صناعة الفنادق: التعافي سيستغرق سنوات برغم اللقاح

  • 2021-03-18
  • 14:00

صناعة الفنادق: التعافي سيستغرق سنوات برغم اللقاح

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

تستمر جائحة كورونا في إحداث اضطرابات كبيرة في صناعة الفنادق العالمية، على الرغم من أن الفنادق نفذت تدابير السلامة والصحة بأقصى حدودها للتكيّف مع عالم ما بعد 19-Covid، فإن التعافي إلى مستويات ما قبل الوباء قد يستغرق سنوات. وبحسب بيانات موقع StockApps.com، من المتوقع أن تنمو عائدات صناعة الفنادق العالمية بنسبة 43.4 في المئة على أساس سنوي وأن تصل إلى 284.7 مليار دولار في العام 2021، أي أقل بنحو 83 مليار دولار عن العام 2019.

انخفاض الإيرادات بنسبة 46 في المئة العام 2020

أثّر تفشي فيروس كورونا على كل قطاع في جميع أنحاء العالم، لكن صناعة الفنادق كانت من بين الأكثر تضرراً، حيث فرضت الدول في جميع أنحاء العالم قواعد الإغلاق للحدّ من انتشار الوباء، ما أدى إلى إلغاء الآلاف من الإجازات، وإغلاق الفنادق في النصف الأول من العام 2020. وعلى الرغم من أن بعض الدول رفعت قيود السفر ما سمح للفنادق بإعادة فتح أبوابها بحذر لموسم السفر الصيفي، إلا أن انخفاض الإيرادات كان هائلاً في الربعين الأخيرين من العام الماضي.

وأظهر استطلاع Statista أن إيرادات صناعة الفنادق العالمية تراجعت إلى 198.6 مليار دولار في العام 2020، بانخفاض نسبته 46 في المئة على أساس سنوي. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يشهد القطاع بأكمله انتعاشاً مع ارتفاع الإيرادات بمقدار 86.2 مليار دولار في العام 2021، إلا أن هذا لا يزال أقل بكثير من مستويات ما قبل COVID-19.

3 سنوات لتحقيق مستويات ما قبل COVID-19

وتشير بيانات Statista إلى أن صناعة الفنادق ستستغرق ثلاث سنوات للتعافي من آثار جائحة COVID-19، حيث من المتوقع أن تنمو الإيرادات بنسبة 20 في المئة لتصل إلى 342.6 مليار دولار العام 2021، أي أقل بمقدار 1.3 مليار دولار عن العام 2017. ومن المتوقع أن تحقق الفنادق حول العالم إيرادات بقيمة 390 مليار دولار في العام 2023. وفي حلول نهاية العام 2025، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 456.2 مليار دولار.

انخفاض عدد العاملين من 1.1 مليار إلى 595 مليوناً العام 2020

وتظهر الإحصاءات أن عدد المستخدمين في صناعة الفنادق انخفض إلى النصف وسط الجائحة، لينخفض من 1.1 مليار في العام 2019 إلى 595 مليوناً في 2020. وعلى الرغم من أن Statista تتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 845.8 مليون في 2021، إلا أن هذا الرقم لا يزال 218 مليوناً من دون مستويات في 2017. وفي حلول العام 2023، من المتوقع أن يتعافى عدد المستخدمين إلى 1.19 مليار.

14 مليار دولار خسائر أكبر 5 سلاسل فندقية

خسرت أكبر خمس سلاسل فنادق في العالم 14 مليار دولار في الإيرادات وسط الوباء، وباعتبارها سوق الفنادق الرائدة في العالم وموطناً لأربع من أصل خمس سلاسل فنادق على مستوى العالم، فمن المتوقع أن تقفز إيرادات صناعة الفنادق في الولايات المتحدة بنسبة 55 في المئة على أساس سنوي إلى 65.6 مليار دولار في 2021، ولا تزال أقل بمقدار 20 مليار دولار عما كانت عليه قبل الوباء.

ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن سوق الولايات المتحدة ستستغرق سنوات للتعافي من تأثيرات COVID-19. وتراجعت إيرادات ويندهام وورلدوايد، أكبر سلسلة فنادق في العالم من حيث عدد الفنادق، بنسبة 36 في المئة نتيجة الوباء، حيث انخفضت من أكثر من ملياري دولار في العام 2019 إلى 1.3 مليار دولار في العام 2020. وكشف تقرير أرباح الشركة لعام 2020 عن خسارة صافية بالكامل - العام كان 132 مليون دولار، وبلغ صافي الدخل المعدل 96 مليون دولار.

وتراجعت إيرادات Choice Hotels International، ثاني أكبر سلسلة فنادق على مستوى العالم، بنسبة 31 في المئة أو 340.7 مليون دولار للعام 2020 بأكمله. وفي العام 2019، أعلنت الشركة عن إيرادات سنوية قدرها 1.1 مليار دولار، وانخفض هذا الرقم إلى 774.1 مليون دولار العام الماضي.

كما شهدت ماريوت الدولية، ثالث أكبر سلسلة فنادق تضم 5974 فندقاً في أكثر من 110 دول، أكبر خسارة، حيث انخفضت الإيرادات بمقدار 10.4 مليارات دولار وسط أزمة فيروس كورونا، تليها هيلتون العالمية القابضة، باعتبارها رابع أكبر سلسلة فنادق على مستوى العالم بخسارة إيرادات قدرها 1.5 مليار دولار في العام 2020.

وتشير الإحصاءات إلى أن أكبر خمس سلاسل فنادق في العالم، بما في ذلك مجموعة فنادق إنتركونتيننتال باعتبارها الشركة الوحيدة غير الأميركية المدرجة في هذه القائمة، تراجعت بمقدار 14 مليار دولار وسط جائحة COVID-19.

الآمال على اللقاح تبقى مشروطة

وتبقى آمال المستثمرين في القطاع تحت قبضة كورونا ومدى انتشار اللقاح وفعاليته في الحدّ من تداعيات الوباء، إلا أنه من المؤكد أن التعافي الكامل سوف يستغرق سنوات وسيبقى مرتبطاً بمدى تقبل الناس للسفر من جديد، ناهيك عن الآثار الاقتصادية للجائحة التي طالت معظم شرائح المسافرين الذين ولو تمكنوا من المحافظة على وظائفهم إلا أن القدرة على الانفاق والسفر لا شك أنها باتت محكومة باعتبارات عدة أولها الصحة والسلامة وليس آخرها الوضع الاقتصادي الذي خلفته الجائحة.