"منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد" في دبي: تعزيز مرونة عمليات التجارة العالمية

  • 2023-09-20
  • 10:48

"منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد" في دبي: تعزيز مرونة عمليات التجارة العالمية

انطلقت في دبي يوم أمس الثلاثاء النسخة الثالثة من "منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد"، الذي تنظمه مؤسسة "إيكونوميست إمباكت" في فندق العنوان "مارينا دبي"، حيث يناقش المنتدى سبل تعزيز مرونة عمليات التجارة العالمية، والصلة الأساسية بين الاستدامة وسلاسل التوريد، والدور الذي ستلعبه الأسواق الناشئة مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا خلال السنوات المقبلة.

 

للاطلاع:

مكتب تشغيلي جديد للبنك الآسيوي للإستثمار في سوق أبوظبي العالمي

 

ويشارك في المنتدى الذي تختتم أعماله اليوم الأربعاء، مجموعة من القيادات، وصناع السياسات المرتبطة بالتجارة والتوريد، وخبراء ومحللون، وممثلون عن الأمم المتحدة، إلى جانب مديرين تنفيذيين في قطاعات رئيسية تشمل: البيع بالتجزئة والنقل والخدمات اللوجيستية والتصنيع، والإنتاج، والتكنولوجيا، والمالية، والتجارة.

ويستعرض المنتدى مواضيع عدة منها تأثير الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية على تخطيط وعمليات سلاسل التوريد، والتجارة الرقمية والتقنيات المرتبطة بها، وتغير دور منظمات التعرفة الجمركية، وقياس وتطبيق مبادرات الاستدامة عبر جميع مراحل سلسلة التوريد.

ويناقش المشاركون في المنتدى، دور التحول التجاري في تسارع عجلة النمو وحركة العولمة الجديدة، وتنويع سلسلة التوريد، وتحقيق الاستدامة، وتنظيم آلية تتبع المنتجات، وإدارة البيانات في التجارة الرقمية، ومرونة سلسلة الإمداد والتجارة في المناطق الناشئة، كما يناقش المنتدى كيفية إحداث تغيير نوعي في وضع التجارة العالمية الراهن وطرق تحسين انفتاح سلسلة التوريد وتطوير التجارة في البلدان الناشئة واتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل التجارة أكثر استدامة.

 

حلول واقعية

 

وشهد اليوم الأول من "منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد"، عدداً كبيراً من الجلسات التي جمعت بين عدد من صناع القرار وكبار التنفيذيين في المنظمات والشركات العالمية.

واستهل المنتدى فعالياته بجلسة لوزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، والتي تحدث فيها عن دور دولة الإمارات في التحول التجاري والتزامها بتقديم حلول واقعية من أجل نظام تجاري عالمي أكثر ذكاءً وسرعة وشمولاً واستدامةً بصفتها محطة عالمية لسلاسل التوريد.

وتطرق الزيودي إلى مساعي دولة الإمارات وإلى تعزيز مكانتها كموقع مركزي ومحوري ضمن سلسلة التوريد العالمية، مشيراً إلى أن الإمارات تعمل حالياً على تطوير عدد من الاتفاقات الاقتصادية الرامية إلى إزالة الحواجز التجارية وتحفيز النمو الاقتصادي.

وتحدث عن أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات في الوقت الحالي ومستقبلاً، ودور السياسات الحكومية التي وضعتها الدولة في دعم نمو التجارة، والجهود التي تقوم بها إمارة دبي لتحقيق استراتيجيتها الطموحة بأن تصبح أحد أبرز المراكز التجارية في العالم.

 

التعامل مع التوترات التجارية

 

وفي جلسة تحت عنوان "التجارة على أبواب حقبة جديدة – توظيف الدفعات كعامل محفز لتحول التجارة الرقمي" أكد المدير الإداري لـ"جي بي مورجان" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا شاروخ موينيان أن الوقت قد حان لتحول التجارة من الورق والنقد ودخول حقبة جديدة من الدفعات الرقمية.

 

تطوير السياسة التجارية

 

وفي جلسة تحت عنوان "كبرى الشركات وسياسة التجارة – كيف يمكن للشركات تعزيز منجزاتها؟"، تحدث المدير العام لغرف دبي محمد علي بن راشد بن لوتاه عن الحاجة الملحة لانضمام صوت مجتمع الأعمال في العالم إلى حوار صنع السياسات المتعلقة بالتجارة.

وأجاب ابن لوتاه خلال الجلسة على عدد من الأسئلة، منها كيف يمكن للشركات التأثير بشكل أكبر على تطوير السياسة التجارية؟ وما هي أبرز الأولويات التجارية التي ينبغي الالتفات إليها؟

من جهته، تطرق المدير التنفيذي للشؤون التجارية - قطاع الخدمات اللوجيستية في "موانئ دبي العالمية" بيت سيمون، خلال جلسة بعنوان "مواجهة تحديات التجارة العالمية من خلال مرونة سلاسل التوريد المتكاملة"، إلى دور تنويع سلاسل التوريد وتطبيق المرونة في ضمان استعداد التجارة العالمية لأي تحديات مقبلة.

وأجابت جلسة بعنوان "تنويع سلاسل التوريد – التغيرات المتوقعة خلال 5-10 سنوات المقبلة"، عن عدد من الأسئلة منها ما هو المطلوب من الشركات لكي تنوع سلاسل الإمدادات الخاصة بها؟ وكيف ستغير الشركات إدارة سلسلة التوريد وصناعة الخدمات اللوجيستية؟ وهل هناك أمثلة على أفضل الممارسات المستخدمة في عملية تنويع سلاسل الإمدادات؟ وما هي الأسواق الأكثر قدرة على الربح وتلك الأكثر عرضة للخسارة؟

 

تقليص فجوة التمويل

 

وفي جلسة بعنوان "اتفاقيات التجارة الجديدة – هل بإمكانها إعادة إحياء التجارة العالمية؟"، شهدها اليوم الأول من "منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد"، أجابت مستشار أول لدى مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة الأميركية إليزابيت بالتزن، وكبيرة الاقتصاديين في "البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير"بياتا يافورسيك عن عدد من الأسئلة منها ما هي الدول التي تتفاوض على اتفاقات تجارية جديدة؟ وهل سيخلق هذا نمواً تجارياً كبيراً؟ وهل يمكن أن تساعد الاتفاقات الأكثر مرونة على إحداث هذا النمو؟ وكيف ستستمر الاتفاقات التجارية في التطور؟ وكيف يمكن لهذه الاتفاقات مواكبة النمو الرقمي والتكنولوجي؟

وناقشت جلسة بعنوان "تقليص فجوة التمويل التجاري - من النظرية إلى التطبيق" تقديرات "بنك التنمية الآسيوي" الذي أشار إلى أن حجم الفجوة في التمويل التجاري المتاح وصل إلى 2 تريليون دولار في العام 2022، حيث بحثت الجلسة عن كيفية تجسير هذه الفجوة، وكيف يمكن للدول الحصول على التمويل لتطوير بنيتها التحتية؟

وتناولت جلسة أخرى بعنوان "خارج الصندوق، نحو الفضاء – تأثير اقتصاد الفضاء على سلاسل التوريد خلال 5-10 سنوات المقبلة" نقاطاً مختلفة تتعلق بتأثير اقتصاد الفضاء على سلاسل التوريد في ظل سيناريوهات مستقبلية قد ترافقها تغيرات مهمة إيجابية، حيث أجابت الجلسة عن دور سباق الفضاء الجديد بين أميركا والصين في تسريع أو تعقيد هذه التغيرات؟

 

مستقبل تجارة الخدمات

 

كما شهد اليوم الأول من المنتدى جلسة بعنوان "مستقبل تجارة الخدمات"، والتي تناولت الأسباب التي أدت إلى تجاهل نقاشات التجارة العالمية التطرق إلى تجارة الخدمات، مشيرة إلى أن ذلك قد يرجع إلى كونها خدمات غير ملموسة، بالإضافة إلى عدم وضوح اللوائح التنظيمية المتعلقة بها، إلا أنها أكدت أن التطور المتسارع الذي يشهده قطاع الخدمات يشكل خياراً مجدياً لتنمية الاقتصادات الناشئة بعيداً عن القطاعات الصناعية.

وتناولت الجلسة السيناريوهات المحتملة لمستقبل تجارة الخدمات وإمكانية التوجه المتزايد نحو تحويل البضائع إلى خدمات، وما تعنيه هذه التطورات بالنسبة للدول النامية.

وقدمت جلسة بعنوان "هل يمكن للتقنيات الجديدة أن تنتقل بالتجارة وسلاسل التوريد إلى حقبة جديدة؟" لمحة عن التقنيات الأكثر ملاءمة لسلاسل التوريد وكيفية توظيفها بالشكل الأمثل، كما استعرضت قدرة التكنولوجيا على حل مشكلات قد تبدو مستعصية، مثل تتبع المنتجات عبر سلسلة التوريد، وحماية سلسلة التوريد من الهجمات السيبرانية.

وناقشت الجلسة دور التكنولوجيا في تحقيق الرقمنة التي تجمع بين التجارة وسلاسل التوريد بشكل متبادل ومترابط، وألقت الضوء على نتائج توظيف التقنيات الجديدة في هذه المجالات وعائد الاستثمار فيها.

كما وضعت جلسات اليوم الأول عدداً من القضايا المهمة التي تستهدف استدامة التجارة العالمية وسلاسل التوريد على طاولة نقاش ضيوف المنتدى العالمي الذي تستضيفه دبي، منها: "التجارة الرقمية تحت الضوء – إمكانياتها المحتملة ومخاطرها حول العالم"، و"الشفافية كأحد عناصر سلسلة التوريد – من العقوبات إلى الاستدامة"، و"مسألة حقوق البيانات والملكية في التجارة الرقمية"، و"الاستجابة للتصاعد في قوانين التجارة- نظرة على تطبيقاتها العملية"، و"تجميد التجارة الإلكترونية المفروض من قبل منظمة التجارة الدولية – مناقشة مداه وماهيته وتأثيره".

وترسخ استضافة دبي لـ"منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد" من دور الإمارة المتزايد كمركز اقتصادي ولوجيستي عالمي ووجهة لكبرى الشركات العالمية الساعية إلى تطوير أعمالها والتوسع في المنطقة.

ويعكس اختيار مؤسسة "إيكونوميست إمباكت" عقد المنتدى في دبي، مكانة الإمارة كمركز لسلسلة التوريد العالمية، علاوة على الدور المتنامي المتوقع أن تلعبه الأسواق الناشئة، كأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرقي آسيا، كمراكز جديدة للتجارة العالمية وسلاسل التوريد خلال السنوات المقبلة.

يذكر أنه يشارك في رعاية منتدى التجارة العالمية وسلسلة التوريد، إلى جانب الجهة المستضيفة، المكتب التنفيذي، كلٌّ من "موانئ دبي العالمية"، و"جي بي مورغان"، وشركة "ساب"، و"سيتي بنك".