كفو" و"جامعة الإمارات": آلية مبتكرة لزراعة وإنبات بذور أشجار الغاف

  • 2022-06-23
  • 09:33

كفو" و"جامعة الإمارات": آلية مبتكرة لزراعة وإنبات بذور أشجار الغاف

توصّلت شركة "كَفو" المتخصصة في التكنولوجيا وخدمات السيّارة بالتعاون مع "جامعة الإمارات العربية المتحدة" إلى آلية مبتكرة لزراعة وإنبات بذور أشجار الغاف في مواقع مناخية قاسية مثل البيئة الصحراوية في دولة الإمارات باستخدام تقنية الطائرات دون طيار والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وتعتبر هذه الأبحاث الأولى من نوعها التي تُجرى في الدولة وتمثّل المرحلة الثانية من "برنامج كَفو لزراعة بذور شجر الغاف" الهادف إلى زراعة مليون بذرة في دولة الإمارات للمساعدة على مواجهة تغيّر المناخ.

البوسعيدي: شجرة الغاف المقاومة للجفاف تعتبر كنزاً وطنياً في دولة الإمارات

وفي هذا السياق، قالت مديرة قسم الاستدامة والمجتمع لدى "كَفو" نبرة البوسعيدي إن "فكرة المشروع بدأت عندما رأينا حرائق الغابات في أميركا، والبرازيل، وفي أجزاء من غابات الأمازون، وطرحنا سؤالاً حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا والابتكار لمكافحة مشكلة ملحة في العالم، وهي تغير المناخ، ومن هنا بدأت المبادرة التي حصلت على دعم كامل من وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة".

وأضافت البوسعيدي في حديث إلى وكالة "وام" الإماراتية: "تعهدنا بزراعة مليون بذرة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، وشهدت المرحلة الأولى زراعة 10 آلاف بذرة، ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية بالشراكة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة والمعروفة بأنها واحدة من أفضل مدارس الزراعة والعلوم في المنطقة".

وأكدت أن "شجرة الغاف المقاومة للجفاف تعتبر كنزاً وطنياً في دولة الإمارات وترمز للتسامح حيث تحتل مكاناً فريداً في قلب المجتمع كما إنها تلعب دوراً في تحسين جودة التربة التي تزرع فيها، حيث تمتص ما يصل إلى 34.65 كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكربون الضار يومياً، لتطلقه لاحقاً كأوكسجين، مما يجعل وجودها ضرورة بيئية"، مشيرةً إلى أن "عملية زراعتها تتطلب عمالة مكثفة للغاية ومن ناحية أخرى تؤثر درجات حرارة الصيف البالغة 45 درجة على زراعة أشجار كافية لإحداث تأثير عملي ومجد، لذا ومن خلال الاستفادة من روح الابتكار والنزعة التكنولوجية لدى كفو، تعهدنا باستخدام تقنية الطائرات دون طيار المتقدمة للغاية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإبعاد العنصر البشري من عملية الزراعة وتقديم حل صنع في الإمارات العربية المتحدة الذي سيولّد زراعة ما يصل إلى مليون بذرة من بذور شجرة الغاف في جميع أنحاء الإمارات، مما يحسّن بشكل جذري بيئتها الطبيعية ونظامها الإيكولوجي".

ولفتت النظر إلى أن "الشراكة مع جامعة الإمارات توفر فرصة للجمع بين مجموعة متنوعة من المهارات من فرق متعددة في مجال بحث مشوّق مع جامعة تعدّ واحدة من أكثر الجامعات كفاءة في مجال الدراسات الزراعية في الإمارات العربية المتحدة"، مشيرةً إلى أن "هذا التعاون البحثي هو الأول من نوعه لتحسين عملية الزراعة الناجحة في الظروف الصحراوية من خلال تعزيز إنبات البذور والاحتفاظ بالمياه لشجرة الغاف وأنواع النباتات الصحراوية الأخرى، الأمر الذي يساهم في تعزيز اقتصاد الإمارات القائم على المعرفة".

وكشفت عن أن "المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ المشروع في صحراء مليحة بإمارة الشارقة عبر زراعة نحو 20 ألف متر مربع في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على أن يتم استكمال زراعة مليون بذرة في صحاري الدولة بنهاية العام 2023".

وأكدت البوسعيدي أن "تعهّد كَفو للاستدامة هو التزام يقودنا نحو التحرّر من الكربون"، مشيرةً في هذا الصدد إلى "انضمام الشركة إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة خاصة الهدف الرقم 13 للعمل المناخي، فيما تعمل "كفو" حالياً على اختتام وإطلاق أول تقرير ملموس عن الاستدامة يتضمن الجوانب المستدامة الرئيسية الثلاثة للركائز البيئية والاقتصادية والمجتمعية"، مضيفةً "لدينا خطط لتوسيع منتجاتنا وخدماتنا ووجودنا ولكن أيضاً، لدينا العديد من الاستراتيجيات المخططة التي تضع الراحة والبساطة وسهولة الاستخدام في قلب أي تجربة".

أحمد: فكرة المشروع تتماشى مع استراتيجية الجامعة في ما يتعلق بالبحوث العلمية

من ناحيتها، قالت الأستاذة المساعدة في كلية الزراعة والطب البيطري في "جامعة الإمارات" زينب أحمد إن "علاقة الجامعة بفكرة المشروع بدأت مع توقيع اتفاقية شراكة بحثية مع شركة كَفو للقيام بالأبحاث حول زراعة وإنبات بذور أشجار الغاف في مواقع مناخية قاسية مثل البيئة الصحراوية في دولة الإمارات"، مشيرة إلى أن "فكرة المشروع تتماشى مع استراتيجية الجامعة في ما يتعلق بالبحوث العلمية حيث تضم الجامعة نخبة من الخبراء في تكنولوجيا وتقنيات زراعة البذور والمعاملات التي تحسن من زراعتها"، لافتة الانتباه إلى أن "دور الجامعة هو تقديم المساعدة في تطوير زراعة بذور الغاف في هذا المشروع والمخطط له من شركة كفو".

وأوضحت أحمد أن "العمل بدأ بوضع خطة بحثية تكونت من خطوات تنفيذية عدة مثل معالجة البذور، وتعزيزها لزيادة معايير نجاح الإنبات، وإنشاء وصفة كرة البذرة للتأكد من أن البذور لا تنكسر في فوهة الطائرة دون طيار أثناء زرعها".

وأضافت أن "نتائج الأبحاث ساعدت في زيادة الإنبات من 20 في المئة في الظروف الطبيعية إلى 80 في المئة وتقليل مدة الإنبات من 20 يوماً في الظروف الطبيعية إلى 5 أيام بعد عمليات البحث والتطوير والتي ستساعد بذور شجرة الغاف في تخطي الظروف الصعبة من قلة العناصر المغذية والماء في الصحراء"، مشيرةً إلى أن "اختيار التوقيت المناسب للزراعة هو عامل مهم لإنجاح فكرة المشروع حيث يعتبر شهر تشرين الثاني/نوفمبر موسماً جيداً للزراعة في الإمارات".

 

وام/علي سالم/مصطفى بدر الدين