"لقاح استرازينيكا أكسفورد في "قفص الجلطات الدموية

  • 2021-03-14
  • 06:30

"لقاح استرازينيكا أكسفورد في "قفص الجلطات الدموية

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

بين صحة لقاحات كورونا من عدمها، عادت هواجس الناس من اللقاحات المطروحة عالمياً إلى الواجهة، حيث علقت بلدان أوروبية وآسيوية عدة استخدام لقاح فيروس كورونا الذي طوّرته AstraZeneca وجامعة أوكسفورد، بعد تقارير عن حدوث جلطات دموية لبعض الأشخاص الذين أخذوا اللقاح.

ومع ذلك، دافعت دول أخرى عن استخدامها للقاح وقالت إنها ستواصل حملات التلقيح الخاصة بها، وأصبحت تايلاند أول دولة آسيوية توقف استخدام اللقاح بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، بعد فترة وجيزة من إعلان الدانمارك عن توقف لمدة أسبوعين في إطلاقها على مستوى البلاد بعد تقارير عن حدوث جلطات دموية ووفاة واحدة.

انتكاسة أوروبية جديدة

وفي انتكاسة لحملة التطعيم المتعثرة في أوروبا، أوقفت سبع دول أخرى استخدام حقنة أكسفورد-أسترا زينيكا: النرويج وأيسلندا وبلغاريا ولوكسمبورغ وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا، وفي غضون ذلك، قالت النمسا وإيطاليا إنهما ستتوقفان عن استخدام دفعات معينة من اللقاح كإجراء احترازي.

وشدّدت وكالة الأدوية الأوروبية، الجهة المنظمة للأدوية في أوروبا، يوم الخميس على أنه لا يوجد ما يشير إلى أن اللقاح تسبب بجلطات دموية، مضيفة أنها تعتقد أن فوائد اللقاح "لا تزال تفوق مخاطرها".

5 ملايين شخص تلقوا اللقاح في أوروبا

وحتى منتصف الأسبوع الماضي تلقى نحو 5 ملايين شخص في أوروبا لقاح أكسفورد أسترا زينيكا. من هذا الرقم، تمّ الإبلاغ عن 30 حالة مما يسمى "أحداث الانسداد التخثري"، وتشير هذه الحالات إلى تكوّن جلطات دموية في الأوعية الدموية وتعوق تدفق الدم.

وقالت AstraZeneca إن اللقاح قد تمت دراسته على نطاق واسع خلال تجارب المرحلة 3 وتؤكد البيانات التي تمت مراجعتها من قبل النظراء إن اللقاح "قابل للتحمل بشكل عام".

لماذا توقف الدول حملات التطعيم؟

أعلنت وزارة الصحة التايلاندية أخيراً أنها سترجئ مؤقتاً استخدام لقاح أكسفورد أسترا زينيكا، ووصفت اللقاح، بأنه "لقاح جيد" لكنها ترغب في تعليقه لإجراء تحقيقات السلامة. وقالت  كياتيفوم وونججيت السكرتير الدائم لوزارة الصحة العامة إن تايلاند تمكنت من وقف حملة التطعيم الخاصة بها لأنها تمكنت إلى حدّ كبير من السيطرة على موجة ثانية من حالات كوفيد من خلال الحجر الصحي ومراقبة الحدود، وفقاً لرويترز. وسجلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 70 مليون نسمة حتى الآن نحو 26600 حالة إصابة و85 حالة وفاة وفقاً لبيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز.

دول تعلق اللقاح وأخرى مستمرة فيه

جاء قرار تايلاند تعليق طرح لقاح أكسفورد-أسترا زينيكا، الذي كان من المقرر أن يبدأ يوم الجمعة الماضي، بعد قرار هيئة الصحة الدانماركية. وقال مدير المجلس الوطني للصحة في الدانمارك سورين بروستروم: "من المهم التأكيد على أننا لم نخرج من لقاح AstraZeneca، لكننا نعلقه"، وأضاف هناك أدلة جيدة على أن اللقاح آمن وفعال، لكن يتعين علينا نحن ووكالة الأدوية الدانماركية الاستجابة لتقارير الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، سواء من الدانمارك أو من دول أوروبية أخرى".

واختارت بلدان عدة ذات الدخل المرتفع الاستمرار في طرح لقاح أكسفورد أسترا زينيكا في أعقاب مخاوف تتعلق بالسلامة، ومنها المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والمكسيك وهي من بين الدول التي سعت إلى طمأنة المواطنين بشأن فوائد الحصول على اللقاح وقالت إنها ستواصل حملات التطعيم الخاصة بها.

وقال متحدث باسم AstraZeneca، إن تحليل بيانات السلامة الخاصة بنا لأكثر من 10 ملايين شخص سجل عدم وجود دليل على زيادة خطر الإصابة بالانسداد الرئوي أو تجلط الأوردة العميقة في أي فئة عمرية أو جنس أو دفعة محددة أو في أي بلد معين يحتوي على لقاح COVID-19 AstraZeneca"،  وأضاف "في الواقع، العدد المرصود لهذه الأنواع من الأحداث أقل بكثير في تلك التي تمّ تلقيحها مما هو متوقع بين عامة السكان".

ماذا يقول الخبراء؟

قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد سبب لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة أسترازينيكا، كما تقوم لجنة السلامة التابعة للوكالة الأوروبية للأدوية بمراجعة المشكلة، لكنها قالت إنه لا يوجد دليل حالياً على أن التطعيم تسبب في حدوث جلطات دموية - مشيرة إلى أنها غير مدرجة ضمن الآثار الجانبية لهذا اللقاح.

كما أشارت الهيئة المنظمة للأدوية الأوروبية إلى أن البيانات المتاحة حتى الآن أظهرت أن عدد الجلطات الدموية في الأشخاص الذين تمّ تلقيحهم ليس أعلى من العدد الذي شوهد بين عامة السكان.

وقال مدير سلامة اللقاحات في منظمة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا فيل بريان: "إن التقارير التي وردت عن جلطات الدم التي تمّ تلقيها حتى الآن ليست أكبر من العدد الذي كان سيحدث بشكل طبيعي في السكان الذين تمّ تلقيحهم"، وأضاف بريان "سلامة الناس تأتي دائماً في المقام الأول. نحن نبقي هذه المشكلة قيد المراجعة الدقيقة ولكن الأدلة المتاحة لا تؤكد أن اللقاح هو السبب، مضيفاً: "لا يزال يتعين على الناس الذهاب والحصول على لقاح COVID-19 عندما يُطلب منهم ذلك".

إلى ذلك، اعتبر ستيفن إيفانز، أستاذ علم الوبائيات في كلية لندن للصحة: "المشكلة مع التقارير التلقائية عن ردود الفعل السلبية المشتبه بها للقاح هي الصعوبة الهائلة في التمييز بين التأثير السببي والصدفة، خصوصاً عندما نعلم أن مرض Covid-19 يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتخثر الدم، وهناك مئات إن لم يكن الآلاف من الوفيات الناجمة عن تخثر الدم نتيجة لمرض Covid-19، وأول شيء يجب فعله هو التأكد تماماً من أن الجلطات لم يكن لها سبب آخر، بما في ذلك Covid-19".