مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم: نجاح التعليم المدمج يحتاج لتعاون أصحاب المصلحة والحكومات

  • 2020-11-23
  • 10:47

مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم: نجاح التعليم المدمج يحتاج لتعاون أصحاب المصلحة والحكومات

حوار مع سونيا بن جعفر الرئيس التنفيذي في مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم

  • رانيا غانم

فرضت جائحة كورونا نهجاً جديداً للتعليم لطالما كانت حكومات المنطقة تعمل لتبنيه وسط ذلك النظام البيئي السريع التغير، ووجدت المؤسسات التعليمية والجامعات ذاتها مجبرة على إعادة ترسيم طبيعة التعليم وتعديل المناهج وتطوير مساقات التعلم المدمج واستحداث منصات تعليمية إلكترونية بهدف الانتقال إلى التعليم عن بعد وضمان تقديم تعليم عالي الجودة.

اتخذت مبادرات عدة في المنطقة العربية لمساعدة المؤسسات التعليمية بهدف تسهيل تصميم مساقات عالية الجودة وتنمية مهارات مصممي مناهج الكليات، وتعزيز إمكاناتها لضمان أنها في وضع يسمح لها بالانتقال إلى التعليم عبر الإنترنت والتعليم المدمج بسلاسة وفعالية، وكانت مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، منذ نشأتها في العام 2015، تعمل على ترسيخ نهج التعليم عن بعد وتمكين جامعات رائدة في المنطقة لمساعدتها على توفير تعليم عالي الجودة عبر الإنترنت وحلول تعليمية مبتكرة تتناسب مع احتياجات الطلاب، كذلك تعمل المؤسسة على دعم الجهود الحكومية للتعليم عبر الإنترنت عبر تعزيز معايير التعليم وتبني مبادرات ابتكارية وإجراء دراسات بحثية وتوفير نماذج أكثر استدامة تناسب الواقع الجديد. وتقول الرئيس التنفيذي في مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم سونيا بن جعفر إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال": "باتت المؤسسة تملك خبرة كبيرة في هذا المجال، لذا مع انتشار الجائحة كانت المؤسسة بكامل جهوزيتها لمواكبة المرحلة الجديدة"، مشددة على أن نجاح التعليم المدمج يحتاج إلى تعاون الحكومات وأصحاب المصلحة.

إقرأ: 
منصة نون أكاديمي أكثر استعداداً لمواكبة مرحلة التعليم عن بُعد

 

مقاومة طلابية

 

عن تجربة انتقال الطلاب إلى التعلم عبر الإنترنت، فتشير بن جعفر إلى أن التجربة لم تكن على قدر الطموحات، إذ جاءت استجابة سريعة لحال الطوارئ التي خلقتها الجائحة، لافتة النظر إلى أن الهيئة التعليمية واجهت الكثير من المقاومة من الطلاب، علماً أن الظاهر كان حماسهم ورغبتهم في متابعة الدروس عن بعد، وقد استغرقت المسألة وقتاً وجهداً طويلين لتأقلم الطلاب مع الطريقة الجديدة، وضمان نجاح التجربة.  

وقد أجرت المؤسسة، حين تبنت جامعات المنطقة التعليم عن بعد، استطلاع رأي لطلاب يدرسون في 15 جامعة شريكة في المنطقة، فضلاً عن الطلاب الذين يتابعون برنامج التعليم المفتوح للحصول على درجة الماجستير عبر الإنترنت من جامعة أريزونا. وأفاد الطلاب أن أحد التحديات يتمثل في عدم وجود تفاعل بين الزملاء في الصف، لدرجة أنهم شعروا بنقص الابتكار في الدراسة عبر الإنترنت، وأفاد أكثر من نصفهم بضعف في جودة الإنترنت في المنزل وبالتالي صعوبة التواصل. أما في ما يخص الطلاب الأكثر حرماناً المتواجدين في المناطق المحرومة، فقد تم ملاحظة ثلاثة اتجاهات، يتمثل الأول في الفجوة الرقمية، حيث إن نصف طلاب المؤسسة أخلوا أماكن إقامتهم وبالتالي خسروا الاتصال بالإنترنت وقدرتهم على الحصول على التعليم، والفجوة الثانية هي تداعيات الجائحة على الاقتصاد بحيث بات يعاني الكثير من الطلاب المحرومين أصلاً من أزمة اقتصادية خانقة ترافقت مع مشاكل وضغوطات نفسية الأمر الذي يتطلب المزيد من الاهتمام الاجتماعي للتأقلم مع الواقع الجديد. أما الفجوة الثالثة فهي عدم إمكانية تأمين فترة التدريب على العمل للطلاب في الشركات، إذ إن جزءاً كبيراً من المصانع علق العمل، لذا اضطررنا إلى مضاعفة جهودنا لربطهم بشركات عالمية مثل Mckinsey وUnilever، ومجموعة ماليا.

إقرأ أيضاً: 
منصة التعليم سينكرز تغلق جولة استثمارية للتوسع إلى السعودية


 

جهوزية البلدان

تتفاوت جهوزية بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسط حال الطوارئ التي خلقتها الأزمة، وتشير بن جعفر إلى أنه في حين لم يكن لدى الكثير من الجامعات القدرة على استيعاب كل هذه التغييرات، كانت جامعات في دول ثانية على أتمّ الاستعداد لهذه النقلة النوعية، وتؤكد أن الجامعات الشريكة لمؤسسة عبد الله الغرير كانت استجابتها سريعة، بحيث تمكنت من متابعة التعليم عن بعد، ومعالجة الثغرات بفضل التكنولوجيا التي تملكها والبنية التحتية المؤهلة.

إقرأ أيضاً: 

الأستاذ "كورونا" يعيد صياغة مستقبل التعليم

التعليم للطلاب الأكثر حرماناً

خصص صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين الذي تأسس في العام 2018 وتديره مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، ميزانيات كبيرة لتأمين التعليم لنحو 20 ألف طالب لاجئ للوصول إلى التعليم المهني الثانوي. وتعمل المؤسسة بشكل مباشر مع المنظمات ومع 11 شريكاً يتعاملون بشكل مباشر مع اللاجئين بهدف وصول الطلاب الأكثر حرماناً في الأردن ولبنان والإمارات إلى التعليم. وبات يتلقى نحو 22 ألف طفل وشاب فرصاً تعليمية. وتقول: "نحن فخورون بهذا الرقم لأننا ما زلنا لم نطلق الجولة الثالثة وتجاوزنا هدفنا، وهذا بفضل الشركاء الذين يعملون معنا ميدانياً، والذين لديهم برامج أساسية وناجحة نعتمدها".

مسار بطيء

لا تزال تحديات التعليم عن بعد متعددة في المنطقة، وتشير بن جعفر إلى أن نهج التعليم عن بعد ينمو ببطئ شديد في البلدان العربية، ولاسيما أن الحكومات لم تعتمد هذا النهج بعد، لقد خطت الإمارات خطوات حثيثة في هذا الإطار، وقد قدمت وزارة التعليم المستندات المطلوبة في العام الماضي لاعتماد برامج الشهادات الكاملة عبر الإنترنت، وتشير إلى أن مصر تسير في الاتجاه ذاته.

وتخلص بن جعفر إلى القول بأن الجيل الجديد ستكون لديه متطلبات أكثر، وتضيف: "سنرى أن جهوداً أكبر ستبذل لتلبية هذا الطلب بجودة عالية، وستتبنى الجامعات مجموعة متنوعة من العروض والبدائل، وقد رأينا بالفعل نماذج مختلفة من المنصات عبر الإنترنت"، وتلفت النظر إلى أن النماذج القديمة للتعليم لا بدّ أن تتوقف لتنطلق نماذج جديدة، وسيكتسب الطلاب مهارات تقنية للتعلم عن بعد، لكن لتحقيق ذلك لا بدّ أن يتم تصميم مشاريع التعلم المدمج بمشاركة أصحاب المصلحة جميعاً.