإجراءات في مواجهة التداعيات الناتجة عن انخفاض أسعار النفط وتفشي فيروس كورونا، كان من بينها هذه المرة رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة ووقف بدل غلاء المعيشة. وفي هذا السياق، شدد وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلّف محمد الجدعان اليوم الاثنين، على أهمية اتخاذ إجراءات تستهدف حماية اقتصاد المملكة لتجاوز الأزمة غير المسبوقة الناتجة عن الفيروس وتداعياتها المالية والاقتصادية بأقل الأضرار الممكنة.

وأوضح أن المملكة ستتخذ إجراءات استكمالاً للقرارات المتخذة سابقاً بهدف الحدّ من تفاقم الآثار السلبية للأزمة من مختلف جوانبها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن الحكومة مستمرة في اتخاذ القرارات الضرورية لحماية المواطنين والمقيمين والاقتصاد بشكل مبكر للحدّ من تفاقم الأزمة وتبعاتها. 

وأضاف أن الأزمة العالمية الناتجة عن انتشار الفيروس تسببت بثلاث صدمات لاقتصاد المملكة كل منها كفيل بإحداث تغيير مؤثر على أداء المالية العامة واستقرارها ما لم تتدخل الحكومة بإجراءات لاستيعاب هذه الصدمات.

3 صدمات رئيسية 

وقال الوزير الجدعان إن انتشار الفيروس وما اتخذته دول العالم من إجراءات احترازية، تسبب في صدمة أولى تمثلت في الانخفاض غير المسبوق في الطلب على النفط، ما أثّر سلباً على مستوى الأسعار، وأدى إلى انخفاض حاد في الإيرادات النفطية التي تشكل مصدراً كبيراً للإيرادات العامة لميزانية الدولة.

أما الصدمة الثانية، فتمثلت في آثار نتجت عن الإجراءات الوقائية الضرورية المتخذة للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين ومنع انتشار الجائحة، التي تجلت في توقف أو انخفاض الكثير من النشاطات الاقتصادية المحلية، ما انعكس سلباً على حجم الإيرادات غير النفطية والنمو الاقتصادي.

في حين أن ثالث الصدمات المؤثرة على المالية العامة، جاءت نتيجة الاحتياجات الطارئة على جانب النفقات غير المخطط لها التي استدعت تدخل الحكومة من خلال زيادة الاعتمادات لقطاع الصحة بشكل مستمر لدعم القدرة الوقائية والعلاجية للخدمات الصحية، بالإضافة إلى اعتماد عدد من المبادرات لدعم الاقتصاد والحدّ من أثر الفيروس والمحافظة على وظائف المواطنين.

إنخفاض الإيرادات 

وأوضح الجدعان أن هذه التحديات مجتمعة أدت إلى انخفاض الإيرادات الحكومية، والضغط على المالية العامة إلى مستويات يصعب التعامل معها لاحقاً من دون إلحاق الضرر بالاقتصاد الكلي والمالية العامة على المديين المتوسط والطويل، وبالتالي كان لا بدّ من اتخاذ إجراءات إضافية لتحقيق المزيد من الخفض في النفقات، وإيجاد إجراءات تدعم استقرار الإيرادات غير النفطية. 

وأضاف بناءً على ذلك، عرضت وزارتا المالية والاقتصاد والتخطيط التطورات المالية والاقتصادية والإجراءات المقترحة لمواجهة هذه التطورات، مشيراً إلى أنه صدر التوجيه باتخاذ أكثر الإجراءات ملاءمة وأقلها ضرراً وأخفها حدّة. 

 

إلغاء بدل غلاء المعيشة

ورفع ضريبة القيمة المضافة إلى 15 في المئة


أبرز الإجراءات 

وأوضح أن أثر ما تمّ إقراره من إجراءات بلغ نحو مئة مليار ريال شملت: إلغاء أو تمديد أو تأجيل لبعض بنود النفقات التشغيلية والرأسمالية لعدد من الجهات الحكومية وخفض اعتمادات عدد من مبادرات برامج تحقيق الرؤية والمشاريع الكبرى للعام المالي الحالي، كما تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءاً من شهر حزيران/يونيو المقبل، وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة إلى 15 في المئة بدلاً من 5 في المئة، ابتداء من شهر تموز/يوليو المقبل. 

لجنة وزارية 

ولرفع كفاءة الصرف، جرى تشكيل لجنة وزارية لدراسة المزايا المالية التي تصرف لجميع العاملين والمتعاقدين المدنيين ومن في حكمهم الذين لا يخضعون لنظام الخدمة المدنية في الوزارات والمصالح والمؤسسات والهيئات والمراكز والبرامج الحكومية، والرفع بالتوصيات خلال 30 يوماً من تاريخه.

وخلص الوزير الجدعان إلى القول إن العالم أمام أزمة لم يشهد مثيلاً لها في التاريخ الحديث، من أهم سماتها عدم اليقين، وصعوبة معرفة واستشراف مداها وتداعياتها في ظل تطورات يومية تتطلب من الحكومات التعامل معها باليقظة والقدرة على اتخاذ القرارات الملائمة في الأوقات المناسبة، وسرعة الاستجابة والتكيف مع الظروف بما يحقق المصلحة العامة وحماية المواطنين والمقيمين وتوفير الاحتياجات الأساسية والخدمات الطبية الضرورية، مضيفاً أن الإجراءات التي تمّ اتخاذها وإن كان فيها ألم إلا أنها ضرورية وستكون مفيدة للمحافظة على الاستقرار المالي والاقتصادي من منظور شامل وعلى المديين المتوسط والطويل، لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.