إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تبدأ تحقيقاً رسمياً في حادث طائرة "ماكس 9" التابعة لـ"ألاسكا إيرلاينز"

  • 2024-01-12
  • 10:30

إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تبدأ تحقيقاً رسمياً في حادث طائرة "ماكس 9" التابعة لـ"ألاسكا إيرلاينز"

الركاب يقاضون بوينغ في المحكمة العليا بسياتل

بدأت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تحقيقاً رسمياً في حادث طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" الأميركية بعد أن انفصلت لوحة المقصورة وأدت إلى ثقب كبير في جانبها في الجو يوم الجمعة الماضي، ما اضطر بطاقمها إلى تنفيذ هبوط اضطراري في بورتلاند.

وانتهت المحادثات دون اتفاق بين "بوينغ" وإدارة الطيران الفيدرالية وشركات الطيران في شأن تعليمات الفحص والصيانة المنقحة من "بوينغ" والتي يجب أن توافق عليها الهيئة التنظيمية قبل أن تتمكن شركات الطيران من استئناف تحليق الطائرات، وفقاً لمصادر مطلعة.

وأبلغت الوكالة شركة "بوينغ" في رسالة مؤرخة يوم الأربعاء الماضي أن التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كانت شركة صناعة الطائرات قد فشلت في التأكد من أن المنتجات المكتملة تتوافق مع تصميمها المعتمد وكانت في حالة تشغيل آمن بموجب قواعد إدارة الطيران الفيدرالية. وأشارت إلى تناقضات إضافية في طائرات "737 ماكس 9" الأخرى، فيما لفتت "بوينغ" النظر في بيان إلى أنها ستتعاون بشكل كامل وشفاف مع إدارة الطيران الفيدرالية والمجلس الوطني لسلامة النقل في تحقيقاتهما.

إلى ذلك، أغلقت أسهم "بوينغ" منخفضة بنسبة 2.3 في المئة يوم أمس الخميس وانخفضت أكثر من 10 في المئة منذ وقوع الحادث خلال الأسبوع الماضي.

 

مقاضاة "بوينغ"

 

في سياق متصل، رفع 6 ركاب كانوا على متن رحلة طيران "ألاسكا إيرلاينز" رقم 1282 دعوى قضائية جماعية ضد شركة "بوينغ" يوم أمس الخميس أمام المحكمة العليا لمقاطعة كينغ في سياتل، مدّعين أن "بوينغ" تدين لهم ولباقي الركاب بالتعويض عن الإصابات التي لحقت بهم خلال الحادث، فيما لم يتم الادعاء على شركة "ألاسكا إيرلاينز".

وفي هذا الإطار، قال محامي الركاب من شركة "ستريتماتير" للمحاماة دانيال لورانس في بيان إنه على الرغم من أن الجميع سعيد بسبب تمكّن الطاقم من هبوط الطائرة بأمان بعد الحادثة، إلا أن هذه التجربة تسببت بعواقب اقتصادية وجسدية وعاطفية مستمرة أثرت بشكل عميق على الركاب.

وأوضحت راكبة مذكورة في الدعوى أن رأسها اهتز ذهاباً وإياباً أثناء الحادث، مما أدى إلى إصابتها بارتجاج وإصابات في الأنسجة الرخوة في رقبتها وظهرها ونزيف في أذن واحدة، مشيرةً إلى أن قناع الأوكسجين الخاص بها لم يعمل.

وقال راكبان ورد اسمهما في الدعوى إنهما يعانيان من صعوبة في التنفس، وأنهما تعرضا لفقدان الوعي، فيما لفت راكب آخر النظر إلى أنه من اضطراب النوبات الناتج عن المواقف العصيبة، وقد تعرض لنوبة صرع بعد نزوله من الطائرة، ورفضت "بوينغ" التعليق على موضوع الدعوى.

وتلقي الدعوى المرفوعة ضد "بوينغ" باللوم على الشركة لأنها تدّعي أن الرئيس التنفيذي ديف كالهون اعترف بأن الحادثة كانت نتيجة خطأ من "بوينغ".

وتشمل الفئة المقترحة للدعوى 171 راكباً على متن الرحلة 1282 بالإضافة إلى أزواجهم وشركائهم المحليين المسجلين حيث إن بعضهم يقيم في واشنطن.

ويطالب المدعون بالتعويضات المتعلقة بعلاج الحالات الصحية والإصابات النفسية، فضلاً عن تكاليف إلغاء خطط السفر والعمل الضائع وقيمة الأغراض الشخصية المفقودة.

 

مخاوف متزايدة

 

كما أعرب العديد من المشرعين الأميركيين عن مخاوف أسوع نطاقاً في شأن إدارة الطيران الفيدرالية و"بوينغ" طارحين العديد من الأسئلة حول جودة التصنيع لدى الشركة المنتجة للطائرات. وفي هذا الإطار، وجّه أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إد ماركي وجي في فانس وبيتر ويلش كتاباً إلى الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ" عبّروا فيه عن قلقهم العميق من أن البراغي المفكوكة تمثّل مشكلة نظامية مع قدرات "بوينغ" على تصنيع طائرات آمنة وذلك بالنظر إلى الحوادث المأساوية السابقة لطائرات "737 ماكس".

من جهتها، شكّكت رئيسة لجنة التجارة في مجلس الشيوخ ماريا كانتويل في رسالة إلى إدارة الطيران الفيدرالية بمراقبة الجودة في شركة "بوينغ"، مشيرةً إلى أنه يبدو أن عمليات الرقابة التي تقوم بها إدارة الطيران الفيدرالية لم تكن فعّالة في ضمان إنتاج "بوينغ" للطائرات في ظروف تشغيل آمنة.

كما رفعت شركة  "ستريتماتر" الأميركية للمحاماة دعوى قضائية جماعية ضد "بوينغ" يوم أمس الخميس في مقاطعة كينغ بواشنطن نيابة عن الركاب على متن رحلة "ألاسكا إيرلانيز"، مشيرةً إلى اعتراف كالهون بـ "خطأ" بوينغ فيما يتعلق بطائرة "ماكس 9"، وقال محامي الركاب دانييل لورانس إن الرحلة تسببت في عواقب اقتصادية وجسدية وعاطفية مستمرة.

وقال العديد من شركات السفر إن المسافرين يتحققون من طراز الطائرة قبل حجز الرحلات الجوية بعد حادثة خطوط "ألاسكا إيرلاينز".

 

تقدّم لـ"إيرباص"

 

في المقابل، سجلت شركة "إيرباص" يوم أمس الخميس طلبيات سنوية قياسية للطائرات، حيث حجزت ما يقرب من 2100 طلب جديد في العام 2023 بينما حجزت "بوينغ" 1314 طلباً جديداً صافياً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" جيوم فوري للصحفيين إن الشركة تراقب عن كثب التحقيق بشأن منافستها، مشيراً إلى أنها ستعلم كل ما تعلمته وتتوقع من "سبيريت" أن تفعل الشيء نفسه تماماً.

كما شددت شركة الطيران البرازيلية "غول" على ضرورة تقييم قضايا الجودة في صناعة الطيران ووضع خطط لتخفيف المخاطر، فيما أشارت هيئة الطيران المدني البنمية إنها حظرت مؤقتاً تشغيل 21 طائرة من طراز "ماكس 9" تابعة لشركة "كوبا".